الدراسات الإسلامية فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

التوبة من الذنوب

مفهوم الذنب: هو ترك الواجبات أو ارتكاب المحرمات، فكل مخالفة فيها ترك لأمر أو فعل نهي تعد ذنبا.
خطورة الذنبوالذنوب ليست متساوية في خطورتها بل تتفاوت بحسب آثارها في الفرد والمجتمع. وبما يترتب عليها من عقوبة وجزاء في الدنيا والآخرة.

التوبة من الذنب

دعا الإسلام إلى التوبة من الذنوب، والمبادرة والإسراع بها، فقال ﷺ : "أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"، 

وأكد القرآن الكريم أن الله تعالى يغفر ذنب من تاب إليه، فقال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، وقال رسول الله ﷺ: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له".

 وأكد الله عز وجل في كتابه العزيز أن الله يغفر الذنوب جميعها، فقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا }.

تعامل النّبي صلى الله عليه وسلّم مع المذنبين

                                                                 1- التعريف بالذنب والتنفير منه: 

كان النبي ﷺ يبين للمذنب أن ما فعله هو معصية لله تعالى، وأنه ذنب قبيح؛ لينفره منه حتى لا يعود إليه، ومن ذلك أن النبي ﷺ نفر الناس من الظلم، بأن شبه حال الظالم يوم القيامة بحال المفلس في الدنيا.

                                                            2- فتح باب التوبة للمذنبين وتبشيرهم بالمغفرة

كان النبي ﷺ يبشر المذنبين بمغفرة الله تعالى ورحمته، ويبعث فيهم الأمل والإقبال على الخير والصلاح، حتى لا تمنعهم ذنوبهم من التوبة والعمل الصالح، فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ وهو في المسجد وحوله الصحابة رضي الله عنه، فقال: "إني أصبت ذنبًا، فعاقبني"، فسكت الرسول ﷺ ......  فقال له النبي ﷺ: أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت، فأحسنت الوضوء؟ قال : بلى، قال: ثم شهدت الصلاة معنا؟ قال الرجل: نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله ﷺ: "فإنّ الله قد غفر لك ذنبك".

                                                      3- إرشاد المدنيين إلى الأعمال الصالحة التي تكفر سيئاتهم

أرشد النبي ﷺ المذنبين بعد التوبة إلى المداومة على الأعمال الصالحة التي تزيد في أجوره وتكفر عنهم سيئاتهم، قال رسول الله ﷺ: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

ومن الأعمال الصالحة التي دعا إليها الإسلام الصدقة.

                                                          4- الستر عليهم وعدم إشاعة ما فعلوه من معاصي

فقد جاء أحد الصحابة للنبي ﷺ بغلام قد ارتكب معصية ليعاقبه، فقال له ﷺ: "لو سترته بثوبك؛ كان خيرا لك ".

                                                                              5-حفظ كرامتهم وحقوقهم

 راعي النبي ﷺ إنسانية المذنبين وشعورهم، فنهى عن سبهم ولعنهم وتعنيفهم أو الإساءة إليهم أو هجرهم، وحذر من الحكم على مصيرهم في الآخرة، وكان رفيقا معهم، ويسعى لإصلاحهم وإرشادهم، فكان إذا بلغه . المذنب شيء لم يصرح باسمه، وإنما ينتقد الفعل

 وقد نهى النبي  ﷺ عن لعن الرجل الذي كان يشرب الخمر، عندما أمر بجلده، فقال أحدهم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال الرسول ﷺ: "لا تلعنوه، فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله".

 

مسؤولية الدولة والمجتمع تجاه المذنبين 

1- النصح والتوجيه:

 الأسرة: عليها أن تسترشد بالهدي النبوي في التعامل مع أبنائها، فلا تضخم أخطاءهم بصورة تشعرهم أنه لا يمكن معالجتها، أو التوبة عنها.

 المدرسة: التعامل مع الطلاب الذين يقعون في بعض الأخطاء السلوكية بأساليب تربوية.

الإعلام:  واجبه في التنشئة الاجتماعية السوية الهادفة لأفراد المجتمع، ونشر  الفضيلة والوعي بين أفراده.

2- المعالجة المسلكية

إذا كان من هؤلاء المذنبين من قام بارتكاب الجنايات، فلا بد من إصلاحهم وتأهيلهم، فتقوم الدولة بذلك عن طريق المؤسسات المختصة مثل مراكز الإصلاح والتأهيل، ومراكز معالجة الإدمان.

وتتنبه الدولة بمؤسساتها لظاهرة جنوح الأطفال، فتقوم بالحد منها.

3- عقوبة الجناة

تفرض الدولة القانون وسيادة النظام بتطبيق العقوبات المناسبة على المذنبين الذين يخرجون عن القانون، وتقدمهم لمحاكمة عادلة.