اعتادت دائرة المعارف ووزارة المعارف الأردنية التي تلتها حتّى بداية الستينيات من القرن الماضي، أن تبتعث عددًا محدودًا من خريجي المدارس الثانوية المتفوّقين، للدراسة في جامعات البلاد العربية المجاورة على نفقتها؛ لعدم توافر مؤسّسات للتعليم العالي في البلاد، ومن أشهر الجامعات العربية التي كان الطلبة يُبعثون إليها: الجامعة الأمريكية في بيروت، ودار المعلَمين العالية في بغداد، والجامعة السورية في دمشق. وابتُعثت الطالبات المتفوّقات من خريجات المدارس الثانوية إلى دار المعلّمات الابتدائية في القدس.
بدأ التعليم العالي في الأردنّ في عام 1951م، حين افتُتح صف لتدريس المعلّمين في كلّية الحسين الثانوية في عمّان. وتلاه إنشاء دار للمعلّمين في عمّان في عام 1952م، وكانت مدّة الدراسة فيها عامين. وتطوّرت دور المعلّمين في ما بعد لتصبح كليات مجتمع مدة الدراسة فيها عامين، ووصل عددها عام 1985م إلى (52) كلية مجتمع موزّعة على مختلف أنحاء المملكة، بالإضافة إلى تأسيس كليات مجتمع خاصّة.
ونظرًا إلى الإقبال المتزايد على التعليم العالي في الخارج، وما يترتّب عليه من كُلَف مالية مرتفعة. فقد تقرّر تأسيس الجامعة الأردنية في عمان في عام 1962م، وهي أوّل جامعة في الأردنّ، وكانت نقلة نوعية في التعليم العالي في الأردنّ، تلاها إنشاء جامعة اليرموك في إربد، فجامعة مؤتة في محافظة الكرك، ثم جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية في إربد، وجامعة آل البيت في المفرق، والجامعة الهاشمية في محافظة الزرقاء، وجامعة البلقاء التطبيقية في السلط، وجامعة الحسين بن طلال في معان، ثم جامعة الطفيلة التقنية في الطفيلة، وكان آخرها الجامعة الألمانية الأردنية في لواء ناعور، ووصل عدد الجامعات الحكومية إلى (10) جامعات حكومية.
وجامعة العلوم الإسلامية العالمية وجامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية.


وتلبية للإقبال المتزايد على التعليم الجامعي، سُمح بتأسيس الجامعات الخاصّة بين عامَي (1989-2022م)، مثل جامعات فيلادلفيا، وعمّان الأهلية، والعلوم التطبيقية، والإسراء، والأميرة سمية للتكنولوجيا، والبترا، والزيتونة، وجرش، وإربد الأهلية، والزرقاء، وعمّان العربية للدراسات العليا، والشرق الأوسط، وجدارا، وعجلون الوطنية، والجامعة العربية المفتوحة، والعقبة للعلوم الطبّية، وابن سينا للعلوم الطبية، والعقبة للتكنولوجيا. وتُطبّق الجامعات الرسمية والخاصّة في الأردنّ نظام الساعات المعتمدة، في حين تُطبّق كلّيات الطبّ وطبّ الأسنان في الجامعات الرسمية والخاصّة نظام السنوات إلى جانب الساعات المعتمدة.
شهد الأردنّ في العقدين الماضيين تطوّرًا سريعًا في مجال التعليم العالي من مستوى الدراسات العليا، حيث فتحت في الجامعات الرسمية وبعض الجامعات الخاصّة برامج الدكتوراة والماجستير والدبلوم العالي والاختصاص. وقد اتّسمت برامج الدراسات العليا في الجامعات الأردنية بالتعّدد والتنوّع، حتى أصبحت محطّ أنظار كثيرين من طلبة الدول العربية والأجنبية.
التحدّيات التي تواجه قطاع التعليم العالي
على الرغم من كلّ الإنجازات والتقدّم الذي حقّقه التعليم العالي في الأردنّ، إلّا أنّه يواجه مجموعة من التحدّيات والعقبات التي تعترض تحقيق الأهداف المنشودة، ومن هذه التحدّيات:
- ضعف ربط الأبحاث العلمية بحاجات البلاد التنموية.
- ضعف الموارد المالية المخصصة للجامعات الرسمية.
- ضعف الإقبال على التعليم التقني الذي يُخرّج فنيّين مهرة ومحترفين.
وقد أنشئت هيئة اعتماد مؤسّسات التعليم العالي وضمان جودتها في عام 2007م، إذ تعنى بالارتقاء بأداء مؤسسات التعليم العالي الأردنية وتعزيز قدرتها التنافسية العالمية. وصندوق البحث العلمي والابتكار في عام 2018م التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأردنية؛ لدعم البحث العلمي في البلاد.
أتحقّق من تعلّمي
- أُحلّل: أسباب زيادة الإقبال على الدراسة في التخصّصات الأكاديمية في الجامعات، على حساب التعليم التقني.
تزايد الإقبال على الدراسة في التخصصات الأكاديمية في الجامعات على حساب التعليم التقني يعود إلى مجموعة من العوامل. من أبرزها الاعتقاد السائد في المجتمع بأن الشهادات الأكاديمية توفر فرصًا وظيفية أفضل ومكانة اجتماعية أعلى مقارنة بالتعليم التقني. كما أن العائلات غالبًا ما تشجع أبناءها على متابعة التعليم الأكاديمي نظرًا لما يُعتبر نجاحًا تقليديًا مرتبطًا بالحصول على درجة جامعية. بالإضافة إلى ذلك، هناك نقص في الوعي بأهمية التعليم التقني والدور الكبير الذي يلعبه في تلبية احتياجات سوق العمل. ضعف الربط بين التعليم التقني وسوق العمل من خلال التوظيف والتدريب يُعد أيضًا من الأسباب المهمة، حيث يفتقر خريجو التعليم التقني إلى فرص عمل مجزية ومستقرة، مما يدفع الشباب نحو التخصصات الأكاديمية التي قد تبدو أكثر أمانًا من الناحية المهنية.