التنميةُ المُستدامةُ
نظرًا لتناقُصِ المواردِ الطبيعيةِ التي نستخدُمها في التنميةِ الشاملةِ، أكّدَتْ تقاريرُ الخبراءِ في اللجنةِ الدوليّةِ لتغيّرِ المناخِ، أنَّ أنشطةَ الإنسانِ هيَ المسؤولةُ عمّا وصلَتْ إليهِ الأخطارُ على مستقبلِ البشريةِ، من تلوُّثٍ للهواءِ، وارتفاعٍ في حرارةِ الأرضِ، وانصهارِ الجليدِ في القطبينِ، ما يهدّدُ بكوارثَ طبيعيةٍ بالغةِ الخطورةِ، وهذا يعني أنَّ المسؤوليةَ في تلكَ المخاطرِ كلِّها تقعُ على عاتقِ نشاطاتِ البشرِ وأنماطِ التنميةِ السائدةِ لديهِمْ.
التنميةُ المُستدامةُ
تُعَدُّ التنميةُ المُستدامةُ أحدَ أنواعِ التنميةِ الحديثةِ التي ظهرَتْ في سبعينيّاتِ القرنِ العشرينَ، وهيَ مصطلحٌ اقتصاديٌّ اجتماعيٌّ دَوْلِيٌّ اعتمدَتْهُ هيئةُ الأُمَمِ المتحدةِ، ويُقْصَدُ بها التنميةَ التي تأخذُ في الحسبانِ الأبعادَ الاجتماعيةَ والبيئيةَ، إلى جانبِ الأبعادِ الاقتصاديةِ؛ من أجلِ تحسينِ استغلالِ المواردِ المُتاحةِ، وتلبيةِ حاجاتِ الأفرادِ مَعَ الاحتفاظِ بحاجاتِ الأجيالِ القادمةِ.
تعتمدُ التنميةُ المُستدامةُ على نُمُوِّ كافّةِ المجالاتِ؛ الاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ، والبيئيةِ نُمُوًّا متوازنًا من دونِ أنْ يكونَ لها تأثيرٌ جانبيٌّ، وذلكَ عنْ طريقِ:
- الاستغلالِ الأمثلِ للإمكاناتِ والمواردِ الاقتصاديةِ المُتاحةِ.
- تحقيقِ التنميةِ الاقتصاديةِ الشاملةِ والمتوازنةِ في المجتمعِ.
- حمايةِ البيئةِ، والمحافظةِ على المواردِ الطبيعيةِ.
- توظيفِ التكنولوجيا والمعرفةِ العلميةِ في استثمارِ تلكَ المواردِ وإيجادِ الحلولِ للمشكلاتِ البيئيةِ.
أهميةُ التنميةِ المُستدامةِ
تكمنُ أهميةُ التنميةِ المُستدامةِ في ضمانِ استمراريةِ الحياةِ، والعيشِ الكريمِ لجيلِ المستقبلِ، وتوزيعِ المواردِ توزيعًا عادلًا، وتقليصِ الفجوةِ التنمويةِ بينَ الدُّوَلِ المتقدّمةِ والدُّوَلِ الناميةِ، وحمايةِ البيئةِ، وتحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ، وتحسينِ مستوى المعيشةِ، ورفعِ مستوى التعليمِ والدخلِ القوميِّ للدُّوَلِ.
أتحقّقُ من فهمي
- أستنتجُ كيفَ يُمكنُ تلبيةُ احتياجاتِ الأجيالِ الحاضرةِ من دونِ المَساسِ بحاجاتِ أجيالِ المستقبلِ.
- من خلال الاستخدام العقلاني والمنظم للموارد، واتباع الممارسات الفضلى في خطط التنمية الاقتصادية .
أبعادُ التنميةِ المُستدامةِ:
يمكنُ تحديدُ ثلاثةِ أبعادٍ رئيسةٍ للتنميةِ المُستدامةِ كما يظهرُ في الشكلِ الآتي:
أ- البُعدُ الاقتصاديُّ: تسعى التنميةُ المستدامةُ إلى تحسينِ الظروفِ الاقتصاديةِ، وذلكَ باستخدامِ المواردِ المتاحةِ، وتوزيعِها بشكلٍ متساوٍ؛ من أجلِ تحسينِ مستوى رفاهيةِ الأفرادِ في المجتمعِ.
ب- البُعدُ الاجتماعيُّ: التحكّمُ في النُّمُوِ السكّانيِّ؛ لتخفيفِ الضغطِ على المواردِ الطبيعيةِ والخدماتِ، وتوزيعُ السكّانِ توزيعًا متوازنًا ما بينَ المناطقِ الحضريةِ والمناطقِ الريفيةِ، والحَدُّ منْ حركةِ الهجرةِ إلى المدنِ، إضافةً إلى توفيرِ الأمنِ، وتطويرِ قطاعَيِ التعليمِ والصحةِ، ومحاربةِ الفقرِ والجوعِ والأُمّيّةِ والبطالةِ.
ج- البُعدُ البيئيُّ: الاهتمامُ بالمواردِ الطبيعيةِ والمحافظةُ عليها، وتوظيفُها لصالحِ الإنسانِ من دونِ إحداثِ خللٍ في مكوِّناتِ البيئةِ، مثلَ: المحافظةِ على الأراضي الزراعيةِ، وحمايةِ المناخِ منَ التلوُّثِ، وبهذا تتحقّقُ التنميةُ المُستدامةُ عنْ طريقِ التداخلِ بينَ الأبعادِ السابقةِ.
أتحقّقُ من فهمي
- أصنّفُ أبعادَ التنميةِ المُستدامةِ.
- البُعدُ الاقتصاديُّ
- البُعدُ الاجتماعيُّ
- البُعدُ البيئيُّ
- أستنتجُ كيفَ يمكنُ تحقيقُ التنميةِ المُستدامةِ عن طريقِ البُعدِ البيئيِّ.
- من خلال الاهتمامُ بالمواردِ الطبيعيةِ والمحافظةُ عليها، وتوظيفُها لصالحِ الإنسانِ من دونِ إحداثِ خللٍ في مكوِّناتِ البيئةِ
أهدافُ التنميةِ المُستدامةِ:
تسعى الأُمَمُ المتحدةُ لتحقيقِ أهدافِ التنميةِ المُستدامةِ ووضعِ الخُطَطِ لتحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ للبشريةِ. وتتصدّى هذهِ الأهدافُ للتحدياتِ التي تواجهها البشريةُ، بما في ذلكَ: الفقرُ، وعدمُ المساواةِ، والمناخُ، وتدهورُ البيئةِ، وتراجعُ فُرَصِ الازدهارِ والسلامِ والعدالةِ.
- أنظّمُ جلسةً حواريةً لمناقشةِ العبارةِ الآتيةِ: يُعَدُّ التعليمُ الجيّدُ الأساسَ في تحقيقِ كافّةِ أهدافِ التنميةِ المُستدامةِ الأُخرى.
- يعد التعليم المفتاح الرئيس لتحقيق كافة الأهداف، فمن خلال التعليم الجيد يستطيع الافراد الحصول على فرص عمل أفضل وبالتالي المساهمة في القضاء على الفقر والجوع، وكذلك يزيد من معرفة الإنسان في التوعية الصحية، وهذا ما ينطبق على جميع الأهداف الأخرى.
مؤشّراتُ التنميةِ المُستدامةِ
- مؤشّراتُ التنميةِ الاقتصاديةِ، مثلُ: متوسّطِ دخلِ الفردِ والأسرةِ، والدخلِ القوميِّ، وتوظيفُ القُوى العاملةِ وتدريبُها، وزيادةُ التبادلِ التجاريِّ بينَ الأردنِّ والدُّوَلِ الأُخرى، والوصولُ إلى أسواقٍ جديدةٍ عن طريقِ الاتفاقياتِ التجاريةِ الدَّوْلِيَّةِ..
- مؤشراتُ التنميةِ الاجتماعيةِ، مثلُ: الخدماتِ الصحيةِ، ونسبةِ التعليمِ والأُمّيّةِ، ومعدّلاتِ المواليدِ، ومعدّلاتِ الوَفَياتِ ووَفَياتِ الأطفالِ في المجتمعِ.
- مؤشّراتُ التنميةِ البيئيةِ، مثلُ: المحافظةِ على الأراضي الزراعيةِ والمسطَّحاتِ المائيةِ، ومكافحةِ التّصَحُّرِ، وحمايةِ الكائناتِ الحيّةِ، واستخدامِ الطاقةِ النظيفةِ. ومنَ الأمثلةِ على مؤشّراتِ التنميةِ البيئيةِ في الأردنِّ: إقامةُ المحميّاتِ البريّةِ والبحريّةِ.
ولإبرازِ دورِ الأردنِّ عالميًّا في تحقيقِ أهدافِ التنميةِ المُستدامةِ، سلّطَتْ وزارةُ الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلوماتِ الضوءَ على أهمِّ الإنجازاتِ وعرَضتْها على بوّابةِ الحكومةِ الإلكترونيةِ www.Jordan.gov.Jo" ".
معوِّقاتُ التنميةِ المُستدامةِ
رغمَ الجهودِ العالميةِ في تحقيقِ أهدافِ التنميةِ المُستدامةِ، فإنّهُ لا تزالُ تلكَ المحاولاتُ قاصرةً إلى حَدٍّ كبيرٍ، وذلكَ لعدّةِ أسبابٍ، منها: الفقرُ، والبطالةُ، وانتشارُ الأُمّيّةِ، وزيادةُ أعدادِ السكّانِ السريعةُ، وتراكمُ الدّيونِ على الدُّوَلِ الناميةِ، والاستغلالُ غيرُ الرشيدِ للمواردِ الطبيعيةِ، وهجرةُ السكّانِ منَ الريفِ إلى المدنِ، وانتشارُ ظاهرةِ المناطقِ العشوائيةِ؛ وهيَ مناطقُ سكنيةٌ غيرُ منظَّمةٍ بُنِيَتْ في الغالبِ من دونِ ترخيصٍ، وتفتقرُ إلى أبسطِ مقوِّماتِ الحياةِ الكريمةِ.
أتحقّقُ من فهمي
- أناقشُ العبارةَ الآتيةَ: الزيادةُ السريعةُ في أعدادِ السكّانِ من أكبرِ معوِّقاتِ التنميةِ في الدُّوَلِ الناميةِ.
- يشكل التزايد السريع في أعداد السكان عبء كبير على الدول النامية، وتكون تلك الدول غير قادرة على سد احتياجات تلك الأعداد من السكان، وكذلك غير قادرة على تطبيق خطط تنموية تسد احتياجات الزيادة السكانية.
- أفسّرُ: تُعَدُّ الهجرةُ منَ الريفِ إلى المدنِ إحدى معوِّقاتِ التنميةِ.
- تشكل الهجرة المتزايدة إلى المدينة أعباء تنموية كبيرة فمن جهة تشكل الهجرة اهمال للارياف وقلة الأهتمام بالزراعة وتربية الحيوانات ومن جهة أخرى يزيد الازدحام السكاني مما ينتج عنه انتشار البطالة وبالتالي ظهور جيوب الفقر إضافة إلى الضغط على الخدمات الصحية والتعليمية وكذلك ظهور مشاكل الازدحام المروري.