التاريخ

التاسع

icon

تلخيص الدرس الخامس: الحياة العلمية في الأردن في العصر المملوكي

ازدهرت الحركة العلمية في العصر المملوكي بعد إصابة العالم الإسلامي بهزات قوية على ايدي المغول والفرنجة، إذ انتقل العلماء وطلبة العلم من بغداد إلى القاهرة عاصمة الدولة المملوكية ، فأحسن سلاطينها استقبالهم ، ويسروا لهم عقد المجالس العلمية والثقافية ، واهتموا ببناء المؤسسات الدينية والتربوية ، فبرز العلماء في شتى صنوف العلم والمعرفة ، ولذلك وصف عصر المماليك بأنه عصر الإبداع والابتكار .

اولاً: المؤسسات العلمية المملوكية في الأردن

1- البيمارستانات ( المستشفيات)

اهتم السلاطين الأيوبيون والمماليك بإنشاء البيمارستانات ( المستشفيات) ، وهم أول من استكثروا منها ، وقد شجعوا دراسة الطب لوقاية أهل البلاد من الأوبئة والأمراض ، وتقديم العلاج للمرضى ، وتكون البيمارستان في العصر المملوكي من أربعة أقسام ، هي : الجراحة، والحميات، والرمد، وأمراض النساء. ويشرف على علاج المرضى عدد من الأطباء، وخصص لكل بيمارستان عدد من الصيادلة، لتركيب الأدوية وتوزيعها على المرضى، حسب أوامر الطبيب، بالإضافة إلى المهمة العلاجية للبيمارستان فقد كان يؤدي وظيفة علمية؛ لكونه مركزاً لتدريس الطب، ومن أشهر البيمارستانات في الأردن البيمارستان الناصري، الذي بناه السلطان الناصر محمد بن قلاوون في مدينة الكرك، وقد عهد للأمير سنجر بن عبدالله الجاولي تولي مهمة بنائه.

2- المدارس

شكلت المدارس دوراً للعلم ومراكز  للعبادة، وكان يتولى مهمة التدريس في المدارس أصناف من الرتب التدريسية، ولمعرفة ذلك تأمل الشكل (3-19):

هيئة التدريس في العصر المملوكي

الشيخ: هو أستاذ المادة التعليمية، يشرح الدرس للطلاب، وهو مسؤول المدرسة.

المدرس: من العلماء المشهورين والمتمكنين في مادتهم، ويساعد الشيخ في التدريس.

المُعيد: مهمته إعادة شرح دروس الشيخ للطلاب، وتوضيح ما غمض عليهم.

 

 

 

 

 

وكانت تدرس في هذه المدارس العلوم الدينية مثل: تعلم القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه وفق مذهب أو أكثر، والعلوم اللغوية مثل: النحو والشعر، والعلوم العقلية مثل: الفلسفة والمنطق، والعلوم التطبيقية مثل: الفلك (علم الهيئة) والكيمياء والطب.

وقد أنشأ المماليك في الأردن عدداً من المدارس، لمعرفتها تأمل الشكل (3-20):

المدارس المملوكية في الأردن

مدرسة صرغتمش:

تنسب إلى الأمير صرغتمش الناصري (ت759هـ/1358م) نائب السلطنة في مصر، وقد بنى هذه المرسة في عمان، لتدريس المذهب الحنفي أسوة بالمدرسة التي أقامها في القاهرة في العام نفسه.

مدرسة حسبان:

اشتهر من أساتذتها عبدالله بن أحمد الهكاري الصلتي ت(786هـ/1386م)، وتتلمذ فيها ابنه القاضي شمس الدين محمد، ثم أصبح مدرساً فيها، ويلاحظ بأن وظيفة التدريس كانت أحياناً وراثية تنتقل من الأب إلى الابن.

المدرسة الشافعية: بناها السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام (711هـ/1311م) في مدينة الكرك ، وعهد إلى الأمير سنجر بن عبدالله الجاولي(ت745هـ/1345م) تنفيذ هذه المهمة.

المدرسة السيفية: أنشأها الأمير سيف الدين بكتمر الحسامي (729هـ/1329م) في مدينة السلط لتدريس المذهب الشافعي.

المدرسة اليقينية: أنشئت في مدينة عجلون، وخربت بسبب السيل الذي اجتاح المدينة عام(728هـ/1328م).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

3- الزوايا

هي أماكن خاصة للصوفية، كانوا يمارسون فيها شعائر العبادة والأدعية والأذكار، وقد عملت إلى جانب المساجد والمدارس على نشر العلم، ودرس فيها علوم الفقه والتفسير والحديث ، وكانت مركزاً لإطعام الطعام وإيواء الوافدين والفقراء، ومن أشهر الزوايا في العصر المملوكي في الأردن: زاوية أبي القاسم الحواري في قرية حوارة، وزاوية أبي علي الحريري بقرية أبسر في إربد.

4- الخوانق

وهي من المنشآت الدينية والاجتماعية في العصر المملوكي، كانت مأوىً للصوفيين المتعبدين، ارتبط إنشاؤها بالزهد والإعراض عن الدنيا ، فكانت تقوم بالتدريس والعبادة ، ومن أشهرها في الأردن : خانقاه سيدر بدر في عجلون .

ثانياً: مساهمة علماء الأردن في تطور الحركة العلمية في العصر المملوكي

شهد الأردن نهضةً علميةً في العصر المملوكي ، حتى أصبحت حواضره إحدى المراكز الثقافية في بلاد الشام ، يرتادها طلاب العلم للأخذ من علمائها وفُقهائها ، وانتشر عطاء العلماء في أنحاء بلاد الشام ومصر جميعها ، ونبع عدد من أنباء العائلات الأردنية في صنوف العلوم المتنوعة ، ومنها عائلة الحسباني، وعائلة الباعوني ، ولمعرفة أشهر علماء الأردن في العصر المملوكي وفقاً للعلوم التي برعوا فيها ، تأمل الشكل (3-21):

علماء الأردن في العصر المملوكي

(أ )  العلوم الدينية

علم القراءات

علي بن يوسف بن حريز بن فضل بن معضاد اللخمي بالشطنوفي الشافعي

(ت 1037هـ/1313م) إمام القراء والنحويين، أصله من عمان ، نشأ في القاهرة ، وتولى تدريس التفسير بالجامع الطولوني ، ثم تصدر للإقراء بالجامع الأزهر . من أشهر مصنفاته (كتاب البهجة ) ، جمع فيه مناقب الشيخ عبدالقادر الجيلاني وأخباره .

 

 

علم الحديث

علم الفقه

إبراهيم بن برهان الدين بن الكركي.

(ت922هـ/1516م) قاضي القضاة الحنفي، أقام في مصر وأخذ العلم عن كبار علمائها، كان ذا فصاحة في اللسانين العربي والتركي، لذا حظي بمكانة رفيعة لدى السلاطين والأمراء المماليك، حتى أن الأمير طومان باي ــ قبل أن يصبح سلطاناًــ كان يتردد على بيته ماشياً، ليأخذ عنه الحديث و العلم.

عبدالله بن خليل بن فرج الرمثاوي

(ت833هـ/1429م) تلقى علومه الدينية في دمشق، كان يجتمع إليه أعداد كبيرة من الدارسين في زاويته، ومن مصنفاته:( منار سبل الهدى وعقيدة أهل التقى).

(ب) العلوم الأدبية

الشعر

عائشة بنت يوسف بن أحمد بن ناصر الدين المعروفة بالباعونية

(ت922هـ/1516م) أصلها من باعون شمال عجلون، وهي شاعرة وأديبة وفقهية ذات معرفة بالتصوف، ترددت بين عجلون ودمشق وحلب والقاهرة، فأخذت العلم عن كبار العلماء، وأجيزت بالإفتاء والتدريس، ولقبت بفاضلة الزمان، من مصنفاتها (الفتح الحنفي).

(ج) العلوم العقلية

الكيمياء

يوسف بن سلمان الكركي

(ت731/1331م) ذاع صيته في بلاد الشام، واشتهر بإجراء تجارب على المعادن الرخيصة لتحويلها ذهباً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 enlightened  واشتهر من رجال الأردن في القضاء:

أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني(ت816هـ/1413م)

ولد في قرية باعون في عجلون، أقام مع والده في الناصرة وتعلم فيها، ثم انتقل مع أخيه إسماعيل الصوفي إلى صفد، إذ تقلد أخوه نيابة القضاء، ثم قدم دمشق واتصل بفقهائها، ولاه السلطان برقوق خطابة الجامع الأموي، ثم ولاه منصب قاضي قضاة الشافعية في دمشق، وقد درس الفقه والتفسير والحديث بمدارس دمشق، ثم ولاه السلطان برقوق منصب قاضي قضاة الشافعية في مصر مدة من الزمن، ثم عاد لدمشق ومات فيها.

 

 

 

 

 

 

   enlightenedواشتهر من رجال التصوف في الأردن:

محمد بن علي بن جعفر العجلوني الصوفي (ت820هـ/1417م)

رحل إلى دمشق واشتغل بطلب العلم، وبرز في التصوف، ووصلت شهرته إلى مصر، وفي عام (790هـ/1388م) استقدمه سودونا لشيخوني ــ نائب السلطنة في مصرــ وولاه مشيخة سعيد السعداء.