أولًّا مفهوم التّوكّل على الله تعالى
- هو اعتماد المسلم على الله تعالى، والاستعانة به في جميع أموره، مع الأخذ بالأسباب، قال الله تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
- وقد أمرنا الله تعالى أن نأخذ بالأسباب معتمدين عليه في كلّ أمورنا، وجعل لكل شيء سببًا؛
- فالوالدان سبب في وجودنا.
- والعمل سبب للحصول علي الرّزق.
- فالإنسان مأمور بطلب العلم، وإعمار الأرض، وبالعمل الّذي يعود عليه وعلى المجتمع بالنّفع، وهو مأمور أيضًا بالتّقرّب إلى الله تعالى بالطّاعات؛ والتّوكّل عليه ليعينه على الوصول إلى ما يصبو إليه.
- وقد كانت لنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة حسنة، في التّوكّل على الله تعالى، كما فعل في هجرته إلى المدينة المنوّرة:
- اختار أبا بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه رفيقًا له في هجرته.
- واستأجر عبد الله بن أُرَيقط، ليكون دليلًا له على للوصول إلى المدينة، مع أنّ الله تعالى قادر على أن يبلّغه المدينة من غير تلك التّدابير كلّها.
ثانيًا: علاقة التّوكّل بالإيمان بالله عزّ وجلّ
- التّوكّل مظهر للإيمان بالله تعالى؛ لأنّه يُظهِر مدى ثقة العبد بربه سبحانه وتعالى، واعتماده عليه، والتجائه إليه في جميع شؤون حياته، قال تعالى: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
- فيشعر المسلم بأنّ له ربًّا يحقّق له مراده، ويُعينه في كلّ أموره، فلا يركن إلى عمله واجتهاده.
ثالثًا: آثار التّوكّل على الله تعالى في حياة المسلم
- يبعث في نفس المؤمن الطُّمأنينة والسّكينة؛ لأنّه يأخذ بالأسباب ويرضى بالنّتائج حتّى لو خالفت رغباته.
- يشعر المؤمن بأنّ الله تعالى دائمًا معه، يهديه ويوفّقه إلى كلّ خير.
- يبعث في نفس المؤمن الهمّة والعمل، فقد أمر الله تعالى مريم عليها السّلام أن تهزّ جذع النّخلة بالرّغم من أنّها في حالة ضعف وولادة، قال الله تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا).