تطوّرت الكتابة النثرية في العصر العباسي لتصبح عملاً إبداعياً وفنياً. ويُعد ابن المقفع نموذجاً للأديب المُصلِح الذي سعى لاستخدام الكتابة لتهذيب الأخلاق وإصلاح المجتمع ، وتميز بأسلوبه الواضح والمتوازن بين اللفظ والمعنى، متجنباً التكلف الزخرفي. في المقابل، يُمثّل الجاحظ الاتجاه الموسوعي في النثر ، واشتهر بأسلوبه القائم على الاستطراد (الخروج عن الموضوع) لغزارة علمه ، وميله إلى الطرفة والهزل لجذب القارئ وطرد الملل عنه.