🔹 الجاهليّة:
هي الفترة الّتي سبقت البعثة النّبوية بنحو قرن ونصف إلى قرنين، وتمتاز بتكامل اللغة العربية وبلاغتها.
ومعنى “الجاهليّة” ليس الجهل ضدّ العلم، بل يدلّ على السّفه والطّيش، كما في قول عمرو بن كلثوم:
"ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا."
🔹 ملامح الحياة في العصر الجاهليّ:
-
النّظام القبليّ: القبيلة هي الأساس، ولاؤها مطلق، والرّأي لها دون الفرد.
-
غياب الحكومة المركزيّة: لم يكن للعرب دولة موحدة، بل كانت كل قبيلة تدير شؤونها.
-
صعوبة الحياة: البيئة الصّحراوية القاسية فرضت التّرحال ووصف الطّبيعة في الشّعر.
-
الاقتتال الدّائم: الحروب والثّأر من سمات المجتمع، مثل حروب البسوس وداحس والغبراء.
-
مكارم الأخلاق: تمجيد الكرم، الشّجاعة، الوفاء، وحماية الجار؛ ومن رموز الكرم حاتم الطّائي.
-
التّفاوت الطّبقي: وجود ثلاث طبقات (الأحرار، العبيد، الموالي)، مما أدّى إلى ظهور الصّعاليك الّذين تمردوا على الظّلم، مثل تأبط شرًّا والشّنفرى وعروة بن الورد.
والمرأة كان لها مكانة معتبرة في بعض القبائل، لكن وُجدت عادات ظالمة مثل وأد البنات.
نشأة الشّعر الجاهليّ:
لا يُعرف متى بدأ بدقّة، لكن ما وصلنا منه يدلّ على نضج فني كبير من حيث الوزن والقافية والموضوعات.
كان الشّعر يبدأ عادةً بـ الوقوف على الأطلال، ثم الغزل، ووصف الرّحلة، وينتهي بالغرض الرّئيس كالفخر أو المدح أو الحماسة.
ويُعد امرؤ القيس من أبرز شعرائه، وقد أشار إلى شاعر سبقه هو ابن حِذام.
خلاصة:
العصر الجاهليّ هو زمن القبيلة والكرم والشّجاعة، رغم ما فيه من صراعات وظلم اجتماعيّ.
وشعره يُعدّ مرآةً صادقة لحياتهم وأفكارهم وقيمهم في بيئةٍ قاسيةٍ كوّنت لغتهم وثقافتهم.