أعزائي الطلبة لنذهب سوياً في رحلة التخيل
أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ: أَتَنَقَّلُ بَيْنَ آثارِ الْبَتْرا، وَأَتَخَيَّلُ الْأَطْفالَ في تِلْكَ الْمَمْلَكَةِ الْعَظيمَةِ؛ ماذا كانوا يَلْعَبونَ؟ ما الْمَلابِسُ الَّتي كانوا يَرْتَدونَها؟ كَيْفَ كانَتْ حَياتُهُم في تِلْكَ الْفَتْرَةِ؟
قامَتْ عَلى أَرْضِ الْأُرْدُنِّ عِدَّةُ مَمالِكَ، مِنْ أَهَمِّها:
الْمَمْلَكَةُ الْأَدومِيَّةُ
نَشَأَتِ الْمَمْلَكَةُ الْأَدومِيَّةُ في جَنوبِ الْأُرْدُنِّ، وَامْتَدَّتْ مِنَ الْعَقَبَةِ جَنوبًا إِلى وادي الْحَسا شَمالًا. وَقَدْ بَنوا مَدينَةَ (بصيرا) الَّتي تَقَعُ في مُحافَظَةِ الطَّفيلَةِ حالِيًّا وَاتَّخَذوها عاصِمَةً لَهُم، وَمِنْ أَشْهَرِ مُلوكِهِم الْمَلِكُ (هَدَد).
الْمَمْلَكَةُ الْمُؤابِيَّةُ
نَشَأَتِ الْمَمْلَكَةُ الْمُؤابِيَّةُ في مَنْطِقَةِ مُؤابَ (الْكَرَكِ)، وَاتَّخَذوا مِنْ مَدينَةِ (ذيبانَ) الَّتي تَقَعُ في مُحافَظَةِ مَأْدَبا عاصِمَةً لَهُم، وَمِنْ أَشْهَرِ مُلوكِهِم الْمَلِكُ (ميشَع) الَّذي دَوَّنَ أَهَمَّ أَعْمالِهِ وَأَشْهَرَ انْتِصاراتِهِ عَلى حَجَرٍ عُرِفَ بِمَسَلَّةِ (ميشَع).
الْمَمْلَكَةُ الْعَمونِيَّةُ:
نَشَأَتِ الْمَمْلَكَةُ الْعَمونِيَّةُ في عَمّانَ وَالْبَلْقاءِ وَما حَوْلَها، بَيْنَ نَهْرِ الزَّرْقاءِ شَمالًا وَوادي الْمُوْجِبِ جَنوبًا، وَاتَّخَذوا رَبَّةَ عَمونَ (في مَنْطِقَةِ جَبْلِ الْقَلْعَةِ في عَمّانَ حالِيَّا) عاصِمَةً لَهُم، وَمِنْ أَشْهَرِ مُلوكِهِم (ناحاش).
مَمْلَكَةُ الْأَنْباطِ:
أَسَّسَها الْعَرَبُ الْأَنْباطُ في مَنْطِقَةِ وادي موسى في جَنوبِ الْأُرْدُنِّ، وَامْتَدَّتْ إلى سوريّةَ شَمالًا وَسَواحِلَ الْبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ غَرْبًا وَالسُّعودُيِّةِ جَنوبًا، وَاتَّخَذوا مِنْ مَدينَةِ الْبَتْرا عاصِمَةً لَهُم، وَأَنْشَأوا حَضارَةً مُزْدَهِرَةً ما زالَتْ بَقاياها مَوْجودَةً إِلى الْآنَ.
اسْتَطاعَ الْعَرَبُ الْأَنْباطُ التَّأَقْلُمَ مَعَ الْبيئَةِ الصَّحْراوِيَّةِ؛ فَابْتَكَروا نِظامًا لِحِفْظِ مِياهِ الْأَمْطارِ، عَنْ طَريقِ تَجْميعِها في بِرَكٍ وَخَزّاناتٍ خاصَّةٍ بِذلِكَ
كَما بَنوا الْقَنَواتِ الْحَجَرِيَّةَ وَالْفَخّارِيَّةَ، وَأَنْشَأوا السُّدودَ عَلى مَجاري الْأَوْدِيَّةِ لِحِمايَةِ الْمَدينَةِ مِنَ الْفَيَضاناتِ، وَمارَسوا التِّجارَةَ عَلى نِطاقٍ واسِعٍ.
لحماية المدينة من الفيضانات
يُوجَدُ في الْبَتْرا الْعَديدُ مِنَ الْمَواقِعِ، أَهَمُّها: الْخَزْنَةُ وَالدَّيْرُ وَالْمَحْكَمَةُ، وَقَدْ وَصَفَتْها (اليونسكو) بِأَنَّها "واحِدَةٌ مِنْ أَثْمَنِ الْمَواقِعِ الثَّقافِيَّةِ لِلتُّراثِ الثَّقافِيِّ الْإِنْسانِيِّ". وَفي عامِ 2007م، اخْتيرَتْ لِتَكونَ إِحْدى عَجائِبِ الدُّنيا السَّبْعِ الْجَديدَةِ.