الفكْرة الرئَّيسة
- السَّيِّدَةِ فاطِمَةَ الْأَزْدِيَّةِ رحمها الله هِيَ والِدةُ الْإِمامِ الشّافعِيِّ رحمه الله، تَمَيَّزَتْ باِلْحِكْمَةِ وَحُبِّ الْعِلْمِ؛ لِذا حَرَصَتْ عَلى أَنْ يَتَلَقّى ابْنُها الْعِلْمَ حَتّى أَصْبَحَ مِنْ أَشْهَرِ عُلَماءِ الْأُمَّةِ.
- الإِمام محُمَدَّ بنْ إدِرْيس الشاّفعِيِ ابنْ السيَّدِّةَ فاطِمَةَ الْأَزْدِيَّةِ رحمها الله، ولقب باِلشاّفعِيِ نسِبْةَ إلِى جدَهِّ شافعِ القرشيِّ.
- ويعَدّ الإِمام الشاّفعِيِ أحَد الأئمّة الفْقُهَاء الأرْبعَة.
أستنير
- اسمها السَّيِّدَةُ فاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ الْأَزْدِيَّةِ رحمها الله.
- هي أُمُّ الْإِمامِ الشّافِعِيِّ رحمه الله.
- تُوُفِّيَ زَوْجُها إِدْريسُ بَعْدَ عامَيْنِ مِنْ وِلادَةِ ابْنِها مُحَمَّدٍ، وَهِيَ شابَّةٌ صَغيرَةٌ.
- اعْتَنَتْ بِوَلَدِها وَربَّتْهُ تَرْبِيَةً صالِحَةً، فَانْتَقَلَتْ بِهِ مِنْ غَزَّةَ - مَكانِ وِلادَتِهِ - إِلى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ؛ لِيَكونَ بِجِوارِ أَقارِبِهِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَيَحْظى بِرِعايَتِهِمْ وَاهْتِمامِهِمْ.
- وأَرْسَلَتْهُ والِدَتُهُ مُنْذُ صِغَرِهِ إِلى حَلَقاتِ الْعِلْمِ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، فَحَفِظَ الْقُرْآنَ الْكَريمَ وَعُمْرُهُ سَبْعُ سَنَواتٍ.
- وَلِأَنَّها لَمْ تَكُنْ تَمْلِكُ مالًا لِتُعْطِيَهُ لِمُعَلِّمِهِ مُقابِلَ تَدْريسِهِ، اتَّفَقَتْ مَعَ الْمُعَلِّمِ عَلى أَنْ يُساعِدَهُ الْإِمامُ الشّافِعِيُّ رحمه الله في وَقْتِ راحَتِهِ مُقابِلَ تَعْليمِهِ.
- وأَيْضًا عَرَضَتْ مَنْزِلَها لِلْبَيْعِ؛ حَتّى تَتَمَكَّنَ مِنَ الْإِنْفاقِ عَلى وَلَدِها مِنْ أَجْلِ طَلَبِهِ الْعِلْمَ، وَلِذلِكَ حَرَصَ الْإِمامُ الشّافِعِيُّ رحمه الله عَلى طَلَبِ الْعِلمِ لِيُرْضِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحقيقًا لِرَغْبَةِ والِدَتِهِ.
- كل هذا يَدُلُّ عَلى تَمَيُّزِها بِالْعَقْلِ وَالْحِكْمَةِ وَقُوَّةِ الْإِرادَةِ وَالتَّضْحِيَةِ في سَبيلِ تَحْقيقِ أَهْدافِها.
- وَمِنَ الْمَواقِفِ الدّالَّةِ عَلى ذَكائِها رحمها الله أَنَّها طُلِبَتْ لِأَداءِ الشَّهادَةِ مَعَ امْرَأَةٍ أُخْرى عِنْدَ أَحَدِ الْقُضاةِ، فَأَمَرَ الْقاضي أَنْ يَسْتَمِعَ لِلشّاهِدَتَيْنِ مُتَفَرِّقَتَيْنِ، فَقالَتِ السَّيِّدَةُ فاطِمَةُ رحمها الله: لَيْسَ لَكَ ذلِكَ؛ لِأَنَّ اللهَ تَعالى قالَ: ﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى﴾، فَسَكَتَ الْقاضي، وَهذا يَدُلُّ أَيْضًا عَلى قُوَّةِ شَخْصِيَّتِها، وَعِلْمِها، وَشَجاعَتِها في قَوْلِ الْحَقِّ.
أسَتزَيدُ
- مِنَ النِّساءِ اللَّواتي كانَ لَهُنَّ دَوْرٌ في بِناءِ الْمُجْتَمَعاتِ صَفِيَّةُ بِنْتُ مَيْمونَةَ رحمها الله أُمُّ الْإِمامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رحمه الله، الَّذي تُوُفِّيَ والدُهُ وَهُوَ في سِنِّ ثَلاثَةِ أَعْوامٍ، فَتَكَفَّلَتْ أُمُّهُ بتَرْبيِتهِ وَرِعايَتهِ حَتّى حَفِظَ الْقُرْآنَ الْكَريمَ وَعُمْرُهُ عَشْرُ سَنَواتٍ، ثُمَّ شَجَّعَتْهُ عَلى طَلَبِ الْعِلْمِ حَتّى صارَ مِنْ كِبارِ الْأَئِمَّةِ وَالْعُلَماءِ. وَقَدْ كانَ تِلْميذًا لِلْإِمامِ الشّافِعِيِّ رحمه الله.
أَرْبِطُ مَعَ التَّرْبيَةِ الِاجْتمِاعِيَّةِ وَالْوَطَنيّةِ
ارْتَحَلَتِ السَّيِّدَةُ فاطِمَةُ الْأَزْدِيَّةُ رحمها الله وَابْنُها مِنْ غَزَّةَ الَّتي تقَعُ في فلَسْطينَ، إلِى مَكَّةَ المُكَرَّمَة التَّي تقَعُ في المَمْلَكَة الْعَرَبِيَّةِ السُّعودِيَّةِ لِمَسافَةٍ أَكْثَرَ مِنْ 1200 كم.