العلوم الإسلامية فصل ثاني

الأول ثانوي أدبي

icon

التَّعلُّمُ القَبليُّ

  • من النعم العظيمة التي امتنََّ الله تعالى بها على عباده نعمة الأمن، وجعلها أساسًا في استقرار المجتمعات و تحقيق ازدهارها.
  • كما أن الإسلام جعلها مقترنة بنعمة الإيمان بالله تعالى؛ لأن الإيمان يحقّق الأمن والأمان والاستقرار، لذلك كانت التشريعات الإسلامية أساسًا في تحقيق الأمن للبشرية جميعها، قال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ).
  • وفي الوقت الحاضر فتحت وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية طرائق جديدة لتعامل الناس في ما بينهم.
  • ومع الفوائد الكثيرة للإنترنت إلا أنه ظهرت بعض السلبيات التي أخلت بنظام الأمن والاستقرار في الأسر والمجتمعات، ومن ذلك ما يسمى الجرائم الإلكترونية؛ لذا يجب معرفة الآداب والقوانين التي تضبط التعامل الإلكتروني بين الناس.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

تتعدد صور الجرائم ووسائلها بتغير الزمان، 

أولاً: مفهوم الجرائم الإلكترونيّة

  • هي كلّ فعل ضار ينتهك حقوق الآخرين وخصوصيتهم، ويتم ارتكابه عبر استعمال شبكة الإنترنت.
  • تُعَدُّ الجريمة الإلكترونيّة مفهومًا معاصرًا، وهو ما يطلق عليه جرائم العالم الافتراضي.
  •  ومن أمثلة الجرائم الإلكترونية:
    • سرقة بريد إلكتروني.
    • اختراق النظام المصرفي في مكان ما.
    • الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي عن شخص ما بصورة سلبية.
  • الأمن السيراني هو أمن المعلومات وأمن الحاسوب ويُعنى: بحماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الجريمة الإلكترونيّة والهجمات الرّقميّة وغيرها.

 

ثانيًا: صور الجرائم الإلكترونيّة

أ. الابتزازُ والتهديدُ للأفرادِ:

  • حيث يتم ابتزاز الضّحية وتهديدها بــ:
    • نشر معلومات خاصة.
    • أو صور.
    • أو مقاطع مرئيّة في حال امتناع الضّحية عن تنفيذ ما يُطلَب إليه.

ب. التّشهيرُ الإلكترونُّي بحق الأشخاص عبر ذمّهم وتحقيرهم:

  • وذلك عن طريق نشر معلومات فيها إساءة لشخص أو هيئة معينة.

ج. انتحالُ الشخصيةِ إلكترونيًّا:

  • عبر ا انتحال شخصيات الأفراد على مواقع التواصل بسرقة معلوماتهم الشّخصية واستخدامها في أغراض غير قانونيّة.

د. جرائم المُلْكِيّةِ:

  • عن طريـق نـشـر روابط تؤدي إلى:
    • الوصول إلى الأجهزة وسرقة ما فيها من بيانات.
    • أو سرقة نتاج فكريّ أو علميّ عبر وسائل إلكترونيّة.

 هـ. الجرائمُ السياسيةُ التي تعنى بــ:

  • استهداف الأمور السياسية الحساسة والمهمة في الدولة.
  • والتجسس على أمن الدولة.
  • وسرقة المعلومات عبر انتهاك المواقع الحكومية التابعة للدول.

و. سرقةُ المالِ:

  • وتتم عبر اختراق الحسابات البنكية والحسابات المتعلقة بالمؤسسات المالية.
  • فضلًا عن سرقة البطاقات الائتمانية، ومن ثَمَّ الاستيلاء عليها وسرقة ما فيها من أموال.

 

ثالثًا: توجيهات الإسلام لمواجهة الجرائم الإلكترونيّة

حاربت الشريعة الإسلامية الجرائم بشتى صورها، وقد تميزت بمنهجها في مكافحة الجريمة من جانبين، هما:

أ. الجانبُ الوقائيُّ:

لا ينتظر الإسلام وقوع الجريمة حتى يتصدى لها ، بل اتخذ العديد من الإجراءات والتدابير التي تحد من وقوعها، ومن ذلك:

1. التنشئة الصالحة وتقوية الوازع الديني والأخلاقي:

  • فالعبادات والأخلاق تربي المسلم على الصلاح.
    • فلا يسرق ولا يكذب ولا يُقدِم على ارتكاب الجرائم؛ لأَنَّ إيمانَهُ يردعه ويصده عن فعل المحرمات.
  • قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
  • وصاحب الخلق الحميد تمنعه أخلاقه من اقتراف المعاصي والآثام.

2. سدّ الأبواب التي تؤدي إلى اقتراف الجريمة:

  • مثل الظلم وعدم المساواة.
  • وحلّ مشكلتَي الفقر والبطالة وغير ذلك من الأسباب والدوافع  للجرائم.

ب. الجانبُ العلاجيُّ:

  • وذلك عبر تشريع عقوبة لكل جريمة بما يناسب خطورتها.
  • وقد ترك الشارع الحكيم للمجتهدين تقدير العقوبة للجرائم التي لم تُحدَّد عقوبتها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، مثل الجرائم الإلكترونية.
  • ويُعدّ تطبيق العقوبة على الجاني أكبر أسباب ردع مَن تسول له نفسه ارتكاب الجريمة، فتسود الفضيلة في المجتمع وينتشر الأمن والأمان.
  • قال رسول الله : "إنَّما أهْلَكَ الََّذينَ قَبْلَكُمْ، أَنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ فيهمُ الشَّرِيفُ تَرَكوهُ، وإذا سَرَقَ فيهِمُ الضَّعِيفُ أقامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللهِ لو أنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها".

 

رابعًا: الآثار السلبية للجرائم الإلكترونيّة

 أ. انتهاك خصوصية الآخرين:

  • وقد نهى الإسلام عن تتبع الإنسان الأمور التي لا تعنيه، قال رسول الله ﷺ: "مِنْ حُسْنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنيهِ".
  • كما نهى الإسلام عن التجسس على الآخرين، قال تعالى: ﴿وَلَا تَجَسَّسُوا).

ب. تخويف الأشخاص بنشر خصوصياتهم:

  • قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

ج. اختراق الحسابات البنكية وسرقة محتواها:

  • ما يؤدي إلى خسائر مالية والاستيلاء على أموال الناس بغير حق.

د. تهديد العلاقات الأسرية عند التشهير ببعض الأفراد:

  • ما يؤدّي إلى التفكك الأسري.

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

1. تناول قانونا الجرائم الإلكترونيّة، والعقوبات الأردني تعريفَ الجرائم الإلكترونيّة وصورها وعقوباتها:

  • وقد أَنشأت مديرية الأَمن العام في إدارة البحث الجنائي قسمًا خاصًّا بمكافحة الجريمة الإلكترونيّة عام 2008م.
  • حيث يمكن التواصل مع إدارتها لتقديم أي شكاوى أو ملاحظات تتعلق بالتجاوزات الإلكترونيّة.

 2. أُنشِئ المركز الوطني للأمن السيبراني في الأردن عام 2021م:

  • لحمايه المملكة من تهديدات الفضاء السيبراني ومواجهتها بكفاءة وفعالية.
    • بما يضمن استدامة العمل.
    • والحفاظ على الأمن الوطني وسلامة الأشخاص والممتلكات والمعلومات.

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

  • هناك العديد من الدراسات التي تحدّثت عن الجرائم الإلكترونيّة ومحاربتها.
  • ومنها (الجريمة الإلكترونيّة وسبل مواجهتها في الشريعة الإسلامية).
  • وتهدف هذه الدراسة إلى:
    • بيان مفهوم الجريمة الإلكترونيّة.
    • وخصائصها ومظاهر تحدياتها.
    • وأدلة إثبات الجرائم الإلكترونيّة في الشريعة الإسلامية.
    • وسبل مواجهة الجرائم الإلكترونيّة في الشريعة الإسلامية والأنظمة الدولية.

 

القيمُ المستفادةُ

          1. أَبتعدُ عن الجرائم الإلكترونيّة.

2. أحرص على عدم انتهاك خصوصية الآخرين.

3. أتقِي الله تعالى ولا أنشرُ إلا المفيد والنافع.