التربية الإسلامية

التاسع

icon

أقرأ الحديث النّبوي الشّريف

عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهَ عنْه أَنَّ رَسولَ اللّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ)، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ).

 

التّعريف براوي الحديث

  • الصّحابي الجليل تميم بن أوس الدّاري رضي الله عنه.
  • كان نصرانيًّا فأسلم مع وفد من قومه سنة تسع للهجرة.
  • نزل ببيت المقدس، وتوفي فيها سنة أربعين للهجرة.

 

بين يدي الحديث

  • يحثّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم المسلمين على التّناصح في ما بينهم، لما للنّصيحة من أثر كبير في تنقية المجتمع من المفاسد والمضارّ، فيكون كلّ فرد في المجتمع إيجابيًّا يقدّم النّصيحة لغيره ويقبلها منه.
  • والنّصيحة هي تحرِّي قول الحق في القول والعمل، وتوجيه النّاس وإرشادهم نحو الخير بأسلوب حكيم.

 

شرح الحديث الشّريف

تناول الحديث الشّريف مجالات النّصيحة، وفيما يأتي هذه المجالات وكيفية النصيحة فيها:

 

آداب النّصيحة

للنّصيحة آداب على النّاصح أن يراعيها، منها:

الرقم

الآداب

التوضيح

1-

عمل النّاصح بما ينصح به غيره

  • فلا ينهى عن فعل وهو يأتي بمثله؛ لأنّ القدوة الحسنة لها أثرها في الآخرين أكثر من القول.
  • ولا يمنع ذلك المسلم أن يُحَذِر غيره من مواطن الخطأ الّتي سبق أن وقع فيها، كأن ينصح المدخّن صديقه ألّا يجرّب التدخين.

2-

الرّفق بالمنصوح

  • وذلك بإظهار المحبّة له، والتّلطّف معه
  • واستعمال الألفاظ الَّلينة؛ لأنّ العنف والقسوة مع المنصوح تجعله يُصِرّ على خطئه

3-

تخصيص النّصيحة بالمنصوح

  • فلا تكون أمام الآخرين؛ لأنّ ذلك أنفع للمنصوح وأكثر قبولًا

4-

اختيار الوقت المناسب

  • فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يتعهّد أصحابه بالموعظة ساعة فساعة؛ مخافة الملل عليهم

5-

عدم التّعالي على المنصوح، أو إظهار النّقص فيه

 

6-

عدم التّصريح باسم المنصوح أمام النّاس

  • عدم الجهر بالنّصيحة بل يسرّ له بها. فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينصح بقوله: (مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُوْلُونَ كَذَا وَكَذَا).

مواقف من سير السّلف الصّالح

  • بينما الخليفة هارون الرّشيد يطوف يومًا بالبيت إذ عرَض له رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمين، إنّي أُريد أن أُكَلِّمك بكلام فيه غلظة، فقال: (لا)، قد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شرّ منّي، فأمره أن يقول له قولًا ليّنًا، يريد بذلك موسى وهارون عليهما السّلام لمّا بعثهما الله تعالى إلى فرعون، قال الله تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى).
  • نصح الإمام أبو الوليد الباجي ولديه بقوله: (عليكما بالصّدق فإنّه زين، وإيّاكما والكذب فإنّه شين، ومن اشتهر بالصّدق فهو ناطق محمود، ومن عُرِف بالكذب فهو ساكت مهجور مذموم، وأقلّ عقوبات الكذّاب ألّا يُقبل صِدقه ولا يتحقّق حَقُّه، وما وصف الله تعالى أحدًا بالكذب إلّا ذامًّا له، ولا وصف الله تعالى أحدًا بالصّدق إلّا مادحًا له ومَفّعًا به).

 

القيم المستفادة من الحديث الشّريف

  • أقبلُ النًّصيحة، واُقَدّمها للآخرين.
  • أُدافع عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، واتّبع سنته.
  • أكون عنصرٍا إيجابيًّا في المجتمع.