يُعدُّ فنُّ الخطابة في العصرين: الأيوبي والمملوكي من أهمّ الفنون الأدبية؛ فقد أسهم في الدّفاع عن القيم الفاضلة، وإقناع الجماهير بآراء وأفكار سياسية. أسهمت بعض العوامل في تنشيط هذا الفنِّ وازدهاره، ووفرت للخطباء مخزونًا كبيرًا من المعاني والأفكار. ومن هذه العوامل:
1- نشاط حركة بناء المساجد والزوايا والرُّبُط .
2- تقريب السلاطين للخطباء ورفع منزلتهم.
3- توافر دواعي الخطابة ومحفزاتها، كالغزو الصليبي والغزو المغولي، والظروف السياسية والعسكرية التي عملت على ازدهار الخطابة ولا سيما الخطابة السياسية والدينية. ويعد ابن الزكي أشهر خطباء العصرين .
محيي الدّين ابن الزكي (ت 598 هـ)
هو أبو المعالي محمد القرشي، الملقب بمحيي الدين، المعروف بابن زكي الدّين، فقيه خطيب أديب، حسن الإنشاء، كانت له منزلة رفيعة عند السلطان صلاح الدين الأيوبي.
الخصائص الفنية لأسلوب ابن الزكي
1- تبرز العاطفة الدينية فيها خاصة عند التمثل بالقرآن الكريم.
2- تتأنق في اختيار الألفاظ الواضحة ذات المعاني السهلة.
3- توظف الصور البيانية والمحسنات البديعية كالسجع والجناس ما يضفي على الخطبة جرسا موسيقيًّا.