عربي مادة الأدب فصل أول

الثاني عشر خطة جديدة

icon

تمهيد

أولاً: نشأة المديح النبوي:

  • توجه الشعراء في هذا العصر بكثافة إلى مدح الرسول الكريم ().
  • أدى ذلك لظهور فن شعري خاص ومميز عُرف باسم المديح النبوي.
  • يختلف عن المدح التقليدي لارتباطه بشخص النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام.

ثانياً: لماذا سُمي مديحاً نبوياً ولم يُسمَّ رثاءً نبوياً (رغم وفاته)؟

السبب يكمن في ثلاثة عوامل جوهرية:

1. حياة الرسالة وبقاء الشريعة

رسالته النبوية ما تزال حية، وشريعته باقية، الناس ما يزالون يقتدون بهديه وسنته
2. اختلاف طبيعة الشعر
شعر الرثاء العام يغلب عليه التفجّع والأسى والبكاء، حتى لو طال الزمن
3. المديح هو الغاية ( الجوهر)
oالشعر الذي قيل في النبي ﷺ كان فيه ثناءً محضا وإشادة خالصة وذكراً، فالهدف منه أقرب إلى المدح

 

أولاً: الانتشار والظهور:

  • المدائح النبوية اقترنت بكثرتها بـ العصور المتأخرة، وتحديداً العصر المملوكي.
  • ظهرت المدائح النبوية في جميع العصور الإسلامية، وليست مقتصرة على العصور المتأخرة.

ثانياً: المراحل التاريخية:

  1. البدايات (العصر الجاهلي وصدر الإسلام):
    • الأعشى: يُقال إنه كان أول شاعر جاهلي مدح الرسول
    • شعراء صدر الإسلام: مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير وغيرهم.

 

  1. أوج التطور الفني:
    • وصلت قصائد المديح إلى أوج نضجها وتكاملها الفني في العصرين الأيوبي والمملوكي.
    • في هذين العصرين، أصبح المديح النبوي فنّاً أدبياً مستقلاً بذاته، يشارك فيه معظم الشعراء، وشكّل سماته الأسلوبية الخاصة.

يصف ابن الساعاتي النبي () ويرفع من قدره:

هو البشير النذير العدلُ شاهدُه                      وللشهادة تجريح وتعديل

لولاه لم تك شمس لا ولا قمر                        ولا الفرات وجارها ولا النيل

  1. أسباب  ازدهار المديح النبوي في العصرين: الأيوبي والمملوكي

ازدهرت المدائح النبوية ازدهاراً كبيراً في العصور المتأخرة، وتحديداً في العصر المملوكي، حيث انتشرت بين الأدباء وأصبحوا يتنافسون في نظمه وإيراده بأسلوب مزين ومذهب.

ويمكن إجمال الدوافع والأسباب التي أدت إلى ازدهار هذا الفن في العصر المتأخر والمملوكي خاصةً في النقاط التالية:

  1. الحب الصادق للرسول

أولاً: مصدر الدافع:

  • الدافع الأول والأساسي للمديح هو الحب الصادق للرسول المصطفى في نفوس الشعراء وعامة الناس.

ثانياً: نتائج هذا الحب:

 

  • دفعهم هذا الحب إلى:

الافتخار بالرسول والاقتداء بسيرته العطرة.

 

 

 

طلب الشفاعة منه.

 

 

 

 

اعتبار المديح النبوي وسيلة رئيسية للتعبير عن هذا الحب.

 

 

قارن عبد الرحيم البرعي اليماني بين مدح الناس لأرباب عصرهم (الزائل) ومدحه هو للرسول (الخالد):

 

إذا مدح المُشتاقُ أَربَابَ عَصْرِه             مَدَحْتُ الَّذِي مِنْ نُورِهِ الكَوْنُ يَبْهَجُ

  1.  الاعتبارات الشخصيّة من مرض ورؤيا: إذ التجأ بعضُ الشّعراء للمديح النبويّ لظروفٍ خاصّة؛ فكان بعضُهم مُصابًا بأمراض مزمنة، وبعضُهم يرى الرسولَ المصطفَى في منامه، ومنهم من وجدَ نفسَه قد شفي بعد هذه الرؤيا، فكانَ هذا مُحَفِّزًا الشّعراءَ لأن يكتبوا قصائدَ في المديح النبوي..
  2. الحوادث العظام الجسيمة: شهدت العصور المتأخرة أحداثاً جساماً (ضخمة). فكان هناك

سقوط كبير من الممالك بأيدي الغزو الصليبي والمغولي، وما أحدثوه من قتل وتدمير وخراب في صميم الحضارة الإسلامية آنذاك. كان الالتجاء إلى الرسول وذكره في الشعر طلباً للنجدة والانتصار، وسبيلاً لإلهام الأمة بالثبات.

  1. إحياء المناسبات الدينية: كانت الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف عاملاً من عوامل ازدهار

المدائح. ومن جهة أخرى، كان للحج وزيارة الكعبة والمدينة المنورة دور كبير في  بعث المدائح النبوية في نفوس الشعراء.

  1. اتساع منهج التصوف: شهد هذا العصر اتساعاً في منهج التصوف الذي كان يجد رمزه الأكبر ومقتداه في الرسول المصطفى . هذا الاتساع شجّع على نظْم المزيد من قصائد المدح الروحانية.

 

 

Jo Academy Logo