ٍ
قامت الدولة العبّاسيّة عام 132 هـ بعد سقوط الدولة الأمويّة، وسُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى العبّاس بن عبد المُطَّلِب، عمّ الرسول ﷺ، وانطلقت الدعوة لتأسيسها من "الحُمَيْمَة" في الأردن، واستمر حُكمها أكثر من خمسة قرون حتى سقطت على يد التتار عام 656 هـ

يُعدّ التفاعل المُثمر بين الثقافة العربية وثقافات الأمم الأخرى سببًا رئيسًا لازدهار الحركتين العلمية والأدبية في هذا العصر. فقد أقبل المَوَالي (من فُرس وهنود ورومان وخُراسانيين) على الإسلام، وأسهموا بنشر ثقافاتهم ومعارفهم وعلومهم الأصلية بين العرب.
وتُعدّ الترجمة من أهم وسائل التبادل الثقافي لنقل علوم ومنجزات الأمم الأخرى. وقد نشطت حركة الترجمة بقوة في عصر الرشيد ووزرائه البرامكة، وازداد انتشارها بإنشاء "دار الحكمة" التي وظفت المترجمين وجلبت الكتب من الحضارات المجاورة.
وبلغت هذه الحركة ذروتها في عهد المأمون، الذي لُقّب بـ "خليفة العلم والترجمة"، حيث حوّل دار الحكمة إلى ما يشبه المعهد العلمي الكبير، وألحق بها مرصده الشهير (مرصد المأمون بالشمّاسية في بغداد)، وشجّع بقوة على التأليف العلمي.