الدراسات الاجتماعية6 فصل أول

السادس

icon

 

حُرِيَةُ التَعْبيرِ تَعْني أَنْ يَتَمَتَعَ الْفَرْدُ بِالْحَقِ في مُشارَكَةِ أَفْكارِهِ وَآرائِهِ بِحُرِيَةٍ، سَواءٌ بِالْكَلامِ أَوِ الْكِتابَةِ، أَوِ الْفَنِّ وَالرَسْمِ، أَوِ اسْتِخْدامِ مُخْتَلِفِ وَسائِلِ الْإِعِلامِ وَوَسائِلِ التَواصُلِ الاجْتِماعِيِ، وَالبودكاستِ، وَفْقًا لِما يُحَدِدُهُ الْقانونُ. وَحُرِيَةُ التَعْبيرِ حَقٌ مِنْ حُقوقِ الْإِنِسانِ الْأَسَاسِيَةِ الَتي كَفِلَها الدُسْتورُ الْأُرُدُنِيُ.

أَهَمِّيَّةُ حُرِّيَّةِ التَّعْبيرِ لِلْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ

تُساعِدُ حُرِيَةُ التَعْبيرِ عَلى تَحْسينِ حَياةِ الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ، لِأَنَها:

  • تُشَجِّعُ عَلى الْإِبِداعِ وَالابتِكارِ في مُخْتَلِفِ الْمَجالاتِ.
  • تُعَزِزُ الْحِوارَ مِنْ خِلالِ تَبادُلِ الْأَفَكارِ وَالْآراءِ.
  • تُسْهِمُ في بِناءِ مُجْتَمَعٍ حُرٍ وَعادِلٍ يَحْتَرِمُ الْحُقوقَ وَالْحُرِيّاتِ.
  • تَنْشُرُ الْوَعْيَ حَوْلَ الْقَضايا الْمُهِمَةِ في الْمُجْتَمَعِ.
  • تُشَجِّعُ عَلى الْمُشارَكَةِ السِياسِيَةِ وَتُعَزِزُها.
  • تُعَزِزُ التَفاعُلَ الْمُجْتَمَعِيَ وَالتَقَدُمَ الْفِكْرِيَّ لا سِيَما عَنْ طَريقِ وَسائِلِ الْإِعِلامِ.

أَشْكالُ حُرِّيَّةِ التَّعبْيرِ

تَتَعَدَدُ أَشْكالُ حُرِيَةِ التَعْبيرِ، وَمِنْها:

  1.  الْكِتابَةُ: عَبْرَ الْكُتُبِ، وَالْمَقالاتِ، وَالصُحُفِ، وَالنَشْرِ الْإِلِكْتُرونِيِ، وَمَواقِعِ التَواصُلِ الاجْتِماعِيِ.
  2.  الْمُحادَثاتُ وَالْخُطَبُ: عَنْ طَريقِ النِقاشاتِ الْعامَةِ، وَالْمُقابَلاتِ التِلْفازِيَةِ وَالْإِذِاعِيَةِ.
  3.  التَّعْبيرُ عَبْرَ الْإِنْتَرْنِتْ: عَنْ طَريقِ الْمَنْشوراتِ وَالْمَقاطِعِ الْمَرْئِيَةِ (الْفيدْيوهاتِ) وَالتَعْليقاتِ في مِنَصّاتِ التَواصُلِ الاجْتِماعِيِ.
  4.  الْفُنونُ: مِثْلُ النَحْتِ، وَالرَسْمِ، وَالْموسيقا، وَالسّينَما، وَالتِلْفازِ، وَالْمَسْرَحِ، وَالرِواياتِ، وَالشِعْرِ.

حُرِّيَّةُ التَّعْبيرِ الْمَسْؤولَةُ وَآثارُها

يَنْبَغي لِلْفَرْدِ أَنْ يُعَبِرَ عَنْ آرائِهِ وَأَفْكارِهِ بِأُسْلوبٍ يَحْتَرِمُ حُقوقَ الْآخَرينَ وَمَشاعِرَهُمْ، وَأَنْ يَكونَ مُدْرِكًا لِتَأْثيرِ كَلِماتِهِ عَلَيْهِمْ، وَيَتَجَنَبَ الْإِسِاءَةَ أَوِ التَحْريضَ عَلى الْكَراهِيَةِ وَالْعُنْفِ. وَمِنْ آثارِ حُرِيَةِ التَعْبيرِ الْإيجابِيَةِ:

عَلى الْفَرْدِ

  • تَعَلُّمُ الِاسْتِماعِ لِآراءِ الْآخَرينَ وَوُجْهاتِ نَظَرِهِمْ، وَتَقَبُّلِها.
  • تَعْزيزُ الْحِوارِ وَالْفَهْمِ الْمُشْتَرَكِ.
  • الشُّعورُ بِالْمَسْؤولِيَّةِ وَالِاحْتِرامِ تُجاهَ الْآخَرينَ.

عَلى الْمُجْتَمَعِ

  • زِيادَةُ الوَعْيِ بِحُقوقِ الْجَميعِ.
  • التَّشْجيعُ عَلى الْحِوارِ الْمَفْتوحِ وَالْهادِفِ.
  • بِناءُ مُجْتَمَعٍ يَحْتَرِمُ حُرِّيَّةَ التَّعْبيرِ دونَ إِساءَةٍ.

شُروطُ حُرِّيَّةِ التَّعْبيرِ

تَحْتاجُ حُرِيَةُ التَعْبيرِ إِلى قَوانينَ تَحْمي الْأَفَرادَ، وَتُحافِظُ في الْوَقْتِ نَفْسِهِ عَلى النِظامِ الْعامِ، وَمِنْ ذلِكَ:

  • الْتِزامُ الدِّقَّةِ، وعَدَمُ نَشْرِ مَعْلوماتٍ كاذِبَةٍ أَوْ مُسيئَةٍ.
  • احْتِرامُ خُصوصِيّةِ الْآخَرينَ وَعَدَمُ التَّشْهيرِ بِهِمْ.
  • الْتِزامُ الْقَوانينِ الَّتي تَحْمي الْمُجْتَمَعَ مِنَ الْفَوْضى وَالتَّمْييزِ.

مِنَ الْقَوانِينِ الَّتي تَضْبِطُ حُرِّيَّةَ التَّعْبيرِ في الْإِعْلامِ الْأُرُدُنِيِّ:

  1.  قانونُ الْمَطْبوعاتِ وَالنَشْرِ: يُنَظِّمُ عَمَلَ الْإِعِلامِ، وَيَضْمَنُ الْحَقَ في حُرِيَةِ التَعْبيرِ، وَفي الْمُقابِلِ يَضَعُ قُيودًا لِضَمانِ عَدَمِ الْإِسِاءَةِ إِلى الْأَفَرادِ أَوْ تَرْويجِ الشّائِعاتِ، وَيَتَناوَلُ الْقَوانينَ الْمُتَعَلِقَةَ بِالْمَسْؤولِيَةِ الْإِعِلامِيَةِ وَالنَشْرِ.
  2.  قانونُ الْجَرائِمِ الْإِلِكْتُرونِيَةِ: يَحْمي الْأَفَرادَ مِنَ الْجَرائِمِ الْإِلِكْتُرونِيَةِ )مِثْلِ التَنَمُرِ وَالتَشْهيرِ(، وَيَمْنَعُ نَشْرَ الْأَخَبارِ الْكاذِبَةِ وَالْمُسيئَةِ عَبْرَ الْإِنِتَرْنِتْ وَيُعاقِبُ عَلَيْهِ.

دَوْرُ وَسائِلِ الْإِعْلامِ في تَعْزيزِ حُرَيِّة التعَّبيرِ:

تُؤَدّي وَسائِلُ الْإِعْلامِ دَوْرًا مُهِمًّا في نَشْرِ حُرِّيَّةِ التَّعْبيرِ بِطُرُقٍ عِدَّةٍ، مِنْها:

  1.  مِنَصَةٌ لِلتَعْبيرِ تُتيحُ لِلْأَفْرادِ مُشارَكَةَ آرائِهِمْ وَأَفْكارِهِمْ مَعَ الْمُجْتَمَعِ.
  2.  نَشْرُ الْوَعْيِ بِأَهَمِيَةِ حُرِيَةِ التَعْبيرِ وَحُقوقِ الْإِنِسانِ بِما لا يَتَعارَضُ مَعَ الْقانونِ.
  3. تَعْزيزُ الْحِوارِ، وَالتَشْجيعُ عَلى مُناقَشَةِ الْقَضايا الْمُهِمَةِ بِطُرُقٍ بَنّاءَةٍ تَخْدِمُ الْمَصْلَحَةَ الْعامَةَ.
  4. مُراقَبَةُ السُلُطاتِ بِوَصْفِ الْوَسيلَةِ الْإِعِلامِيَةِ جِهَةً رِقابِيَةً عَلى أَعْمالِ الْحُكومَةِ وَمُخْتَلِفِ الْمُؤَسَساتِ.