ما هي عُصُورُ ما قَبْلَ التّاريخِ؟
هِيَ الْفَتْرَةُ الَتي عاشَ فيها الْإنِسانُ عَلى كَوْكَبِ الْأَرَضِ قَبْلَ أَنْ يَخْتَرِعَ الْكِتابَةَ، أَيْ مُنْذُ ظُهورِهِ وَحَتّى سَنَةِ 3500 ق.م.
ما هي العصور التاريخية؟
تَليها الْعُصورُ التّاريخِيَةُ الَتي تَسْتَمِرُ إِلى وَقْتِنا الْحالِيِ.
- أفسر: عُرِفَتْ عُصورُ ما قَبْلَ التّاريخِ بِاسْمِ الْعُصورِ الْحَجَرِيَةِ؛
لِأَنَ الْإِنِسانَ كانَ يَعْتَمِدُ فيها عَلى الْحِجارَةِ بِصورَةٍ أَساسِيَةٍ لِصُنْعِ أَدَواتِهِ،
وَقَدْ قُسِمَتْ هذِهِ الْفَتْرَةُ إِلى أَرْبَعِ مَراحِلَ، هِيَ:
1- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْقَديمُ
2- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْأَوَسَطُ
3- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْحَديثُ
4- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ النُحاسِيُّ
1- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْقَديمُ
كانَ الْإِنِسانُ يَعيشُ فيهِ عَلى شَكْلِ جَماعاتٍ صَغيرَةٍ مُتَنَقِلًا يَعْتَمِدُ عَلى جَمْعِ الثِمارِ وَصَيْدِلاالْحَيَواناتِ. وَسَكَنَ الْكُهوفَ، وَصَنَعَ أَدَواتٍ بَسيطَةً مِنَ الْحِجارَةِ، وَاسْتَخْدَمَ أَدَواتٍ مَصْنوعَةً مِنَ الْأَخَشابِ وَعِظامِ الْحَيَواناتِ وَقُرونِها.
وَفي هذا الْعَصْرِ اكْتَشَفَ الْإِنِسانُ النّارَ، وَتَعَلَمَ كَيْفَ يَتَحَكَّمُ بِها وَيُشْعِلُها مَتى أَرادَ، وَاسْتَخْدَمَها في الْإِضِاءَةِ، وَطَهْيِ الطَّعامِ، وَحِمايَةِ نَفْسِهِ مِنَ الْحَيَواناتِ الْمُفْتَرِسَةِ. وَفيهِ بَدَأَ الْإِنِسانُ في ارْتِداءِ الْمَلابِسِ مِنْ جُلودِ الْحَيَواناتِ، وَطَوَرَ لُغَةً بَسيطَةً تَعْتَمِدُ عَلى الْإِشِاراتِ وَالْإيماءاتِ لِلتَواصُلِ مَعَ الْآخَرينَ، وَتُعَدُ هذِهِ أَقْدَمَ الْعَلاماتِ عَلى التَنْظيمِ وَالسُلوكِ الاجْتِماعِيِ.
2-الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْأَوَسَطُ
يُمَثِلُ هذا الْعَصْرُ مَرْحَلَةً انْتِقالِيَةً في حَياةِ الإنْسانِ، إِذْ بَدَأَ بِالانتِقالِ مِنْ حَياةِ التَنَقُلِ وَالاعْتِمادِ عَلى الصَيْدِ وَالْجَمْعِ وَالْالتِقاطِ إِلى الاسْتِقْرارِ في تَجَمُعاتٍ سُكّانِيَةٍ، وَبَدَأَ أَيْضًا في إيجادِ مَصادِرِ غِذاءٍ مُتَنَوِعَةٍ، وَتَعَلَمَ طُرُقًا لِلزِراعَةِ، بِجانِبِ الصَيْدِ، وَطَوَرَ أَدَواتٍ حَجَرِيَةً جَديدَةً لِتُناسِبَ حاجاتِهِ، مِثْلَ: الْمَناجِلِ، وَأَدَواتِ الطَّحْنِ الْبِدائِيَةِ.
3- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ الْحَديثُ
بَدَأَ الْإِنِسانُ بِالاسْتِقْرارِ بَعْدَ اكْتِشافِ الزِراعَةِ وَاسْتِئْناسِ الْحَيَواناتِ، وَظَهَرَتْ في هذِهِ المَرْحَلَةِ صِناعَةُ الْأَوَاني الْفُخّارِيَةِ الَتي اسْتَخْدَمَها الْإِنِسانُ في طَهْيِ الطَّعامِ وَتَخْزينِ الْماءِ، وَبَدَأَ بِحِياكَةِ الْمَلابِسِ مِنَ الْكِتّانِ وَالصّوفِ. وَظَهَرَتِ الْقُرى الزِراعِيَةُ نَتيجَةَ ازْدِيادِ عَدَدِ السُكّانِ وَتَنَوُعِ الْأَنَشِطَةِ الاقْتِصادِيَةِ وَظُهورِ الْمُلْكِيّاتِ الْفَرْدِيَةِ، وَأَصْبَحَتْ هُناكَ حاجَةٌ لِوُجودِ زَعيمٍ يُنَظِّمُ الْمُجْتَمَعَ وَيُديرُهُ.
تُعَدُ تَماثيلُ عَيْنِ غَزالٍ اْلْمُكْتَشَفَةُ شَمالَ عَمّانَ أَقْدَمَ تَماثيلَ آدَمِيَةٍ مَصْنوعَةٍ مِنَ اْلْجِبْسِ تَعودُ لِلْعَصْرِ اْلْحَجَرِيِ اْلْحَديثِ.
4- الْعَصْرُ الْحَجَرِيُّ النُّحاسِيُّ
سُمِيَ هذا الاسْمَ؛ لِأَنَ الْإِنِسانَ بَدَأَ بِاسْتِخْراجِ مَعْدِنِ النُحاسِ وَاسْتِخْدامِهِ في صِناعَةِ أَدَواتِهِ إِلى جانِبِ الْحِجارَةِ، فَظَهَرَتْ طَبَقَةُ الصُنّاعِ وَالْحِرَفِيّينَ. وَشَهِدَتْ هذِهِ الْمَرْحَلَةُ ازْدِيادَ الْإِنِتاجِ الزِراعِيِ وَالتَوَسُعَ في الْقُرى الزِراعِيَةِ، وَظَهَرَتِ الْمُقايَضَةُ )تَبادُلُ السِلَعِ وَالْخِدْمات بَدَلًا مِنَ الْبَيْعِ بِالْمالِ( وَفي أَواخِرِ هذِهِ الْمَرْحَلَةِ ابْتَكَرَ الْإِنِسانُ الْعَجَلَةَ؛ ما ساعَدَ عَلى نَقْلِ الْبَضائِعِ بِسُهولَةٍ.
عُثِرَ عَلى بَقايا آثارٍ تَعودُ إِلى اْلْعَصْرِ اْلْحَجَرِيِ النُحاسِيِ في مِنْطَقَةِ أَبي حامِدٍ وَتُلَيْلاتِ اْلْغسولِ شَمالَ اْلْبَحْرِ اْلْمَيِتِ. َاكْتُشِفَتْ أَقْدَمُ أَفْرانٍ لِصَهْرِ النُحاسِ في وايد فَيْنانَ نَجَوبَ الْأُرْدُنِ، بِاْلْقُرْبِ مِنْ مَحْمِيَةِ ضانا.