الدراسات الاجتماعية فصل أول

الخامس

icon

 

أتخيل نفسي هناك: رافَقْتُ والِدي إِلى عَمَلِهِ. وفي الطَّريقِ شاهَدْتُ مَبْنًى كَبيرًا يَحْمِلُ شِعارَ الْمِيزانِ وَقَدْ كُتِبَ فَوْقَهُ: "وَإِذا حَكَمْتُم بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُموا بِالْعَدْلِ". سَأَلْتُ والِدي عَنْهُ فَأَخْبَرَني أَنَّهُ قَصْرُ الْعَدْلِ الَّذي يَضُمُّ عِدَّةَ مَحاكِمَ يَلْجَأُ إِلَيْها النّاسُ لِحَلِّ خِلافاتِهِم.

تُسْهِمُ الْقَوانينُ في اسْتِقْرارِ الدَّوْلَةِ وَتَعْزيزِ قُوَّتِها، عَنْ طَريقِ تَنْظيمِ سُلوكِ الْأَفْرادِ وَعَلاقَتِهِم بِها، وَضَمانِ تَطْبيقِها عَلى الْمُواطِنينَ مِنْ دونِ تَمْييزٍ، وَذلِكَ عَنْ طَرْيقِ السُّلْطَةِ الْقَضائِيَّةِ.

 

السُّلْطَةُ الْقَضائِيَّةُ: هِيَ السُّلْطَةُ الَّتي تَقْضي بَيْنَ النّاسِ عِنْدَ وُجودِ خِلافاتٍ بَيْنَهُم؛ لِإِعْطاءِ كُلِّ ذي حَقٍّ حَقَّهُ. وَالسُّلْطَةُ الْقَضائِيَّةُ مُسْتَقِلَّةٌ في النِّظامِ السِّياسِيِّ الْأُرْدُنِيِّ؛ إِذْ تَتَوَلّاها الْمَحاكِمُ عَلى اخْتِلافِ أَنْواعِها وَدَرَجاتِها، وَتُصْدِرُ الْأَحْكامَ وَفْقًا لِلْقَوانينِ الْمَعْمولِ بِها في الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ.

أَرْكانُ الْقَضاءِ:

يَلَجْأُ الْأَفْرادُ والمؤسسات إِلى الْقَضاءِ لِلْحُكْمِ في الْخِلافاتِ الَّتي تَحْدُثُ بَيْنَهُم، وَعِنْدَ دِراسَةِ تَفاصيلِ الْقَضِيَّةِ لا بُدَّ مِنْ تَوافُرِ الْأَرْكانِ الْآتِيَةِ:

وَيَحِقُّ لِلْمُدَّعي وَالْمُدَّعى عَلَيْهِ، تَوْكيلُ مُحامٍ لِلدِّفاعِ عَنْهُ أَمامَ الْقاضي.

مَهامُّ السُّلْطَةِ الْقَضائِيَّةِ:

  1. ضَمانُ الْحُقوقِ وَالْحُرِّيّاتِ.
  2. الْفَصْلُ في الْمُنازَعاتِ بَيْنَ الْمُواطِنينَ؛ لِتَحْقيقِ الْاسْتِقْرارِ وَالتَّوازُنِ داخِلَ الْمُجْتَمَعِ.
  3. إِصْدارُ الْأَحْكامِ في الْمُنازَعاتِ الْمَعْروضَةِ أَمامَها.
  4. إِقامَةُ الْعَدْلِ بَيْنَ الْمُواطِنينَ.
  5. إِرْساءُ قِيَمِ النَّزاهَةِ وَالْمُساواةِ وَتَكافُؤِ الْفُرَصِ.

 

الْمَحاكِمُ في الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ الْهاشِمِيَّةِ:

يَقومُ النِّظامُ الْقَضائِيُّ في الْأُرْدُنِّ عَلى اسْتِقْلالِيَّةِ الْقَضاءِ وَالْمُساواةِ أَمامَ الْقَضاءِ، وَالْمَحاكِمُ هِيَ الْجِهاتُ الَّتي تَتَوَلّى مَهامَّ السُّلْطَةِ الْقَضائِيَّةِ. وَتُقْسَمُ إِلى مَحاكِمَ نِظامِيَّةٍ وَدينِيَّةٍ وَإِدارِيَّةٍ وَخاصَّةٍ، بِالْإِضافَةِ إِلى الْمَحْكَمَةِ الدُّسْتورِيَّةِ، وَتَعْمَلُ الْمَحاكِمُ عَلى الْفَصْلِ في الْمُنازَعاتِ بَيْنَ الْأَفْرادِ وَالْمُؤَسَّساتِ الرَّسْمِيَّةِ وَغَيْرِ الرَّسْمِيَّةِ، وَيَتَوَلّى الْإِشْرافُ عَلَيْها الْمَجْلِسُ الْقَضائِيُّ الْأُرْدُنِيُّ.

الْمَجْلِسُ الْقَضائِيُّ: هُوَ قِمَّةُ هَرَمِ السُّلْطَةُ الْقَضائِيَّةُ في الْمَمْلَكَةِ، وَهُوَ يُشْرِفُ عَلى الْقُضاةِ النِّظامِيِّينَ جَميعِهِم فيها، وَيَهْتَمُّ بِتَطْويرِ الْجِهازِ الْقَضائِيِّ، وَتَقْديمِ الْاقْتِراحاتِ التَّشْريعِيَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْقَضاءِ وَالنِّيابَةِ الْعامَّةِ وَإِجْراءاتِ التَّقاضي، وَتُمَثِّلُ وِزارَةُ الْعَدْلِ الْجِهازَ التَّنْفيذِيَّ لِلنِّظامِ الْقَضائِيِّ الْأُرْدُنِيِّ.

السَّبَبُ وَالنَّتيجَةُ:

السَّبَبُ: الْفَصْلِ في الْمُنازَعاتِ بَيْنَ الْأَفْرادِ وَالْمُؤَسَّساتِ الرَّسْمِيَّةِ وَغَيْرِ الرَّسْمِيَّةِ  

النَّتيجَةُ: تَعَدُّدُ أَنْواعِ الْمَحاكِمِ.

 

 

 

 

 

 

الْمَحْكَمَةُ الدُّسْتورِيَّةُ: هَيْئَةٌ قَضائِيَّةٌ مُسْتَقِلَّةٌ أُنْشِئَتْ في عامِ 2012م، وَتَخْتَصُّ بِما يَأْتي:

  • الرَّقابَةُ عَلى دُسْتورِيَّةِ الْقَوانينِ وَالْأَنْظِمَةِ النّافِذَةِ.
  • تَفْسيرُ نُصوصِ الدُّسْتورِ.

تُدارُ الدَّوْلَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ عَنْ طَريقِ الْمُؤَسَّساتِ الدُّسْتورِيَّةِ، وَهِيَ: التَّشْريعِيَّةُ وَالتَّنْفيذِيَّةُ وَالْقَضائِيَّةُ، وَتَعْمَلُ عَلى تَقْديمِ الْخِدْماتِ لِلْمُواطِنينَ عَبْرَ التَّكامُلِ وَالتَّعاوُنِ بَيْنَ الْمُؤَسَّساتِ الدُّسْتورِيَّةِ الَّتي حَدَّدَ الدُّسْتورُ الْأُرْدُنِيُّ صَلاحِيّاتِها وَمَهامَّها، ضِمْنَ مَبْدَأِ الْفَصْلِ بَيْنَ السُّلُطاتِ.