التربية الإسلامية فصل ثاني

السابع

icon

الفكرةُ الرئيسةُ                

مارسَتِ النِّساءُ في صدرِ الإسلامِ كثيرًا منَ الأعمالِ الضروريّةِ في المجتمعِ، وكانَتْ رُفَيْدَةُ الأسلميّةُ رضي الله عنها  منْ هؤلاءِ النِّسوةِ اللواتي شاركْنَ في بناءِ المجتمعِ.

ورُفَيْدَةُ الأسلميّةُ رضي الله عنها صحابيّةٌ جليلةٌ، مارسَتِ التّمريضَ والتّطبيبَ ومعالجةَ المصابين، حيثُ كانَتْ مثالًا للعملِ التّطوُّعيِّ، وفعلِ الخير للنّاسِ.

عُرِفَ أوّلُ مركزٍ طبّيٍّ في الإسلام في عهِد النبِّي ،صلى الله عليه و سلم  حين أمرَ بإقامتِهِ في أثناءِ غزوةِ الخندقِ على هيئِة خيمةٍ في المسجِد النبويِّ؛ لعلاج الجرحى والمصابين، عُرِفَتْ بخيمةِ رُفَيْدَةَ الأسلميّةِ.

 

 

 

 

 

 

 

أولا: البِطاقةُ الشَّخصيّةُ

اسمُها ونسبُها: رُفَيْدَةُ بنتُ سعدٍ الأسلميّةُ منْ قبيلةِ بني أسلمَ.

صِفاتُها: حبُّ العملِ التّطوعيِّ، والشّجاعةُ.

مِهنتُها: التّمريضُ، والتّطبيبُ.

منْ مهاراتِها: إجادةُ القراءةِ والكتابةِ.

 

ثانيًا: نشأتُا وإسلامُها

وُلِدَتِ الصّحابيّةُ الجليلةُ رُفَيْدَةُ الأسلميّةُ رضي الله عنها  في المدينةِ المنوّرةِ، وعاشَتْ فيها حتّى هاجرَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم  والصحابةُ إلى المدينةِ المنوّرةِ، فأسلمَتْ.

 

ثالثًا: ريادتُها العملَ التطوّعيَّ

عُرِفَتْ رُفَيْدَةُ الأسلميّةُ رضي الله عنها رائدةً للعملِ التّطوّعيِّ؛ بعملِها في التمريضِ في أوقاتِ الحربِ والسِّلْمِ، فقدْ شاركَتْ في أكثرَ منْ معركةٍ ، منْها يومُ الخندقِ ويومُ خيبرَ، وكانَتْ تُسعِفُ الجرحى، كما أَقامَتْ خيمةً في المسجدِ النبويِّ، حيثُ كانَتْ أشبهَ بالمركزِ الصّحيِّ في عصرِنا الحاليِّ، ولمّا أُصيبَ سعدُ بنُ معاذٍ رضي الله عنه في يومِ الخندقِ، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم "اجعلوهُ في خيمةِ رُفَيْدَةَ حتّى أعودَهُ منْ قريبٍ" [سيرةُ ابنِ هشامٍ]، (أعودَهُ: أزورَهُ). وقدْ كانَتْ رُفَيْدَةُ الأسلميّةُ رضي الله عنها  تعالجُ مرضاها وجرحاها دونَ أنْ تتقاضى أجرًا على ذلكَ، حتّى إنَّ الدواءَ الذي استخدمَتْهُ كانَ منْ مالِها الخاصِّ، وقدْ دَرَّبَتْ رضي الله عنها بعضَ الصحابيّاتِ على الأمورِ الطبّيّةِ، ومنهُنَّ أُمُّ المؤمنينَ السَّيِّدةُ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ رضي الله عنهما.

 

أتعلم

عنِ الرُّبَيِّعِ بنتِ مُعوِّذٍ رضي الله عنها  قالَتْ: "كُنّا نَغْزو معَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَسْقي القَوْمَ، ونَخْدمُهُمْ، وَنَرُدُّ الْجَرحى والقَتْلى إلى المَدينَةِ" [رواهُ البخاريُّ]. نجدُ في الحديثِ إشارةً إلى وجودِ نساءٍ أُخرياتٍ كُنَّ يقُمْنَ بالتّمريضِ مثلَ نُسَيْبَةَ المازنيّةِ .رضي الله عنها.

التّطوُّعُ: الجُهدُ الذي نبذلُهُ، ونقدّمُهُ برغبتِنا للناسِ دونَ مقابلٍ.

 

أستزيد

أُطلِقَ اسمُ رُفَيْدَةَ الأسلميّةِ رضي الله عنها  على صرحٍ طبّيٍّ في بلدي الأردنِّ اسمُهُ: (كليّةُ رُفَيْدَةَ الأسلميّةِ للتّمريضِ والقِبالةِ والمِهنِ الطّبيّةِ) التي أُسِّسَتْ عامَ (1991م) في مدينةِ الرُّصَيفةِ التّابعةِ لمحافظةِ الزّرقاءِ.

كلية رفيدة

 

أربط مع التربية المهنية:

تُعرَّفُ الإسعافاتُ الأوليّةُ بأنّها المُساعدةُ المبدئيّةُ التي تُقَدَّمُ في حالِ تعرُّضِ أَحدٍ ما لمرضٍ أوْ حادثٍ مُفاجئٍ؛ منْ أَجلِ المحافظةِ على حياةِ الشَّخصِ، ومنعِ حدوثِ أيِّ مُضاعفاتٍ، إلى أنْ يصلَ الفريقُ الطّبّيُّ المُتخصّصُ.

 

أربط مع الفقه:

استنبطَ الفقهاءُ منْ مداواةِ رُفَيْدَةَ الأسلميّةِ رضي الله عنها المرضى والجرحى فائدةً فقهيّةً، وهيَ جوازُ تطبيبِ المرأةِ الرِّجالَ عندَ الحاجةِ، وجوازُ استخدامِ المسجدِ مكانًا للمعالجِة الطبّيّةِ .