مقدمة
- اهتم الإسلام بالحوار اهتماما كبيرًا؛ لأنه وسيلة من وسائل تلاقح الأفكار والآراء، بقصد:
- الوصول إلى الرأي السديد.
- تجلية الحقائق وتبصير الناس بها.
- أسباب نهي الإسلام عن الجدال المذموم:
- لأن المجادل ينتصر فيه لرأيه، ويتعصب له.
- لا يبحث عن معرفة الحقيقة والرأي السديد.
- فتجده لا يسلم للطرف الآخر بالحق الذي يحمله.
- ودعا إلى الحوار، الذي يغلب عليه الهدوء والرغبة في الوصول إلى الحق بعيدا عن التعصب للرأي أو الفكر.
مفهوم الحوار
هو تبادل الآراء بين طرفين أو أكثر، حول موضوع محدد، لكل منهما وجهة نظر خاصة به، بهدف الوصول إلى الحقيقة.
الأسس التي يقوم عليها الحوار
الحوار الناجح يقوم على أسس عامة ينبغي لأطراف الحوار أن يلتزموا بها حتى يكون الحوار مثمرا وايجابيًّا، ومن هذه الأسس ما يأتي:
- سلامة النية، وصدق المقصد؛ بحيث يكون هدف طرفي الحوار الوصول إلى الحقائق.
- المرونة في القضايا التي تقبل الاجتهاد.
- الدليل الصحيح، ونقل المعلومة بأمانة، فقد أشار القرآن الكريم إلى وجوب التحاور على الدليل الصحيح.
- الرضا بالحق الذي يتوصل إليه المتحاور عن طريق الدليل الصحيح، وفي هذا قمة الإنصاف والعدل.
- تقبل الآخر وعدم التعصب للرأي، فلا يعني وجود طرفين في الحوار أن أحدهما يحمل كل الحقيقة، والآخر لا يحمل شيئًا من الحق.
آداب الحوار
- الاحترام المتبادل بين طرفي الحوار، فلا يذم أحد المحاورين معتقدات الآخر وعبادته وتقاليده.
- التمهل في الكلام في أثناء الحوار؛ حتى يفهم المحاور الناس ما يريد.
- مخاطبة الناس على قدر عقولهم، وعدم الارتفاع بمستوى الحديث عن مستوى المخاطبين الذين يتحدث معهم أو يحاورهم.
- الإصغاء إلى المتحدث بصورة جيدة، وعدم مقاطعته في أثناء حديثة؛ حتى يستكمل ما عنده من أدلة وأفكار.
- حسن اختيار الألفاظ، وتجنب السخرية والاستهزاء.
- ألا يخالف قوله عمله في ما يحاور فيه؛ حتى لا تكون حجة عليه.
ويستطيع المحاور أن يلتزم بكل ما سبق من آداب وأسس:
- عن طريق بث ثقافة الحوار.
- التدرب عليها.
- سنّ القوانين التي تضبط عملية الحوار وتوجهه.
فوائد الحوار
- الحوار هو سبيل حل المشكلات.
- تحقيق الانسجام والتعايش مع الآخرين.
- هو الطريق الأمثل لحل الخلاف والنزاعات والوصول إلى الحقيقة.
- تصحيح العقائد والأفكار.
- السبيل الوحيد لتقريب وجهات النظر بين الأصدقاء، وأفراد الأسرة الواحدة؛ بحيث:
أ- يحد من حالات التفكك الأسري.
ب- ويمنع من تخريب البيوت العامرة.
ج- ويبقي المودة بين الأصدقاء.
- من الأمثلة على الحوار الهادف ( حوار إبراهيم عليه السلام مع أبيه)، وموضوع الحوار: الدعوة إلى الله تعالى، وترك عبادة الأصنام. فقد نهج نبي الله إبراهيم عليه السلام مع أبيه منهج الحوار البناء، الذي يعتمد على التدرج وسهولة الطرح في توصيل الحق والعلم الذي يحمله:
- ناداه " يا أبت " أربع مرات، في كل مرة يقدم بعدها نصيحة مبنية على الدليل الصحيح.
- بدأ حواره بتقديم البرهان العقلي، لافتًا عقل أبيه إلى أن ما يعبده جماد، لا يسمع دعاءه، ولا يبصر مكانه، ولا يجلب له نفعًا ولا ضرًّا.
- ذكره بما يحمله من العلم، ما يوجب عليه الإنصات له، والتفكير بما يرشده إليه.
- حذره من اتباع الشيطان، وعبادته من غير الخالق الحق الذي يستحق العبادة، وهو الله تعالى.
- ولما رأى إبراهيم عليه السلام تصميم أبيه على عبادة الأصنام ورفضه الاستجابة لنصائحه وتهديده له بالقتل رجما، لم يغير منهجه في الحوار وأنهاه بأدب رفيع؛ حيث قال له:" قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي".