ثانيًا: أبيّن دوافع الشعراء العباسيين للتجديد الشعري.
- الابتعاد عن البداوةِ والصحراء: إنّ الحياةَ ابتعدت عن مظاهر البداوة والصحراء وما أَلفه العربيُّ من ارتحالٍ وقساوة عيش؛ فاحتاج إلى أن يجدد ثوب القصيدة لتلائم الحياة الجديدة.
- التغيّرات العميقة في الحياة الاجتماعيّة: من البَدَهِيّ أن تتغيرَ الحياة الاجتماعيّة بعدَ الاختلاط العرقيّ والانفتاحِ الحضاريّ والتقدّم المدنيّ والعلميّ.
- هاجس التجديد لدى الشعراء العباسيين: إذ يحرص الشاعر على أن يكون شعره ملبيًّا لخصوصيته وخصوصية عصره، ولا يريد أنْ يظلَّ واقفًا على التقاليد الشعرية، فلا يكونُ مُقلّدًا أو تابعًا أو أقلَّ منهم منزلة وشاعرية.
ثالثًا: أعلّل:
- استياء بشار من تلميذه سلم الخاسر.
لأنّ بشّارًا قالَ بيتًا هو:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ لَمْ يَظْفَرْ بِحَاجَتِهِ وَفَازَ بِالطَّيِّبَاتِ الفَاتِكُ اللهجُ
ولكنه لم يشع بينَ الناس ولم يَدرْ على ألسنتهم، فأخذه سلم بن عمرو الملقب بسلم الخاسر – وكان تلميذه – فقال:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ هَمًّا وَفَازَ بِاللّذَّةِ الجَسُورُ
فتناشدَ الناس بيتَ سَلم لجزالته وخفته على اللسان وتركوا بيت بشّار، فغضب بشّار وطرد تلميذه.