التربية الإسلامية فصل ثاني

المواد المشتركة توجيهي

icon
  • نظّم الإسلام العلاقات الدولية مع الدول الأخرى ، وفق مجموعة من القواعد والمبادئ السامية.
  • وجعل مبدأ السّلم هو الأصل في العلاقات بين الدول 
  • وذلك للمحافظة على حياة الناس وحماية أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم ، قال الله تعالى ( وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) 

    **  ولكن إذا وقع اعتداء على المسلمين من أعدائهم ، فيجب دفع الاعتداء والظلم بالطرائق الممكنة ،

        ومن ذلك أنه شرع الجهاد وجعل الحرب حالة استثنائية لا يلجأ إليها المسلمون إلا مضطرين 

  أولا : مفهوم الجهاد 

  •   وردت كلمة الجهاد ومشتقاتها في آيات وأحاديث كثيرة وقد استعملت هذه الكلمة في معنيين :أحدهما عام والآخر  خاص يدخل في مضمون الأول 

     

أنواع الجهاد
الجهاد بالمعنى العام  الجهاد بالمعنى الخاص ( جهاد المعتدين المحاربين )
جهاد النفس  الجهاد بالنفس 
جهاد الشيطان الجهاد بالمال 
جهاد العصاة  الجهاد بالرأي والكلمة 
.. الجهاد بإعانة المقاتلين

   ** المعنى العام للجهاد :

      هو بذل المسلم وسعه وطاقته في الالتزام بتوجيهات الإسلام وأوامر الله تعالى والابتعاد عن معصيته سبحانه 

  • وفي هذا المعنى العام يصدق قول الله تعالى ( وجاهدوا في الله حق جهاده )

  ** كيف يتحقق المعنى العام للجهادويتحقق المعنى العام للجهاد ب :                  ( أنواع الجهاد بالمعنى العام )

  • جهاد النفس بصدها عن الهوى 
  • وجهاد الشيطان بعدم الانصياع إلى وساوسه 
  • وجهاد العصاة بإرشادهم إلى فعل الطاعات وترك المعاصي بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة الحسنى     

   ** أما الجهاد بالمعنى الخاص :

   فهو يتعلق بمحاربة المعتدين ، كالذي يبذله الجنود البواسل من القوات المسلحة في الحفاظ على أمن البلد من أي عدوان خارجي بأمر من رئيس الدولة 

  • أنيطت هذه المسؤولية بالجيش في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حيث أنشأ دارا للجند ، لكن تستطيع الدولة أن تستعين بكوادرها كافة لدفع المعتدين

    ** من الذي يعلن القتال ( الجهاد بالمعنى الخاص ) :

  •  والقتال يعلنه رئيس الدولة 
  • وليس للأفراد أن يمارسوه بلا ضابط 
  • فبعض الناس ربما يدفعه تصوره القاصر لمفهوم الجهاد إلى أعمال غير صحيحة وغير منضبطة بضوابط الشرع وأخلاق الإسلام 

  ثانيا : مشروعية الجهاد بالمعنى الخاص :     ( مراحل فرض الجهاد ) 

           في مكة المكرمة :

  •  عمد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة إلى تربية الصحابة على معاني الإيمان وإلى الإعداد العقائدي والفكري والأخلاقي 
  • وكان المسلمون مأمورين بالكف والإعراض عن المشركين ومطالبين بالصفح عنهم وعدم قتالهم 

            في المدينة المنورة 

  • ولكن بعد أن انتقل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى المدينة المنورة /وقويت شوكتهم / واستمر عدوان المشركين عليهم ....
  • أذن الله تعالى لهم في قتال من اعتدى عليهم وظلمهم وأخذ أموالهم ، قال الله تعالى ( أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير )

   ** وقد شرع الإسلام الجهاد بالمعنى الخاص ضمن الضوابط والأحكام الشرعية الآتية : 

ضوابط وأحكام الجهاد في المعنى الخاص
الضوابط  الشرح 
1 _ الجهاد واجب على الدولة يؤديه جيشها في حال الاعتداء عليهم بما يراه محققا مصلحتها    وذلك عندما تنعدم وسائل الصلح ولا مجال لإبقاء حالة السلم بينهم وبين أعدائهم 
2 _ إذا أعلن الحاكم النفير العام أو استنفر مجموعة معينة وجبت طاعته   قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل )

3 _ إذا اعتدى عدو على بلاد المسلمين تعيّن على أهل ذلك البلد قتالهم ودفعهم بكل وسيلة ممكنة تحقق حفظ أنفسهم وأموالهم وسيادتهم على أراضيهم 

وعلى باقي المسلمين إعانتهم بالمال والسلاح وبالنفس حتى تتم هزيمة العدو ودحره 

قال الله تعالى ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحب المعتدين )
4 _ يجب على الجندي الثبات في المعركة وعدم الفرار منها ، لأنه بانسحابه يسبب الهزيمة للمسلمين 
  •  قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار * ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير )
  • وقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم الفرار من المعركة كبيرة من الكبائر ، قال صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) ، قالوا يا رسول الله وما هنّ ؟ قال : (الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولّي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )

      ثالثا : الحكمة من مشروعية الجهاد بالمعنى الخاص :    

       شرع الإسلام قتال المعتدين المحاربين لحكم كثيرة منها :

  1.  دفع عدوان المعتدين المحاربين ، ورفع الظلم عن المستضعفين ، قال الله تعالى ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليّا واجعل لنا من لدنك نصيرا
  2. حماية الدين والأوطان / فالجهاد ضرورة من ضروريات الحياة الإسلامية /  لا تستطيع الأمة أن تحمي دينها وتصون كرامتها وتحافظ على أوطانها من غير أن تملك القوة التي تمكنها من ذلك 

   ** الفرق بين الجهاد والإرهاب :                       

                                                           يطلق البعض مفهوم الإرهاب على الجهاد والحقيقة أن هدفهما مختلف

                             والبعض يقوم بأعمال تحت مفهوم الجهاد لكنها تتعارض  مع مفهوم الجهاد الحقيقي _ كما هو مبين في الجدول _ 

الفرق بين الجهاد والإرهاب
وجه المقارنة  الجهاد  الإرهاب 
الهدف  رد العدوان ورفع      الظلم عن الناس  يقوم على الظلم والعدوان 
صورة  محاربة المعتدين 

  يقوم بأعمال تحت مفهوم الجهاد لكنها تتعارض مع مفهوم الجهاد الحقيقي فيظنّ أنها من الجهاد وهي ليست كذلك مثل :

  •  الاعتداء على الأجانب والسياح أو المستثمرين 
  • الاعتداء على موظفي السفارات الذين يزورون البلاد الإسلامية 
  • الاعتداء على المنشآت الخاصة أو العامة أو المؤسسات بالتفجير أو قتل أي فرد من العاملين فيها 
  • الاعتداء على غير المسلمين من الأجانب في بلادهم 

  ** وكل هذه الصور فيها اعتداء على السيادة العامة للدولة 

     ** وكل صور الاعتداء هذه هي صور من الاعتداء على النفس التي حرم الله قتلها بقوله ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )

 

    رابعا : أنواع الجهاد بالمعنى الخاص :      يقسم الجهاد من حيث الوسيلة التي تستخدم فيه إلى الأنواع الآتية :

   

أنواع الجهاد بالمعنى الخاص
نوع الجهاد             التعريف  الشرح / الأمثلة 
1 _ الجهاد بالنفس 
  • الجهاد بالنفس : هو الخروج للقاء العدو ومباشرة قتاله واستخدام السلاح والمشاركة فعليا في القتال وبذل النفس في سبيل الله 
  • وهو أعلى أنواع الجهاد
  • ولا يكون إلا بأمر رئيس الدولة  
2 _ الجهاد بالمال 
  • الجهاد بالمال : هو بذل المسلم المال في تجهيز الجيوش بوسائل القتال المختلفة وتزويدها بالمؤونة اللازمة ووسائل النقل وكل ما تحتاج إليه الجيوش لإنجاز مهامها  
  • تجهز الجيوش اليوم من موارد  الدولة  / ولكن إن لم تكف هذه الموارد وطلب إلى المواطنين التبرع فيعتبر ذلك من صور الجهاد مثل :
  • إنفاق المال في إقامة المصانع الحربية 
  • بناء القلاع والحصون  وبناء المطارات والموانئ التي تلزم الجيش 
  • إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات العلاجية للجيوش وأسرهم / وإنفاق المال عليهم وعلى ذويهم   
  • قال صلى الله عليه وسلم ( من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا
  • ويستلزم الجهاد بالمال إقامة المؤسسات الاقتصادية والاستمرار في الإنتاج وذلك إمدادا للجيش وللشعب بما قد يحتاجونه ولرفع المشقة عنهم 
3 _ الجهاد بالرأي والكلمة 
  • الجهاد بالرأي والكلمة : هو الجهاد باللسان والقلم ويشمل الخطابة والكتابة والشعر وما شابه ذلك لتشجيع المجاهدين على مواجهة الأعداء والثبات حتى النصر 
  • جميع صور الخطابة والكتابة والشعر التي تشجع المجاهدين على مواجهة الأعداء 
  • قال صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة  لحسان بن ثابت رضي الله عنه  الذي كان ينظم الشعر  في هجاء الأعداء ( اهج المشركين فإن جبريل معك ) 
4 - الجهاد بإعانة المقاتلين 
  • الجهاد بإعانة المقاتلين : هو توفير الظروف وتقديم الخدمات المناسبة للجيش للقيام بواجباته ويشمل ذلك المساعدة على جلب الطعام ومداواة الجرحى وحراسة المباني والمنشآت وغير ذلك إذا احتاجوا إليه
  • المساعدة في جلب الطعام  للجنود
  • مداواة الجرحى
  • حراسة المباني والمنشآت  

​​​​​​​

   

   خامسا : مبادئ القتال في الإسلام :    شرع الإسلام عددا من المبادئ الإنسانية العظيمة للقتال ، ومن ذلك :

مبادئ القتال في الإسلام
المبادئ  الشرح / الدليل 
1 _ تحريم الاعتداء على الذين لا يقاتلون من النساء والصبيان وكبار السن والمرضى   _ روي عن ابن عمر أن امرأة وُجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولة ، فنهى عن قتل النساء والصبيان 
2 _ وجوب الوفاء بالعهد وتحريم الغدر والخيانة أو التمثيل بالقتلى   _ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميرا على جيش أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال :( اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ... )
3 _ تحريم الاعتداء على أماكن العبادة أو العبث بالأشجار والبيئة ونحو ذلك لأنه شكل من أشكال الفساد   _ قال الله تعالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها