تاريخ الأردن أكاديمي فصل ثاني

الحادي عشر خطة جديدة

icon

 

بدأ النشاط الثقافي في الأردنّ مُبكّرًا؛ إذ أسهم الملك المؤسس عبد الله بن الحسين في تقدّم العلم والمعرفة في البلاد، فقد كانَ أديبًا وشاعرًا وخطيبًا، ومحبّا لمجالسة الأدباء والشعراء؛ ومن أشهر الأدباء والشعراء العرب الذين تردّدوا على بلاطه: الأمير عادل أرسلان، وخير الدين الزركلي، ومصطفى الغلاييني، والشيخ حمزة العربي، وفؤاد الخطيب، وغيرهم من أدباء العرب وشعرائهم.

وأسهم الملك المؤسّس في كتابة تاريخ الثورة العربية الكبرى والإمارة الأردنية في مؤلّفاته: (الأمالي السياسية) و(المذكّرات).

مفهوم الثقافة

تشمل الثقافة إنجازات الإنسان غير المادّية من فنون وعادات وتقاليد وآداب. وتُعدّ الثقافة عنصرًا أساسيًّا في تقدّم المجتمعات، وهي حصيلة التطوّر في المجالات الإنسانية جميعها من تراث وفنون وآداب ولغة وفكر، وهي جزء ومكوّن من مكوّناتها الأساسية.

كان في إمارة شرقيّ الأردنّ عدد من الأدباء والشعراء، من أبرزهم: عرار (مصطفى وهبي التلّ) صاحب ديوان (عشيّات وادي اليابس)، وعبد الحليم عباس العواملة مؤلّف (البرامكة في بلاط الرشيد)، وحسني فريز صاحب ديوان (هياكل الحب)، وحسني زيد الكيلاني صاحب ديوان (أطياف وأغاريد)، ورشيد زيد الكيلاني صاحب ديوان (زفرات الذكرى)، ومحمد الشريقي مؤسّس جريدة الشرق العربي وصاحب ديوان (أغاني الصبا)، وأديب عودة عباسي مؤلّف (عودة لقمان)

مصطفى وهبي التلّ (عرار)

ولِد في مدينة إربد في عام 1899م، وتلقّى تعليمه الابتدائي فيها. سافر إلى دمشق في عام 1912م، وواصل تعليمه الثانوي فيها، ونفي إلى بيروت بسبب نشاطه السياسي. عمل في سلك التعليم والقضاء والإدارة، كما عمل رئيسًا لتشريفات الديوان الأميري قبل أن يعود إلى المحاماة مرّة أخرى. كان له صلات واسعة مع كثير من الشعراء المعاصرين، وكانت صلته وثيقة ببلاط الملك المؤسس عبد الله الأوّل. توفي عرار في عام 1949م، ويُعدّ منزله في إربد متحفًا ومركزًا للثقافة الوطنية.

 

الصحافة في عهد الإمارة

صدرت في معان أوّل صحيفة باسم (الحق يعلو) بين عامَي (1920ـ 1921م) وقد أصدرها الأمير عبد الله بن الحسين؛ وهي صحيفة تبنّت مبادئ الثورة العربية الكبرى. وفي عام 1923م دخلت المطبعة إلى عمان، وأصدرت الحكومة صحيفة (الشرق العربي)؛ لتكون الجريدة الرسمية للدولة واستمرّت بهذا الاسم لمدّة (3) أعوام، ثُمّ تغيّر اسمها في عام 1926م لتصبح (الجريدة الرسمية لحكومة شرقيّ الأردنّ)، وأشرف على تحريرها الأديب محمد الشريقي. ولم يقتصر عملها على نشر البيانات والأنظمة والقوانين، بل نشرت المقالات والأخبار السياسية والعلمية والأدبية، وهذا ما عزّز الجانب الثقافي في إمارة شرقيّ الأردنّ.

توالى ظهور الصحف الأهلية (الخاصّة) ابتداءً من عام 1927م، حيث صدرت الصحف الآتية: جزيرة العرب، والشريعة، وصدى العرب، والأردنّ. ومن المجلّات التي صدرت في عهد الإمارة: مجلّة الرائد، ومجلّة الميثاق، والمجلّة القضائية، ومجلّة الجيش العربي.

وقد تناولت هذه الصحف والمجلّات المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية الأردنية والعربية، والدفاع عن القضية الفلسطينية، ونشرت المطالب الشعبية في الاستقلال الوطني والحرّيات العامة.

 

  • أُبيّن أوجه الشبه والاختلاف بين الصحف والمجلّات.
  • أوجه الشبه: الصحف والمجلات تشترك في كونهما وسيلتين إعلاميتين تهدفان إلى نقل المعلومات وتثقيف الجمهور. كلاهما يعتمد على النشر الدوري ويتضمن مقالات وتحليلات تتناول مواضيع متنوعة.
  • أوجه الاختلاف: الصحف تصدر يوميًا أو أسبوعيًا غالبًا، وتركز على الأخبار العاجلة والأحداث الجارية، مما يجعلها وسيلة لنقل المعلومات الفورية. أما المجلات فتتميز بدوريتها الأطول، مثل الإصدار الأسبوعي أو الشهري، وتركز على المواضيع المتخصصة والتحليلات العميقة، بالإضافة إلى اعتمادها على تصميم جذاب واستخدام الصور بشكل أكبر. وبالتالي، تظل الصحف وسيلة مثالية لمواكبة الأحداث اليومية، بينما تعتبر المجلات مصدرًا للتحليل المتأني والثقافة المتخصصة.
Jo Academy Logo