العلوم الإسلامية فصل ثاني

الأول ثانوي أدبي

icon

مفهوم التكافل الاجتماعي

هو أن يكون أفراد المجتمع مشاركين في المحافظة على المصالح العامة والخاصة، ودفع المفاسد والأضرار المادية والمعنوية، بحيث يشعر كل فرد فيه أنه إلى جانب الحقوق التي له، فإن عليه واجبات للآخرين، خاصة الذين ليس باستطاعتهم أن يحققوا حاجاتهم الخاصة، وذلك بإيصال المنافع إليهم ودفع الأضرار عنهم.

والتكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصوراً على النفع المادي بل يتجاوزه إلى حاجات المجتمع جميعها، فهو يتضمن الحقوق الأساسية جميعها للأفراد والجماعات داخل الأمة.

 

مجالات التكافل الاجتماعي   

يعدّ التكافل الاجتماعي في الإسلام  غاية أساسية تتسع دائرته حتى تشمل البشر جميعهم مؤمنهم وكافرهم، وأن أساس التكافل هو كرامة الإنسان، يبدأ فيه المسلم بدائرته، ثم الأسرة، ثم محيطه الاجتماعي، ثم ينظر إلى الإنسانية جمعاء.

لقد حرص الإسلام على تحقيق التكافل الاجتماعي بمنظومة من التشريعات التي تحقق هذا الأمر، منها ما يأتي: 

1ـ البر والإحسان بالصغار وكبار السن:

  • أوْلى الإسلام اهتمامًا خاصًا بالصغار ورعايتهم، وإعدادهم إعدادًا يؤهلهم ليكونوا قادة وحملة رسالة في المستقبل، وظهر ذلك في حياة النبي ﷺ عن طريق:
    • تعامله مع الحسن والحسين رضي الله عنهما.
    • تكليف بعض صغار الصحابة بأدوار قيادية.
  • علّق الإسلام العناية بكبار السن بأبنائهم، وإذا لم يكن لهم أبناء انتقلت المسؤولية عنهم إلى المجتمع ممثلاً في الدولة بصورة إلزامية. 

2ـ كفالة الفقراء  والمساكين والأيتام:

  • فرض الإسلام على المجتمع المسؤولية الكاملة عن فقرائه الذين لا يجدون عملاً أو لا تتسع مواردهم للوفاء بحاجتهم، عن طريق ما فرضه من تشريعات وأحكام كالزكاة والصدقات وغيرها.
  • دعا الإسلام إلى استثمار الأموال وتنميتها وإقامة المشاريع النافعة؛ لتوفير فرص عمل لأبناء المجتمع، وحرم احتكار المال أو استخدامه في ما يعود بالضرر على المجتمع وأبنائه.
  • أمر الإسلام بالاهتمام بالأيتام، وتنمية أموالهم، وحفظ حقوقهم، والابتعاد عن كل تصرف مضر بها.    

3ـ الكفارات:

  • هي ما فرضه الإسلام على المسلم إذا ارتكب بعض المحظورات أو ترك بعض الواجبات، مثل:
    • كفارة اليمين إذا حلف المسلم بالله فحنث ولم يفِ بيمينه.
    • كفارة الفطر عمدًا  في نهار رمضان من غير عذر مقبول  شرعًا، ...  وغيرها من الكفارات.
  • من بعض مصارف هذه الكفارات إطعام الطعام لعدد من المساكين؛ فكانت وسيلة لتحقيق التكافل. 

4ـ الوقف:

  • هو أن يتبرع المسلم بعينٍ، تبقى مدة من الزمن في وجه من وجوق الخير، مع الاستفادة من منافعها وإنتاجها، وذلك كعمارة سكنية أو أرض زراعية وغيرها.
  • يشكل الوقف مرفقًا حيويًا للمجتمع، ومن أمثلة الوقف في الإسلام ما كان على توفير الرعاية الصحية، فقد خصص أغنياء المسلمين أوقافًا واسعة لإنشاء المستشفيات، كمستشفى المنصوري في مصر ومستشفى النوري في دمشق، ومن الخدمات التي تقدمها هذه المستشفيات:
    • العلاج المجاني لمن يقصدها.
    • التكفل بطعام المرضى وخدمتهم وتزويدهم بكسوة كاملة عند مغادرتهم المستشفى. 

5ـ الاستعارة: 

  • هي تمكين الشخص غيره من استخدام إحدى وسائله مجانًا بشرط  أن يردها له.
  •  حث الإسلام على هذا الأسلوب  من التعاون والتكافل لما له من آثار إيجابية؛ في:
    • غرس المحبة بين أفراد المجتمع.
    • تقوية العلاقات الاجتماعية وإقامتها على المشاركة والتعاون.
  • أنكر الإسلام على من يمنع هذا الحق ما دام لا يلحق به ضرر وجعلها من الصفات التي يستحق بها صاحبها العقوبة؛ فقال تعالى: (فويل للمصلين الذين هم عنصلاتهم ساهون، الذين هو يراؤون ويمنعون الماعون).
  •  الماعون: هو الأدوات والوسائل التي تستخدم في مختلف المناشط الحياتية كالآنية والآلات اليدوية.

6ـ الزكاة:

هي أحد أركان الإسلام أمر الله بإخراجها إذا توافرت شروط إخراجها، وللزكاة في الإسلام أبعاد اجتماعية عظيمة منها: 

  • تزرع  الرحمة والعطف والحب بين الناس؛ لأنها تعمل على تزكية النفس من كل عوامل الشح والبخل.
  • تقوي أواصر المودة بين الفقراء  والأغنياء؛ لأن الزكاة تنقي نفوس الفقراء والمسكين من الحسد وتطيّب نفوسهم تجاه الأغنياء فيحبون لهم الخير. 
  • تسد بابًا واسعًا من المفاسد والانحرافات؛ لأنها عامل مهم في القضاء على ظاهرة الفقر والبطالة في المجتمع.  

 

آثار التكافل الاجتماعي في الفرد والمجتمع:

  •  تقوية أواصر المحبة والمودة بين أفراد المجتمع. 
  •  الإسهام في حل كثير من المشكلات الاجتماعية التي تشكل خطرا على أمن المجتمع وسلامته.