القضايا الأدبية فصل ثاني

التوجيهي أدبي

icon

فنٌ نثريٌ أدبي يتناول حياة شخصية إنسانية ذات تميّز وافتراق، تُعتمد فيها الروح القصصيّة؛ ولكنها قصصية غير حرّة؛ فهي مرتبطة بالتاريخ الحقيقي لصاحب الشخصية.

1- نوعا السيرة:

أ- السيرة الذاتية: يحكي فيها الكاتب عن حياته -أو جزء منها- وغالبًا ما يقدِّم الكاتب ميثاقًا لسيرته الذاتية يَعِدُ فيه القارئ أن يقول الحقيقة عمّا عاشه فعلا. 

ب- السيرة الغيرية: يكتب فيها المؤلف عن شخصية ما، وهو في هذه الحالة يتحدث عن الشخصية في بيئتها وزمانها، معتمدا على النقل والذاكرة أو المشاهدة، مع توخي الدقة والموضوعية والحياد في نقل الأحداث والوقائع.

 

2- مراحل ظهور السيرة في الأدب العربي: مرّت كتابة السيرة بمرحلتين:

أ - المرحلة التاريخية: وقد ركّزت على الجانب التاريخي.

ب- المرحلة الأدبية: وهي ذات طابع أدبي، ظهرت في القرن الخامس الهجري.

3- شروط كتابة السيرة (الذاتية والغيرية):

لا بُدَّ من توافر شروط في السيرة وفي كاتبها حتى تكون سيرة ناجحة منها:

أ - في السيرة

١. التّركيز على حياة الشخص صاحب السيرة دون التّوسع في الحديث عن حياة من لهم صلة به من الأشخاص.

٢. الموضوعية في تناول شخصية صاحبها، والابتعاد عن العاطفة الزائدة التي يمكن أن تحرّف السيرة عن وضعها الطبيعي.

٣. توظيف الخيال من غير إغراق فيه؛ لأن طغيان الخيال يخرج السيرة عن نطاقها.

٤. مراعاة النمو والتطور في سلوك الشخصية بما يتناسب والتقدّم في سنه وغنى خبراته.

٥. استخدام الأسلوب المعبّر الشّائق القادر على جذب انتباه القارئ.

٦. يمكن أن يستطرد الكاتب ويسهب ويطوّل في وصف شخصية صاحب السيرة.

ب- في كاتبها

١. أن يكون لدى الكاتب القدرة على اختيار المعلومات التي تستحق التسجيل في السيرة، وهذه القدرة تتطلب ذوقًا أدبيّا رفيعًا ودقة ملاحظة، وقدرة على المقارنة والموازنة.

٢. أن يتوخّى الكاتب الحقيقة والصدق والدقة والموضوعية. فهو أديب فنّان كالشاعر والقاص في طريقة العرض، ولكنّه لا يخلق الشخصيات من خياله، بل يرسمها بصورة بارعة معتمدا على الواقع وما توافر لديه من معلومات.

٣. أن يتمتع بسعة الثقافة وكثرة الاطّلاع على ما يحيط بعصر صاحب السيرة.