الفكرة الرئيسة:
حذّرت الشريعة الإسلامية من الخرافات والأباطيل للاسباب التالية:
- لتعارُضها مع مبادئ الدين والعقل السّليم.
- ولِمالها من أضرار بالغة على الإنسان.
أولاً: مفهوم الخُرافة
الخُرافات: هي الأفكار والمعتقدات القائمة على الأوهام، من غير وجود دليل مبني على الإيمان الصحيح أو العقل السليم.
ومن أشكال الخُرافات في المجتمع:
أ. التمائم: وذلك مثل تعليق خرز، أو كفّ، وما شابه ذلك، مع اعتقاد أنّ ذلك يدفع الأذى ويرد العين.
ب. الكهانة: وهي تصديق من يدّعي معرفة الغيب مثل المشعوذين، والمنجمين، والسّحرة، والذهاب إليهم والتعامل معهم، قال تعالى عن السّحرة: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة: 102].
ج. الطّيرة: وهي التّشاؤم من الأرقام، أو الأماكن، أو الأشخاص، ومثالهُ: التشاؤم من الغراب، أو البوم، أو منْ رقمٍ معين.
ثانياً: عوامل انتشار الخُرافة
1- الجهل، والتّقليد الأعمى للأفكار السائدة منْ غير تثبُّت.
2- الرُّوحُ الانهزاميّة، وغلبة الشعور بالفشل والإحباط؛ فيكون ذلك سببًا في تولُّد الأوهام لذوي النفوس الضّعيفة؛ بخلاف المؤمن الذي يصبر على الشدائد ويسعى لتجاوزها وتخطّيها.
3- الإعلام السيء، وذلك عن طريق ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعيّ.
ثالثاً: موقفُ الإسلام من الخُرافة
حرص الإسلام على بناء الشخصية الإسلامية التي تستند إلى صحّة الإيمان وسلامة العقل، ويظهر ذلك في الدعوة إلى المبادئ الآتية:
أ. التحذير من تصديق الخرافات، وتحصين الإنسان منها عن طريق بيان ما يأتي:
- الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه، قال تعالى: ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [النمل: 65].
- النفع والضّر بيد الله سبحانه وتعالى وحده، فقد ورد في وصيّة سيدنا رسول الله ﷺ لعبد الله بن عباس : (وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) [رواه الترمذي].
ب. النهي عن التقليد الأعمى، قال تعالى: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقتَدُونَ﴾ [الزخرف: 23].
رابعاً: مخاطر تصديق الخرافة
1- إشاعة الخوف والقلق في نفس الإنسان، وتنمية الشُّكوك واتّهام النّاس منْ حوله.
2- التعرّض لاستغلال المحتالين الذين يدّعون القدرة على جلب النفع، ورد الأذى، ومعرفة ما استأثر الله تعالى بعلمه.
3- التّخاذل عن السّعي في الأرض وإعمارها.
خامساً: الوسائل الشّرعية لتحصين الإنسان
1- التّوكّل على الله تعالى في الأمور كُلعا مع الأخذ بالأسباب.
2- المواظبة على أذكار الصّباح والمساء.
3- التّفاؤل الذي يُحفّز النّفس على السّعي والعمل المنتج النافع، قال رسول الله ﷺ: ( يُعجِبُني الفألُ الصالحُ، الكلمةُ الحسنةُ) [رواه البخاري ومسلم].
فقرة أستزيد:
الفِراسَةُ ليست من الكهانة التي هي ادّعاء علم الغيب؛ إنمّا هي علمٌ يختصُ بإدراك باطن الأمور وخفاياها بالنّظر إلى الظّواهر والاستدلال بها، فهي ليست من ادّعاء علم الغيب.