تلخيص الدرس الرابع :الحضارة النبطية (600ق.م - 106م)
أولاً: النشأة والتطور
الأنباط من القبائل العربية التي هاجرت من اليمن إلى شمال الجزيرة العربية، واستقروا جنوب الأردن إلى جانب الأدوميين، فأنشأوا مملكتهم وسموا عاصمتهم "الرقيم"(وتعني الصخرة) والتي أصبحت تعرف(بالبترا) باللغة اليونانية.
البترا: عاصمة مملكة الأنباط وهي مدينة محفورة في الصخر، ومن أهم معالمها: السيق والخزنة والدير والمحكمة وغيرها . |
تطورت مملكة الأنباط، وامتدت حدودها في فترة ازدهارها حتى شملت شمال الجزيرة العربية والأراضي الأردنية جميعها، وضمت أجزاء من سوريا وامتد نفوذها حتى مدينة دمشق شمالاً وفلسطين وصحراء سيناء غربا .
هل تعلم أن مدينة البترا هي مركز مهم من مراكز التراث العالمي، وقد اختيرت في العام ٢٠٠٧م بوصفها واحدة من عجائب الدنيا السبع، وساهم ذلك في ازدياد النشاط السياحي في الأردن . |
ساهمت مجموعة من العوامل في نشأة مملكة الأنباط وتطورها ومن أهمها:
أ-وقوعها على الطرق التجارية القادمة من الجزيرة العربية حتى سواحل البحر المتوسط.
ب-حصانة موقع العاصمة (البترا) بين الجبال.
ج-وجود العديد من الواحات الزراعية التي تتوافر فيها المياه والينابيع، أدى إلى ازدهار النشاط الزراعي فيها.
وساعدت هذه العوامل في قوة الأنباط السياسية والتجارية؛ فتوسعت دولتهم، وأمنوا طرقهم التجارية، وحموها من سيطرة اليونان والرومان والفراعنة المصريين .
ثانيا: نظام الحكم
كان نظام الحكم عند الأنباط ملكيا وراثيا، ومن أشهر ملوكهم:
أ-الحارث الثاني(١٠٠-٩٥ق.م) وصلت الدولة في عهده إلى درجة كبيرة من القوة والازدهار وسكت أول نقود نبطية في عهده.
ب-عبادة الأول(٩٥-٨٨ق.م) تصدى لليهود وقضى عليهم بعد محاولتهم السيطرة على مناطق جلعاد وعمون ومؤاب، وضمها إلى مملكته، وامتدت سيطرته على مناطق الجولان وحوران .
ج-الحارث الثالث(٨٧-٦٢ق.م) امتد نفوذ الأنباط في عهده شمالا حتى مدينة دمشق التي سك فيها نقودا تحمل صورته تخليدا لدخوله دمشق، وحارب اليهود وانتصر عليهم.
د-الحارث الرابع(٩ق.م-٤٠م) تميزت فترة حكمه الطويل بالازدهار والرخاء فلقب هذا الملك بالمحب لشعبه، وبلغت مملكة الأنباط في عهده أقصى اتساع لها إذ امتد نفوذها من دمشق شمالا إلى مدائن صالح جنوباً.
ثالثاً: انهيار مملكة الأنباط
استمرت سيطرة الأنباط عل الطرق التجارية العالمية إلى أن اكتشف الرومان طرقا تجارية جديدة دون المرور عبر أراضي الأنباط؛ فأدى ذلك إلى تدهور الاقتصاد النبطي ، فحاول الملك رب إيل الثاني آخر ملوك الأنباط إنقاذ مملكته والاستفادة من الطرق التجارية في شمال بلاد الشام، فنقل عاصمة الدولة إلى بصرى الشام، واستخدم الأنباط طريق وادي السرحان، فظهرت مدن تجارية جديدة للأنباط كمدينة أم الجمال، إلا أن الإمبراطور الروماني تراجان أخضع المملكة النبطية له عام ١٠٦م وضمها إلى الإمبراطورية الرومانية تحت اسم "الولاية العربية"، وظلت تحت سيطرتهم حتى الفتوحات الإسلامية