التربية الإسلامية

التاسع

icon

مقدّمة

  • نزل القرآن الكريم مفرّقًا في ثلاث وعشرين سنةً؛
    • تثبيتًا لفؤاد النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
    • وتسهيلًا لحفظه وفهمه وتطبيقه والالتزام به.
  • واقتضت حكمة الله تعالى أن يتكوّن القرآن الكريم من سور، وكلّ سورة تتكوّن من آيات.
  • واقتضت أيضًا أنّ سوَرَه وآياته مرتّبة من عنده سبحانه وتعالى، وأنّ هذا الترتيب ليس وفق زمن نزولها.
  • وقد درس العلماء الحكمة من ترتيب سور المصحف وآياته، فلاحظوا جوانب إعجازية، وحِكَمًا جليّة من هذا الترتيب، فظهر ما يُعرف بعلم المناسبات.

 

أوّلًا: معنى علم المناسبات

  • علم المناسبات: هو العلم الّذي يبحث في المعاني الرّابطة بين الآيات بعضها ببعض، وبين السُّوَر بعضها ببعض، كي تتعرَف الحكمة من ترتيب آيات القرآن الكريم وسُوَرِه.

 

ثانيًا: من صور التناسب في القرآن الكريم

يتميّز القرآن الكريم بالتّناسق بين مكوّناته من آيات أوسور أو موضوعات، ومن أمثلة ذلك ما يأتي:

1.مناسبة السّورة للسورة التّي تليها في الموضوع

من أمثلة ذلك: مناسبة سورة الضّحى لسورة الشّرح الّتي تليها؛

  • كلتاهما تناولتا النِّعم الّتي أكرم الله تعالى بها نبيّه صلّى الله عليه وسلّم.
  • فذكرت سورة الضّحى:
  • نعمة الرّعاية له صلّى الله عليه وسلّم  منذ صغره، فيسّر له من يكفُلُه في يُتمه؛ فكَفَله جدُّهُ ثُمّ عمُّه أبو طالب.
  • نعمة الغنى بعد الفقر؛ فيسّر له التّجارة في مال خديجة رضي الله عنها.
  • تابعت سور ة الشرح الحديث عن هذه النّعم على النّبي صلّى الله عليه وسلّم:
  • أن شرح الله تعالى له صدره، فكان صلّى الله عليه وسلّم مطمئن النّفس في جميع أحواله.
  • وأذهب الله تعالى عنه ما يُثقله من الذّنوب بمغفرتها له.

2.مناسبة بداية السورة لخاتمة السّورة الّتي قبلها

من أمثلة ذلك مناسبة خاتمة سورة الطّور في قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)، مع بداية سورة النّجم في قوله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)؛

  • فخاتمة سورة الطّور أمرت بتسبيح الله تعالى عند (إدبار النّجوم)، أي حين تغيب النّجوم عند الصُّبح.
  • وبداية سورة النّجم جاءت بالقسم بالنّجم كذلك.

3.المناسبة بين بداية السّورة ونهايتها

من أمثلة ذلك: المناسبة بين بداية سورة النّحل الّتي بدأت بقوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وبين خاتمتها التي جاءت بقوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)؛

  • بدأت بالنّهي عن استعجال أمر الله تعالى.
  • وهو ما يستدعي الصّبر الّذي خُتِمت به السّورة.

4.المناسبة بين بدايات السُّوَر

من أمثلة ذلك: التّناسب بين السُّوَر الّتي تبدأ بـ () وهي سور: (غافر، وفُصِّلت، والشُّورى، والزُّخرُف، والدُّخان، والجاثية، والأحقاف).

  • فهذه السُّوَر اتّفقت في الحديث عن صفات الله تعالى، وعن القرآن الكريم.

 

ثالثًا: فوائد علم المناسبات

  • تعزيز الإيمان بأنّ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز.
  • إعانة المفسّر على بيان معاني القرآن  الكريم وأغراضه.
  • إظهار التّناسق بين سُوَر القرآن الكريم، وذلك بأنّ كلّ سورة جاءت متّصلة بما قبلها وبما بعدها، على الرغم من التباعد في زمان نزول كلٍّ منها.
  • الكشف عن وجوه جديدة لإعجاز القرآن الكريم في سوره وآياته.