التربية الإسلامية

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

يحدثُ المدُّ الفرعيُّ بسببِ الهمزةِ أَوِ السكونِ، ويُقسَمُ المدُّ الفرعيُّ بسببِ الهمزةِ إلى قسميْنِ: مدًّا متصَّلًا، ومدًّا منفصلًا.

أَسْتَنيرُ

  • المدُّ الفرعيُّ: إِطالةُ زمنِ الصوتِ بحرفِ المدِّ إِذا جاءَ بعدَهُ همزةٌ أَوْ حرفٌ ساكنٌ. 
  • علامُة المدِّ الفرعيِّ في القرآنِ الكريمِ: وضعُ إِشارةِ (~)فوقَ حرفِ المدِّ الَّذي جاءَ بعدَهُ همزةٌ أَوْ سكونٌ.

 

أَوَّلًا: المدُّ المتَّصلُ

أ .قالَ تعالى: (وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ).

ب.قالَ تعالى: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ).

ج .قالَ تعالى: (هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ).

أَتأَمَّلُ الكلماتِ الملوَّنةَ في قولِهِ تعالى: (بَرِيءٌ)، (سُوءَ)، (هَاؤُمُ).

  • أُلاحظُ أَنَّ أحرفَ المدِّ جاءَتْ قبلَ الهمزةِ في كلمةٍ واحدةٍ، وحينئذٍ يطيلُ القارئُ صوتَهُ في حرفِ المدِّ بمقدارِ أَربعِ حركاتٍ أَوْ خمسٍ، وهذا هوَ المدُّ المتَّصلُ.
  • أَستنتجُ منْ ذلكَ أَنَّ المدَّ المتَّصلَ هوَ إِطالةُ زمنِ الصوتِ بحرفِ المدِّ إِذا جاءَتْ بعدَهُ همزةٌ في كلمةٍ واحدةٍ.
  • وسُمِّيَ متَّصلًا؛ لاتِّصالِ حرفِ المدِّ بالهمزةِ في كلمةٍ واحدةٍ، وحكمُهُ واجبٌ.
  • أُلاحِظُ قاعدةَ المدِّ المتَّصلِ:

ثانيًا: المدُّ المنفصلُ

أ.قال تعالى: (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا ءامَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا).

ب.قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ).

ج.قال تعالى: (وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).

أتأمل الكلمات الملوّنة في قوله تعالى: (مَا ءامَنْتُمْ)، (الَّذِي أَنْزَلَ)، (نُجَازِي إِلَّا).

  • ألاحظ أنّ أَحرفَ المدِّ جاءَتْ قبلَ الهمزةِ في كلمتيْنِ، وحينئذٍ يطيلُ القارئُ صوتَهُ في حرفِ المدِّ بمقدارِ حركتيْنِ أَوْ أَربعِ حركاتٍ أَوْ ستِّ حركاتٍ، وهذا هوَ المدُّ المنفصلُ.
  • إذًا أستنتِجُ أَنَّ المدَّ المنفصلَ هوَ إِطالةُ زمنِ الصوتِ بحرفِ المدِّ إِذا جاءَتْ بعدَهُ همزةٌ في كلمتيْنِ.
  • وسُمِّيَ منفصلًا؛ لأَنَّ حرفَ المدِّ جاءَ في آخرِ الكلمةِ، وجاءَتِ الهمزةُ في أَوَّلِ الكلمةِ التي تليها.
  • وحكمُهُ جائزٌ.
  • أُلاحِظُ قاعدةَ المدِّ المنفصلِ:

أَتأَمَّلُ وأُصنِّفُ

أَتأَمَّلُ الآيةَ الكريمةَ، ثمَّ أُصنِّفُ المدودَ الَّتي تحتويها إِلى مدٍّ متَّصلٍ أَوْ منفصلٍ.

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ).

المدٍّ المتَّصل

المدٍّ المنفصل

أَوْلِيَاءَ

يَا أَيُّهَا

جَاءَكُمْ

بِمَا أَخْفَيْتُمْ

وَابْتِغَاءَ

وَمَا أَعْلَنْتُمْ

سَوَاءَ

 

 

ألفظ جيّدًا:

نَبِّئْ، أَبَشَّرْتُمُونِي، فَبِمَ، لَمُنَجُّوهُمْ، فَأَسْرِ، بِقِطْعٍ، نَنْهَكَ، عَالِيَهَا، لِلْمُتَوَسِّمِينَ، لَبِسَبِيلٍ، لَبِإِمَامٍ.

 

أتلو وأُطَبِّق: سورةُ الحِجر (49- 79)

قال الله تعالى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ (51) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (52) قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54) قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (58) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ (60) فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (64) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (65) وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (66) وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (67) قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ (68) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ (69) قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ (70) قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (71) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (77) وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)

 

معاني المفردات والتراكيب:

  • وَجِلُونَ: خائفون.   
  • الْقَانِطِينَ: اليائسين.  
  • الْغَابِرِينَ: المُهلَكينَ.    
  • مُنْكَرُونَ: غير معروفين.   
  • يَمْتَرُونَ: يشكُّون. 
  • فَأَسْرِ: فسِر ليلًا.    
  • وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ: وامشِ خلفهم.  
  • وَقَضَيْنَا: وحَكَمْنا.  
  • سَكْرَتِهِمْ: ضلالتِهِم.   
  • يَعْمَهُونَ: يَضِلّون.   
  • الصَّيْحَةُ: صرخةُ العذاب.  
  • مُشْرِقِينَ: وقتَ شروقِ الشّمسِ.  
  • سِجِّيلٍ: طينٌ صَلب.  
  • لِلْمُتَوَسِّمِينَ: للمُعتَبرينَ.  
  • لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ: طريقٍ معروفةٍ.    
  • الْأَيْكَةِ: الشجرِ الكثيفِ. 
  • لَبِإِمَامٍ: علامةٍ على الطريقِ.  

 

أَسْتَزيدُ

يأْتي رسمُ بعضِ كلماتِ المصحفِ الشريفِ متَّصلًا، علمًا بأَنَّها مكوَّنةٌ منْ كلمتيْنِ في حالتيْنِ:

1.إِذا جاءَتِ الهمزةُ بعدَ (يا) النداءِ، نحوَ قولِهِ تعالى: ()فهذهِ العبارةُ مكوَّنةٌ في الأَصلِ منْ كلمتيْنِ: حرفِ النداءِ (يا)، والمنادى (إِبراهيمُ)؛ لذا يكونُ المدُّ هنا مدًّا منفصلًا.

2. إِذا جاءَتِ الهمزةُ بعدَ (ها) التنبيهِ، نحوَ قولِهِ تعالى: (فهذهِ العبارةُ مكوَّنةٌ في الأَصلِ منْ كلمتيْنِ: حرفِ التنبيهِ (ها)، وكلمةِ (أَنتمْ)؛ لذا يكونُ المدُّ هنا مدًّا منفصلًا.