القضايا الأدبية فصل ثاني

الأول ثانوي أدبي

icon

 نشأته وحياته :

هو أبو عثمان عمرو بن بحر ،لقب بالجاحظ لجحوظ عينيه، ولد في البصرة عام 159 هجرياً. كان شديد الفقر ،مات أبوه وهو صغير ،فعمل منذ طفولته ليساعد عائلته ، غير أن ذلك لم يحل بينه وبين الشغف بالعلم،   والاتصال بالعلماء والأخذ عنهم ،فقد لزم الكتاتيب، وارتاد حلقات العلم ،وسمع من الأصمعي وأبي عبيدة، ودرس النحو وعلم الكلام ،وتلقف الفصاحة من العرب شفاهاً، ولم يدع فرصة إلا أفاد منها في التزود بالعلم والمعرفة. وقيل بأنه كان يكتري مكاتب الوراقين فيبيت فيها للدرس  والمطالعة حتى أحصى مسائل العلوم والفنون.
 اتصل بابن الزيات وزير المعتصم والواثق ،وقدم إليه بعض كتبه فأكرمه ورعاه .وقام بعدة رحلات سعياً إلى  العلم .كان سريع النكتة ،وحاضر البديهة ، ودمث الخلق، ولطيف المعشر .وقد عمر طويلاً فعاش ما يقارب 96 عاماً.

أصيب في آخر حياته بالفالج والنقرس . توفي في البصرة عام 255 هجرياً .




 ومن أشهر مؤلفات الجاحظ :

1- الحيوان :
يعنى بدراسة الحيوان ،وطبائعه ،وأنواعه، وأجناسه، وتركيبه الجسدي، وطعامه ،إضافة إلى بعض الأخبار والقصص والنوادر والفكاهة من شعر ونثر، وقضايا فلسفية وأدبية ونقدية.

2- البيان والتبيين :

من أفضل ما وضع في الأدب والنقد، موضوع الكتاب الرئيسي: النقد الأدبي والعلاقة بين المعاني والمباني.
 يبدأ الكتاب بالتعوذ من العي والحصر في القول ،ثم ينتقل إلى البلاغة، ويفرد بابا خاصًّا في الرد على الشعوبية ،وينهي الكتاب بأخبار الحمقى والمجانين . 

3- البخلاء:

كتاب قصصي طريف ،جمع فيه الجاحظ نوادر البخلاء وطبائعهم ومبالغتهم في التقتير.

4- مجموعة من الرسائل الأدبية المتنوعة الأغراض منها: (حجج النبوة) ،و ( الجد والهزل) .


أسلوبه:

يعد الجاحظ رأس مدرسة في  الكتابة لما يتميز به أسلوبه من سمات وخصائص انفرد بها ، أهم هذه الخصائص:

1- الاستطراد : هو الانتقال من موضوع إلى آخر ، فالجاحظ  ينتقل من الحديث عن الشعر إلى الحديث عن الفلسفة، إلى الحديث عن الحيوان إلخ ، ويفعل ذلك لإبعاد الملل عن القارئ .

2- مزج الجد بالهزل والتهكم والسخرية.

3- دقة الوصف فهو كثير العناية بالتفاصيل .

4- الملاءمة بين الألفاظ والمعاني: فهو القائل: "لكل ضرب من الحديث ضرب من اللفظ ، ولكل نوع من المعاني نوع من الأسماء ،فالسخيف للسخيف ، والخفيف للخفيف،والجزل للجزل".

5- قصر الجمل في إيجاز  بعيد الدلالة فالجمل  قليلة الألفاظ لكنها مثقلة بالمعاني.