التربية الإسلامية فصل أول

الخامس

icon

ذكر القرآن أسماء بعض الحيوانات مثل: الخيل والبغال والحمير والنحل والنمل والكلاب والإبل والبقر والهدهد الَّذي حَمَلَ رِسالَةً مِنْ سَيِّدِنا سُلَيْمانَ عليه السلام إِلى السَّيِّدَةِ بَلْقيسَ مَلِكَةِ سَبَأٍ.

والْحَيْواناتُ هي كائِناتٌ حَيَّةٌ، خلقها الله تعالى تَخْتَلِفُ في أَشْكالِها، وَأَنْواعِها وَأَماكِنِ عَيْشِها، وقد جعل الله تعالى لَنا فيها مَنافِع عِدَّة، وَيَنْبَغي لَنا رِعايَتُها وَالرِّفْقُ بِها، حيث حَرَّمَ الإسلام إيذاءَها، وَجَعَلَ للِإِحْسانِ إلِيْها أَجْرًا عَظيمًا.

 

أولاً: أَهَمِّيَّةُ الْحَيْوانِ

أَنْعَمَ اللهُ تَعالى عَلى الْإِنْسانِ بِأَنْ خَلَقَ الْحَيْواناتِ لِما فيها من منافع، مثل:

  • ليَنْتَفِعَ بِلُحومِها وَلَبَنِها، يقول تعالى: ]فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ[.
  • وَليَصْنَعَ مِنْ جُلودِها وَأَصْوافِها وَأَشْعارِها أَنْواعًا مِنَ الْمَلابِسِ وَالْأَثاثِ، يقول تعالى: ]وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ[.
  • وَليَسْتَخْدِمَ بَعْضَها وَسيلَةً لِلنَّقْلِ أَوِ الْحِراسَةِ، يقول تعالى: ]فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ[.
  • ليستخدمها في العلاج كعسل النحل، يقول تعالى: ]يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ[.
  • وَلَهُ فيها مَنافِعُ عَديدَةٌ أُخْرى.

 

ثانياً: مِنْ صُوَرِ الرِّفْقِ بِالْحَيْوانِ

بيّن رَسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار بسبب إيذائها هرة، فقال r: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النّارَ في هِرَّةٍ، رَبَطَتْها فَلَمْ تُطْعِمْها، وَلَمْ تَدَعْها تَأْكُلُ مِنْ خَشاشِ الْأَرْضِ)، لذا أَمَرَنا الْإِسْلامُ بِالْإِحْسانِ إِلى الْحَيْواناتِ وَالتَّعامُلِ مَعَها بِالرَّحْمَةِ؛ وَمِنْ صُوَرِ ذلِكَ:

  • مُعالَجَتُها عِنْدَ مَرَضِها.
  • عَدَمُ إيذائِها، أو إرهاقها.
  • إِنْقاذُها مِنَ الْمَخاطِرِ.

 

ثالثاً: صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

  • أَخْبَرَنا سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ رَجُلٍ كانَ يَمْشي فَأَصابَهُ الْعَطَشُ الشَّديدُ، فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فَوَجَدَ كَلْبًا اشْتَدَّ بِهِ الْعَطَشُ، فَسَقاهُ الرَّجُلُ مِنَ الْبِئْرِ، فَفازَ بِفِعْلِهِ هذا بِرِضا تَعالى وَمَغْفِرَتِهِ.
  • كانَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم في سَفَرٍ، فَرَأَوْا عُصْفورَةً مَعَها فَرْخاها الصَّغيرانِ، فَأَخَذوهُما، فَجاءَتِ الْأُمُّ تُرَفْرِفُ بِجَناحَيْها؛ خَوْفًا عَلَيْهِما، فَلَمّا جاءَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ أَنْ يُعيدوا الْفَرْخَيْنِ لِأُمِّهِما؛ رَحْمَةً بِها كَيْ لا تَحْزَنَ عَلَيْهِما.

 

أَرْبِطُ مَعَ التَّرْبِيَةِ الِاجْتِماعِيَّةِ وَالْوَطَنِيَّةِ

تُعَدُّ الْجَمْعِيَّةُ الْمَلَكِيَّةُ لِحِمايَةِ الطَّبيعَةِ الْجِهَةَ الْمَسْؤولَةَ عَنْ إِنْشاءِ الْمَحْمِيّاتِ الطَّبيعِيَّة في مَناطِقَ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّة الْهاشِمِيَّةِ، مِثْلِ مَحْمِيَّةِ ضانا. وَمِنْ مَهامِّها: رِعايَةُ الْحَيْواناتِ، وَالْمُحافَظَةُ عَلى حَياةِ بَعْضِ الْأَنْواعِ الْمُعَرَّضَةِ لِخَطَرِ الِانْقِراضِ.