الحد من التغير المناخي والتكيف مع آثاره
إدارة موارد الطاقة Resources Energy of Management
هناك تسار ع في استخدام الوقود الأحفوري بسبب زيادة النمو السكاني والطلب المتزايد على الطاقة، وبالرغم من الفوائد التي يوفرها؛ إلا أنـه يتسبب في حدوث مشكلات بيئية عديدة ناجمـة عن انبعاثات أكاسـيد الكربون والنيتروجين والكبريت، مثل مشكلة التغير المناخي.
وللتقليل من الاثار السلبية الناتجة من حرق الوقود الاحفوري تُستخدم عدة طرق منها:
1. استخدام الطاقة المتجددة Using of Renewable Energy
تسعى العديد من دول العالم إلى التحول لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء لأنها غير ملوثة ولا تنفد، لكنها تواجه تحديات مالية؛ إذ يتطلب التحول استثمارات كبيرة، بينما يظل الوقود الأحفوري خيارًا أرخص وأسهل في الاستخدام.
الطاقة المتجددة Renewable Energy: هي الطاقة التي لا تنفد وغير ملوثة للبيئة، وتستخدم في إنتاج الكهرباء بدلا من استخدام الوقود الأحفوري.
أنواع الطاقة المتجددة:
- طاقة الرياح Wind Power:
- توليد الطاقة الكهربائية: يتم استخدام طاقة الرياح عن طريق تحريك توربينات متصلة بمولدات، مما يؤدي إلى توليد الطاقة الكهربائية وتغذية شبكة الكهرباء.
- مصدر طاقة نظيف: تعتبر طاقة الرياح من مصادر الطاقة النظيفة لأنها لا تنتج انبعاثات لغازات الدفيئة.
- مصدر طاقة متجدد: طاقة الرياح هي طاقة متجددة، أي أنها لا تنضب طالما توجد الرياح.

معيقات استخدام طاقة الرياح:
- المواقع المناسبة: معظم المناطق التي تتميز برياح قوية ودائمة تقع في مناطق جبلية ونائية، مما قد يزيد من تكلفة الإنشاء والصيانة.
- التكلفة: قد تكون تكلفة إنتاج وحدة واحدة من الكهرباء باستخدام طاقة الرياح أعلى من تكلفة استخدام الوقود الأحفوري في بعض المناطق.

طاقـة المد والجزر Power Tidal Wave
كيف تعمل طاقة المد والجزر:
- تُستخدم حركة الأمواج الناتجة عن المد والجزر لتوليد الطاقة الكهربائية.
- تعمل المياه المتحركة على تحريك التوربينات بشكل مباشر.
- بديلًا لذلك، تُحجز المياه في برك صناعية وتُستخدم لتحريك التوربينات.

تعّد الطاقة الناتجة من المد والجزر أحـد أنـواع الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة؛ لأنها تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة.
معيقات استخدام طاقة المد والجزر:
- التكلفة الأولية لبناء محطة توليد الطاقة الكهربائية عالية.
- قد يكون لهذه المحطات تأثيرات سلبية على البيئة البحرية.
- قد تؤثر في المالحة البحرية في المنطقة.

الطاقة الشمسية Solar Power
يمكن استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بطرق متعددة، بما في ذلك:
- الخلايا الكهروضوئية: وهي تقنة تحول ضوء الشمس مباشرة الى كهرباء.
- تسخين المياه وانتاج البخار: تستخدم الطاقة الشمسية لتسخين المياه وإنتاج البخار، الذي بدوره يحرك التوربينات لتوليد الكهرباء.

مميزات استخدام الطاقة الشمسية:
- مصدر طاقة متجدد: الطاقة الشمسية مورد طبيعي لا ينضب، مما يجعلها خيارًا مستدامًا لتوليد الطاقة.
- نظيفة ولا تلوث الهواء: لا تنتج الطاقة الشمسية أي انبعاثات ضارة أو ملوثات للهواء، مما يساهم في تحسين جودة الهواء والحفاظ على البيئة.
- سهلة الصيانة: تتطلب أنظمة الطاقة الشمسية صيانة قليلة نسبيًا، مما يقلل من التكاليف التشغيلية.
- هادئة: لا تصدر أنظمة الطاقة الشمسية أي ضجيج، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في المناطق السكنية والتجارية.
- قابلة للتطبيق على نطاق واسع أو ضيق: يمكن استخدام الطاقة الشمسية لتلبية احتياجات الطاقة على نطاق واسع، مثل محطات الطاقة الكبيرة، أو على نطاق ضيق، مثل المنازل الفردية.

معيقات استخدام الطاقة الشمسية:
- التكلفة الأولية المرتفعة: قد تكون التكلفة الأولية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية مرتفعة نسبيًا مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.
- التأثر بالأحوال الجوية: تعتمد كمية الطاقة المنتجة على الظروف الجوية، مثل سطوع الشمس ووجود الغيوم. قد تقل كميات الطاقة المنتجة في مدد زمنية طويلة في السنة بسبب الأحوال الجوية غير المواتية.

محطات الطاقة الشمسية في الأردن:
يوجد في الأردن محطات متنوعة للطاقة الشمسية، منها:
- محطة بينونة في الموقر.
- طاقة الحرارة الجوفية Geothermal Power
تُعرف بأنها الطاقة الحرارية المخزنة في باطن الأرض.

كيفية توليد الطاقة الكهربائية من طاقة الحرارة الجوفية:
- الاستفادة من المياه الجوفية القريبة من مناطق تجمع الماغما أو ضخ المياه عبر آبار إلى مناطق الماغما.
- ضخ المياه الساخنة إلى السطح.
- تحويل المياه الساخنة إلى بخار لتشغيل توربينات توليد الطاقة الكهربائية.
- تكثيف بخار الماء وضخه مرة أخرى إلى باطن الأرض.

شرط استخدام هذا النوع من الطاقة: يجب أن تكون درجة حرارة المياه مرتفعة (150-370 درجة مئوية)
مميزات استخدام طاقة الحرارة الجوفية:
- تكلفة منخفضة مقارنة بأنواع الطاقة المتجددة الأخرى؛ بسبب انخفاض تكاليف التشغيل.
مُعيقات استخدام هذا النوع من الطاقة:
- محدودية أماكن الاستخدام.
- إمكانية حدوث مشكلات بيئية بسبب انبعاث غازات الدفيئة عند حفر الآبار.
الطاقة الكهرومائيةHydroelectric Power
تُعرف بأنها هي الطاقة الكهربائية المتولدة من حركة المياه.
آلية العمل:
- يتم بناء سدود لحجز المياه.
- تستخدم المياه المتجمعة خلف السدود لتحريك توربينات توليد الكهرباء.
مميزات الطاقة الكهرومائية:
-
- صديقة للبيئة: لا ينبعث منها أي غازات دفيئة.
- متعددة الأغراض: يمكن استخدام السدود للحد من الفيضانات، وتوفير مياه الشرب والري.
مُعيقات استخدام هذا النوع من الطاقة:
-
- تكلفة عالية: بناء السدود وصيانتها مكلف.
- تأثيرات بيئية: غمر مساحات كبيرة بالمياه.
- مخاطر جيولوجية: احتمال حدوث زلازل بسبب الضغط الزائد على القشرة الارضية.
أتحقق: أحدد معيقات استخدام طاقة الرياح.
- المواقع المناسبة: معظم المناطق التي تتميز برياح قوية ودائمة تقع في مناطق جبلية ونائية، مما قد يزيد من تكلفة الإنشاء والصيانة.
- التكلفة: قد تكون تكلفة إنتاج وحدة واحدة من الكهرباء باستخدام طاقة الرياح أعلى من تكلفة استخدام الوقود الأحفوري في بعض المناطق.
2. تقليل استهلاك الوقود الاحفوري
تستطيع دول العالم التقليل من استهلاك الوقود الأحفوري باستخدام طرائق مختلفة، منها:
-
-
- تطوير تكنولوجيا أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.
- تصميم المباني الجديدة الذكية وتخطيطها بحيث تأخذ في الحسبان التقليل من استخدام الطاقة.
- زيادة وعي المواطنين بأهمية تقليل استهلاك الوقود الأحفوري وتغيير سلوكهم.
- زيادة كفاءة استهلاك الوقود في محركات السيارات وخاصة الوسائط العامة.
- استخدام الوقود الحيوي أو بدائل الطاقة فيها.
-
3. تعديل السياسات الحكومية
يجب على الحكومات تشجيع المواطنين والمواطنات على الحد من استخدام الوقود الأحفوري عن طريق:
- تقليل استخدام المركبات الخاصة التي تعمل على الوقود الأحفوري.
- واستخدام المواصلات العامة أو السيارات الكهربائية بدلًا منها.
- واستخدام الطاقة الشمسية في توليد الطاقة الكهربائية.
وذلك عن طريق تعديل التشريعات والسياسات، وتحديث منظومة النقل الجماعي، وإعطاء حوافز وتسهيلات للمواطنين والمواطنات لاستخدام المواصلات العامة والصديقة للبيئة.
التكيف مع التغير المناخي
التغير المناخي يؤثـر في دول العالم كـافـة، وخاصة فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة وزيـادة فترات الجفـاف وحـوادث الفيضانات المتكررة والعواصف الشديدة، وتؤثر هذه المخاطر جميعها في مختلف القطاعات فيها، بما في ذلك: الزراعة، والتنوع الحـيوي، والمياه، والصحة؛ لذلك على المجتمع التكيف مع هذه التغيرات لتخفيف آثارها.
♦ المؤسسات الرسمية والتكيف مع التغير المناخي:
تؤدي المؤسسات الرسمية دورا حاسما في التكيف مع التغير المناخي عن طريق ً إجراءات عديدة، منها:
-
- تطوير السياسات التشريعية بصياغة سياسات وطنية إقليمية ُ تهدف إلى التكيف مع آثار التغير المناخي، وقد طِّور أول إطار سياسات وطني للتكيف مع التغير المناخي في الأردن عام 2013
- مشاركة المؤسسات الرسمية في الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي عن طريق التزاماتها في اتفاقيات عالمية، مثل اتفاقية باريس للمناخ التي يعد الأردن أحد الدول المشاركة فيها.
- تخطيط المدن والمجتمعات بشكل يضمن التكيف مع التغيرات المناخية، مثل:
- تصميم مبانٍ مقاومة للفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة.
- إنشاء أنظمة لجمع مياه الأمطار واستخدامها.
- تحسين شبكات الصرف الصحي لمنع حدوث الفيضانات.
- زيادة مساحة األراضي الخضراء كالحدائق العامة.
♦ الشباب والتكيف مع التغير المناخي:

يسهم الشباب في نشر الوعي حول القضايا المتعلقة في التغير المناخي وتأثيراته، وذلك عن طريق:
1. مبادرات التوعية عبر وسائل الإعلام الاجتماعية،
2. والأنشطة المجتمعية،
3. وحملات التثقيف في المدارس والجامعات،
4. والتشجيع على تبني الأفراد والمؤسسات ممارسات مستدامة، خصوصا أن لديهم القدرة على تنظيم مجتمعاتهم للتكيف مع التغير المناخي عن طريق المبادرات المحلية، مثل:
- إنشاء مشروعات للبنية التحتية المستدامة.
- تشكيل فرق تطوعية للتعامل مع الكوارث الطبيعية كالفيضانات والعواصف.
5. امتلاك الشباب مهارات متنوعة في استخدام التكنولوجيا الحديثة على:
- تطوير حلول مبتكرة للتكيف مع آثار التغير المناخي.
- تصميم تطبيقات وتقنيات جديدة لمراقبة التغيرات المناخية.
- تحسين كفاءة استخدام الطاقة.
- تطوير تقنيات زراعية مقاومة للجفاف.
6. دور الشباب في المناطق النائية في تبني ممارسات زراعية مبتكرة تتكيف مع التغيرات المناخية، مثل:
- استخدام أساليب الري الحديثة.
- اعتماد المحاصيل المقاومة للجفاف.
- يدعم الشباب التحول نحو نظم زراعية أكثر استدامة عن طريق التدريب والمشاركة في برامج التكيف الزراعي.
♦ المرأة والتكيف مع التغير المناخي:

للمرأة دور كبير في التكيف مع التغير المناخي، ففي كثير من المجتمعات الريفية تعد المرأة المسؤولة عن جمع المياه، والحطب، والطعام، ومن ثم لديها خبرة في إدارة الموارد الطبيعية بطرق مستدامة.
تتبنى المرأة ممارسات جديدة للتكيف، مثل:
- الحفاظ على المياه .
- استخدام تقنيات الزراعة المستدامة.
تمثل المرأة في أغلب الدول النامية نسبة كبيرة من القوى العاملة في الزراعة، وهذا يجعلها في الخط الأمامي للتعامل مع تغيرات المناخ التي تؤثر في المحاصيل والموارد المائية عن طريق استخدام أساليب زراعية مقاومة التغير المناخ.
تؤدي المرأة دورًا قياديا في المجتمعات المحلية، إذ تعمل على تنظيم المبادرات الهادفة إلى تعزيز القدرة على التخفيف من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي عن طريق استخدام الطاقة المتجددة، مثل استخدام مواقد الطهي النظيفة.
تسهم المرأة بصورة كبيرة في نشر الوعي حول تأثيرات التغير المناخي على مستوى الأسر والمجتمعات المحلية عن طريق التعليم والتوعية، وتحفيز تغيير السلوكات اليومية، وغالبا ما يقدن جهود التعافي من الكوارث بإعادة بناء المنازل، وتحسين الصحة، ودعم أفراد الأسرة الأكثر ضعفًا.