من سنة الله سبحانه وتعالى في الخلق أن جعل الناس مختلفين في أفكارهم وتصوراتهم وأمزجتهم، الأمر الذي يؤدي إلى اختلاف وجهات نظرهم، وتباين آرائهم تجاه الأشياء والأحداث من حولهم.
حكم الخلاف
يختلف الناس في أفكارهم ومعتقداتهم.
فإذا تعامل مع هذه الخلافات بطريقة علمية بعيدة عن التعصب والتشدد، كان خلافا محمودا؛ وذلك لما ينتج عنه من فوائد عديدة:
- فهو رياضة للأذهان.
- تلاقح للآراء.
- تعدد للحلول التي يمكن للإنسان أن يصل بها إلى الحل المناسب للمسألة التي يبحث فيها.
أضرار التعامل مع هذه الخلافات بتعصب وتعنت، يكون الخلاف حينئذ مذمومًا:
- الخلاف حولها يؤدي إلى مشادات ومشاجرات.
- يحدث شقاق ونزاع بين الأفراد والأسر.
في ديننا الحنيف، نجد أن النبي ﷺ قد أقرّ الصحابة رضوان الله عليهم على اختلافهم في المسائل الفقهية، مع كونها أشد أهميةً من المسائل الدنيوية.
يحدث الخلاف غالبًا نتيجة لأسباب عديدة، منها:
- الكبر
قال النبي ﷺ: "الكبر بطر الحق، وغمط الناس" فالمتكبر يرد الحق ويخالفه.
- التعصب للأشخاص والأفكار
بعض الناس إذا تعصب لشخص أو فكر، أو عادة أو تقليد معين، تجد أنه لا يقبل مخالفتها.
أضرار التقليد الأعمى:
- يفقده الثقة بالنفس.
- يقتل عنده روح الإبداع.
- يكون حاله كحال من ذمهم الله تعالى بقوله: "إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ".
3- تغليب العاطفة على العقل
ما يؤدي إلى رفض الأدلة العلمية والواقعية المحسوسة.
- التباين العلمي والمعرفي
فكثيرًا ما تختلف وجهات النظر بين أصحاب التخصص الواحد والمهنة الواحدة؛ بسبب أن أحدهم أكثر علمًا وإتقانًا وخبرة من الآخر.
آداب الخلاف
للخلاف آداب يجب على المختلفين التحلي بها؛ كي لا يصل الخلاف إلى التنافر والفرقة، منها:
- تقبل الرأي الآخر واحترامه
فالباحث عن الحق والصواب يتقبله من أيًّ كان، ولا يتعصب لرأيه، وإن ثبت له أن رأي الآخرين لا يوافق الصواب، فإن عليه أن يحترمه.
- اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية
فالأصل في كل مختلفين أنهما طالبا حق، لكن قد يخفى الحق على أحدهما.
بخلاف ما نراه عند بعض الناس، حيث يتطور الخلاف عندهم إلى مصادمات ومشادات كلامية، ما يؤدي إلى الفرقة وتشتيت الجهود.