- كان النبي ﷺ يُحدّث أصحابه رضي الله عنهم بما ينفعهم ويرشدهم إلى ما فيه صلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، فهو المبعوثُ رحمةً للعالمين.
- وقد جاءت السُّنةُ النبويَّة مبيّنةُ للقرآنِ الكريم، قال الله تعالى: "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ".
تعريفُ السُّنَّةِ النَّبويةِ
هي كلُّ ما ورد عن النَّبيّ ﷺ من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صِفةٍ خُلُقيَّةٍ.
أقسام السُّنَّةِ النَّبويَّةِ
1- السنة القَوليَّةٌ
- كانَ نبيُّنا محمَّدٌ ﷺ يتحدَّثُ إلى صحابتهِ الكرام، ويُعَلّمُهُمُ الخيرَ، ومن ذلك قولُ النَّبيّ ﷺ: "من قرأ حرفًا من كتابِ الله فله به حسنةٌ، والحسنَةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ ألم حَرْفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ".
2- السنة الفِعليَّةٌ
- كان نَبيُّنا محمَّدٌ ﷺ يؤدّي العباداتِ أمامَ الصَّحابةِ الكرام لِيُعَلّمهُم أمورَ دينهم:
- فيؤدي الصلاةَ، ويقولُ لهم: "صَلُّوا كما رَأيتُموني أُصلّي". (فكان بذلك يجمع بين السنة القولية والفعلية)
- ويؤدي مناسك الحجّ أمامهم، ويقولُ: "لِتَأخُذُوا مناسكَكُمْ...". (فكان بذلك يجمع بين السنة القولية والفعلية)
3- السنة التَقريريَّةٌ
- كان الصَّحابةُ الكرامُ يؤدُّونَ بعض الأعمالِ، فيُخبرونهُ، فإذا كانت صحيحةً أقرَّهم عليها، وإذا كانت غيرَ صحيحةٍ لا يُقرُّهم عليها.
- كقِصَّةِ الصَّحابةِ الذين نزلوا أرضًا فيها رجُلٌ ملدوغٌ، فقَرأ أحدُهم عليه الفاتحة فَبَرَأَ، فَلَمَّا عادوا إلى المدينةِ المُنَوَّرةِ أخبروا نبيَّنا محمَّدًا ﷺ بما جَرى معهم، فقال لمن قرأ: وما يُدريكَ أنَّها رُقيةٌ؟ ثُمَّ قال ﷺ لهم: "قد أصبتُمْ".
4- الصّفَةُ الخُلُقيَّةُ
- مدحَ اللهُ تعالى أخلاقَ نبيّنا محمَّدٍ ﷺ، فقال: "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ".
- ونَقَلَ لنا الصَّحابةُ رضي الله عنهم أخلاقَ نبيّنا محمَّدٍ ﷺ لِنَقتدي به.
- فعن عبد الله بن عبَّاسٍ قال: "كان رسولُ اللهِ ﷺ أجوَدَ النَّاسِ بالخَيرِ...".
- وعن أنسِ بن مالكٍ قال: "كانَ النَّبيُّ ﷺ أحسَنَ النَّاسِ وأَشجَعَ النَّاسِ...".
خصائصُ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ الشَّريفَةِ
1- خصائصُ القرآنِ الكريمِ
- القرآنُ الكريمُ بِلَفظِهِ ومعناهُ وحيٌ من اللهِ تعالى.
- قِراءَةُ القرآنِ الكريم عبادَةُ يُثابُ عليها المُسلِمُ، ولا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلا بقراءَةِ القرآنِ الكريمِ.
- القرآنُ الكريمُ جَميعُهُ منقولٌ بالتَّواتُرِ.
2- خَصائِصُ السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ
- السُّنَّةُ النَّبويَّةُ لفظُها من نَبيّنا محمَّدٍ ﷺ، ومعناها وَحيٌ من الله تعالى، قال الله تعالى: "وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى".
- السُّنَّةُ النَّبويَّةُ لا يُتَعبَّدُ بِقِراءَتِها، ولا تصحُّ الصَّلاةُ بها، وإنَّما يُتَعَبَّدُ بفَهمِها والعملِ بها.
- السُّنَّةُ النَّبويَّةُ الشَّريفَةُ منها ما هو منقول بالتواتِرُ، ومنها غَيْرُ المُتَواتِرِ.
سَنَدُ الحَديثِ النَّبَويّ الشَّريفِ ومَتْنُهُ
- للحديثِ النَّبَويّ الشَّريفِ سَنَدٌ ومَتْنٌ:
- السَّنَدُ: هو مجموعَةُ الرُّواةِ الذين تتابَعوا على نَقْلِ حديثِ النَّبيّ ﷺ.
- المَتْنُ: هو نَصُّ حديثِ النَّبيّ ﷺ؛ قَولًا، أو فِعلًا، أو تَقريرًا.