التاريخ فصل ثاني

الثامن

icon

الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الدولة العباسية

أولاً: الحياة الاقتصادية 

ما أسباب ازدهار الحياة الاقتصادية في الدولة العباسية ؟

ازدهرت الحياة الاقتصادية في الدولة العباسية نتيجة اهتمام الخلفاء العباسيين بالزراعة والصناعة ، والتجارة ، وتشجيعهم على العمل بها.

وقد تمثلت الحياة الاقتصادية في الدولة العباسية بنواح هي:

1- الزراعة 

اهتم الخلفاء العباسيون بالزراعة ، فأمروا بحفر الترع وشق القنوات ، وكانت الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات من أخصب المناطق . وقد ضمت الدولة العباسية عدة أقاليم متنوعة في مناخها وتربتها ومياهها وموقعها الجغرافي وهوالأمر الذي ساعدعلى تنوع الإنتاج الزراعي. ومن أنواع الأراضي في الدولة العباسية : الأراضي العُشرية ، الخراجية والوقْف .

أهتمت الدولة العباسية بتأمين وصول المياه إلى الأراضي الزراعية ، فحفروا القنوات ، وشقوا الترع من أجل جر المياه من نهري دجلة والفرات ، وحرص الخليفة أبو جعفر المنصور عند بناء مدينة بغداد أنْ يؤمن وصول المياه إليها من خلال استحداث أساليب القنوات المسقوفة والنواعير والري بالتنقيط .

ولمعرفة أساليب الري التي استخدمت في الدولة العباسية تأمل الجدول الآتي:

بعض أساليب الري في الدولة العباسية

القنوات المسقوفة

أُقيمت هذه القنوات لنقل الماء وسُقفت لمنع تبخر المياه

النواعير

دواليب تدور بقوة دفع تيار النهر واثناء دورانها تحمل الماء للأعلى

الري بالتنقيط

استخدام أنابيب مثقبة توزع على شكل شبكة فوق الأراضي الزراعية أو باستخدام جِرار مثقوبةٍ من الأسفل توضع أصل الشجرة.

الطنبور ( الزرنوف)

هو آلة لرفع الماء، تركب على البئر وتدار باليد أو من خلال استخدام الإبل أو البقر.

الشادوف

هو أسطوانة تدور بواسطة عجلة مائية ، تقوم بنقل الماء من القناة إلى الخزان .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- استخدم في العصر العباسي طرق متعددة لتحسين نتاج استغلال الأراضي الزراعية، إضافة إلى الطرق التي كانت موجودة في العصر الأموي وهي:

أ- التسميد: باستخدام روث الحيوانات وبقايا النباتات كسماد للأراضي الزراعية.

ب- التقليم والترقيد: وهو تطعيم الشجرة من أجل زيادة إنتاجها وتحسين أنواعها.

ج- المصدات: وهي حواجز تقام من أجل الحفاظ على المزروعات من الرياح.

 

- وقد تنوعت المحاصيل الزراعية تبعاً لتنوع الأقاليم المناخية في الدولة العباسية. وللتعرف إلى أهم المحاصيل الزراعية في الدولة العباسية اقرأ النص الآتي:

 

استثمرت زراعة النخيل في العراق وخيبر ووادي القُرى ويثرب وعَمان والإحساء ، وزُرعت الفواكهُ المختلفة كالأعناب والرمان والتين والخوخ والسفرجل في الطائف ، والقمح والشعير والذرة والأرْزُ والرطب والزيتون وغيرها ، وكلها تزرع في بلاد الشام ومصر والعراق ، وأدخل العرب زراعة الحمضيات والبرتقال من الهند وزُرعت في العراق وعُمان والشام والأندلس.

 

2-الصناعة

اهتم الخلفاء العباسيون بالصناعة وشجعوا على العمل بها، وقد تعددت الصناعات في المدن التابعة للدولة العباسية، حتى أصبحت مظهراً من مظاهر ازدهارها الاقتصادي، وقد اجتذبت المدن الصناع المهرة والحرفيين من أرجاء الدولة العباسية كافة، بسبب توافر فرص العمل فيها، إضافة إلى ذلك نقل العباسيون بعض الحرف عن الأمم والشعوب الأخرى التي احتكوا معها.

ولمعرفة المزيد عن أهم الصناعات في الدولة العباسية تأمل الجدول الآتي.

 

أنواع الصناعات في الدولة العباسية

الغذائية

عصر الزيتون وقصب السكر- طحن الحبوب- تجفيف الفاكهة- تجفيف السمك وتمليحه- وإنتاج العسل.

المعدنية

استخراج الفضة والنحاس والرصاص من خراسان وبلاد فارس وصناعة الأسلحة والتحف والأواني.

الورق

أخذ العرب صناعة الورق عن الصين ونقلت بداية إلى سمرقند وتوصلوا إلى صناعة الورق الملون والمصقول.

المنسوجات

صناعة الألبسة من القطن والكتان والحرير.

السفن

واشتهرت مصر بصناعاتها المختلفة مثل، السفن الحربية والتجارية.

 

3- التجارة 

نشطت التجارة في الدولة العباسية نتيجة لازدهار الزراعة والصناعة، واهتم الخلفاء العباسيون بالتجارة، فاعتنوا بالطرق التجارية البرية والبحرية وذلك بحمايتها وحراستها وتأمينها، فحفروا الآبار وأقاموا المحطات على طول الطرق التجارية، وأقاموا المنائر في المرافئ ووفروا المرافق التجارية كالأسواق والخانات (الفنادق) واهتموا بإنشاء الأساطيل لحماية السواحل.

وأصبحت بغداد ودمشق وحلب والبصرة، من أهم المراكز التي تحط بها القوافل التجارية القادمة من الهند والصين. وقد عرفت الدولة العباسية نوعين من التجارة وهما:

أ- التجارة الداخلية:  وهي تبادل السلع التجارية بين أقاليم وولايات الدولة العباسية.

ب- التجارة الخارجية:  وهي تبادل السلع التجارية بين الدولة العباسية مع غيرها من الدول وخاصة الهند والصين والحبشة والدولة البيزنطية.

مهدت الرحلات التجارية البحرية الطريق أمام الرحالة الجغرافيين لزيارة جزر جنوب شرق آسيا والصين، وتدوين رحلاتهم في مصنفات هامة، ومن أشهر الجغرافيين المقدسي صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم".

زادت التجارة من رفاهية المجتمع، وزادت ثروة أفراده؛ فظهرت طبقة الأغنياء من التجار، كما أدت التجارة إلى انتشار الإسلام والثقافة العربية والإسلامية إلى المناطق البعيدة بوساطة التجار الذين أسهموا في إظهار صورة الإسلام السمحة ونشره في البلاد التي لم يصلها الفتح الإسلامي، وذلك عن طريق تعاملاتهم وامتزاجهم بالأمم.

تطورت أساليب التعامل التجاري في العصر العباسي فاستخدمت الصكوك في التعامل التجاري بدل النقود، وازداد عدد الصيارفة في المدن والمراكز التجارية وخاصة في بغداد والقاهرة، ولم يقتصر التعامل بالنقود على البلدان الإسلامية بل تعداها إلى بلدان العالم الأخرى، وكانت النقود الإسلامية تقبل ثمناً للبضائع التي يتم شراؤها من شمال أوروبا وشرقها.

وقد تنوعت الصادرات والواردات في الدولة العباسية ، ومن أشهر الصادرات الحبوب والأرز والفاكهة والسكر والزجاج. وأبرز الواردات العاج والكافور والقرنفل وجوز الهند والتوابل والبهارات والحرير.

ثانياً: الحياة الاجتماعية

1- فئات المجتمع

تعددت فئات المجتمع الإسلامي في العصر العباسي وتألف من أجناس مختلفة تفاعلت مع بعضها البعض بفضل الدين الإسلامي الذي ساوى بينهم، وأعطى غير المسلمين حقوقهم، ورتب عليهم بعض الواجبات.

فئات المجتمع في الدولة العباسية :

1- العرب: يشكلون غالبية المجتمع العباسي، وهم القبائل العربية التي انتشرت في جميع أقاليم الدولة العباسية في العراق وخراسان وبلاد الشام ومصر وشمال إفريقيا.

2- الموالي: وهم المسلمون من سكان البلاد المفتوحة من فرس وروم وأقباط وبربر، وكان عليهم الولاء للدولة العباسية مقابل منافع متبادلة كدفع الديات. وعمل هؤلاء بالتجارة والصناعة والصيرفة.

3- أهل الذمة: وهم المسيحيون واليهود وألحق بهم الصابئة والمجوس الذين بقوا على دينهم وعاشوا في كنف الدولة العباسية، وقد حث الإسلام على معاملتهم معاملة حسنة.

 

2- مظاهر الحياة الاجتماعية

تنوعت مظاهر الحياة الاجتماعية في الدولة العباسية تبعاً لتنوع الفئات الاجتماعية التي تألف منها المجتمع العباسي، وامتازت بصورة عامة بالبساطة والسعي لتوفير الاحتياجات الأساسية من مساكن وطعام وملابس وأشياء أخرى.

مظاهر الحياة الاجتماعية في الدولة العباسية : 

1- المساكن: تنوعت المساكن تبعاً لتنوع الطبقات فشملت قصور الخلفاء التي لاقت عناية كبيرة من حيث البناء والتزيين والأثاث، وبيوت العامة التي امتازت بالبساطة من حيث البناء لكنها احتوت على متطلبات الحياة الأساسية.

2- الملابس: تنوعت الملابس تبعاً لتنوع الشعوب والفئات التي كان يتشكل منها المجتمع العباسي، وامتازت ملابسهم بالاحتشام والالتزام بالتقاليد العربية والإسلامية.

3- الأعياد والاحتفالات: أبرز الأعياد الدينية عند المسلمين عيد الفطر وعيد الأضحى، فكانوا يحتفلون بقدوم شهر رمضان فتضاء المساجد والشوارع بالمصابيح، وتنصب الموائد وتوزع الصدقات على الفقراء والأيتام، وبحلول العيد يتهيأ الناس بالملابس والزينة والحلوى، وتستمر الاحتفالات عدة أيام. وفي عيد الأضحى تذكى الاضاحي، وجرت العادة ان يصلي الخليفة بالناس يوم العيد. واحتفل برأس السنة الميلادية وعيد النيروز في الدولة العباسية، وشاركت فئات المجتمع في هذه الاحتفالات من مسلمين ومسيحيين بمظاهر من الفرح والسرور، واحتفلوا بمناسبات الزواج وقدوم المواليد.

4- وسائل التسلية والترفيه: مارس الناس انواعاً مختلفة من التسلية واللهو كالفروسية وسباق الخيل، ولعب الشطرنج، وعرفوا مسرح خيال الظل الذي كان يعرض مشاهد قصصية ناقدة ومسلية تروي قصص البطولات والحكمة.

هل تعلم:

أن المسيحيين في الدولة العباسية احتفلوا في عيد النيروز وهو أول يوم من أيام فصل الربيع ويظهر فيه المسيحيون الفرح والسرور ويشاركهم في هذه المناسبة المسلمون وجميع فئات المجتمع .