الحضارةُ الأكاديةُ (2350 – 2159 ق. م)
أتخيّلُ نفسي هناكَ: أقفُ أمامَ مِسَلّةِ النصرِ في العراقِ وقد أثارَتْ في نفسيَ الشعورَ بالإعجابِ بجمالِ النقوشِ المحفورةِ عليها، وتذكّرُني بتاريخٍ حافلٍ بالانتصاراتِ والإنجازاتِ. |
الحضارةُ الأكاديةُ: هيَ أوّلُ إمبراطوريةٍ عرفَها التاريخُ، وأوّلُ أباطرَتِها هوُ مؤسّسُها الملكُ سرجونُ الأكاديُّ الذي استطاعَ تأسيسَ جيشٍ قويٍّ، والتوسُّعَ على حسابِ المدنِ السومريةِ مستغلًّا ما تعانيهِ منْ ضعفٍ وتفكُّكٍ، فوحّدَ المدنَ والممالكَ في دولةٍ واحدةٍ مستقلّةٍ، واتّخذَ منْ مدينةِ أكادَ عاصمةً لَهُ.
الموقعُ والنشأةُ
الأكاديونَ منَ الشعوبِ الساميةِ الّتي هاجرَتْ منْ شبهِ الجزيرةِ العربيّةِ إلى وسطِ بلادِ الرافدَينِ أوائلَ الألفيةِ الثّانيةِ قبلَ الميلادِ، وامتدَّ تأثيرُ حضارتِهِمْ على طولِ نهرَيْ دجلةَ والفراتِ، والمناطقِ المحيطةِ بِهِما منَ البحرِ المتوسّطِ شمالًا إلى شطِّ العربِ (منطقةِ التقاءِ نهرَيْ دجلةَ والفراتِ قربَ الخليجِ العربيِّ) جنوبًا.
وقدْ بلغَتِ الحضارةُ الأكاديةُ أوجَ قوّتِها في عهدِ الملكِ نرام سين الّذي حافظَ على وَحدةِ البلادِ، ووسّعَ حدودَ الإمبراطوريةِ الأكاديةِ ونشّطَ تجارتَها الخارجيّةَ، وطوّرَ هندستَها المعماريّةَ، وسجّلَ انتصاراتِهِ وإنجازاتِهِ على مِسَلّةٍ خاصّةٍ.
الحياةُ الاقتصاديةُ
وسّعَتِ الإمبراطوريةُ الأكاديةُ تجارتَها الداخليةَ والخارجيةَ بإنشاءِ شبكةٍ واسعةٍ منَ الطرقِ التجاريةِ، ما عزّزَ تبادُلَ السِّلَعِ والأفكارِ بينَ المناطقِ المختلفةِ، وزادَ النُمُوَّ الاقتصاديَّ والتنوُّعَ الثقافيَّ والاستقرارَ، لا سيّما في ظلِّ انتشارِ الأمنِ والاستقرارِ في المنطقةِ.
أستنتج العلاقةُ بينَ التوسُّعِ التجاريِّ والتنوُّعِ الثقافيِّ؟
- ادى توسع شبكة طرق النقل التجارية إلى تعزيز التبادل التجاري مع المناطق المختلفة مما ادى الى تبادل الافكار زمظاهر الحياة بين المناطق.
مظاهرُ الحضارةِ الأكاديةِ
نقلَ الأكاديونَ عنِ السومريينَ أساليبَ الزراعةِ وبناءِ القرى الزراعيةِ، وأنشؤوا مُدُنًا خاصّةً بِهِمْ، مثلَ: مدينةِ أكادَ العاصمةِ، ومدينةِ ماري الَّتي كانَتْ مركزًا مهمًّا للتجارةِ والثقافةِ. ولأتعرّفَ أهمَّ مظاهرِ الحضارةِ الأكاديةِ :
1- ممارسةُ الطّبِّ، وارتباطُهُ بالحياةِ الدينيةِ.
2- إنشاءُ أوّلِ إمبراطوريةٍ في التاريخِ.
3- استخدامُ الكتابةِ الرمزيةِ.
4- تطويرُ النظامِ الإداريِّ.
5- إنشاءُ أوّلِ نظامٍ بريديٍّ
تأثّرَتِ الفنونُ والثقافةُ الأكاديةُ بتقاليدِ الحضارةِ السومريةِ، وحَلَّتِ اللغةُ الأكاديةُ محلَّ اللغةِ السومريةِ وأصبحَتِ اللغةَ الرسميةَ في بلادِ الرافدَينِ. وكانَ الإلهُ "غولا" الإلهَ الرئيسَ للشفاءِ، وعُرِفَ باسمِ "الطبيبِ العظيمِ".
ضعفُ الحضارةِ الأكاديةِ
ضعفَتِ الإمبراطوريةُ الأكاديةُ بسببِ الاستبدادِ في الحكمِ وتركُّزِ السلطةِ بيدِ الحاكمِ، وازيادِ الخلافِ بينَهُ وبينَ رجالِ الدينِ، إضافةً إلى الحروبِ الكثيرةِ الّتي قامَ بها الملكُ نرام سين. وبعدَ وفاةِ الملكِ تعاقبَ على حكمِ الإمبراطوريةِ الأكاديةِ ملوكٌ اتّسمَ عهدُهُمْ بالثوراتِ، ما ساعدَ المدنَ السومريةَ على استعادةِ استقلالِها.
السبب:
|
النتيجةُ: ضعفُ الحضارةِ الأكاديةِ. |