الدراسات الإسلامية فصل أول

التوجيهي أدبي

icon

التعريف بالصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، وأمه هند بنت عتبة رضي الله عنها.

ويلتقي نسبه برسول الله ﷺ في الجد الخامس (عبد مناف).

ولد قبل البعثة بخمس سنوات.

وأعلن إسلامه مع أبيه وأخيه يزيد رضي الله عنهم يوم فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.

فضل معاوية رضي الله عنه .

كان للصحابي الجليل معاوية رضي الله عنه ، فضائل كثيرة منها:

 1 - أنّه أحد كتبة الوحي لرسول اللهﷺ .

2-رواية الحديث عن رسول الله ﷺ، فقد روى أحاديث عدة عن رسول الله ﷺ.

3-  دعاء النبي ﷺ له، فقال ﷺ: "اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به ".

4 - تبشيره بالمغفرة والرحمة، قال رسول الله ﷺ: "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا" ، (أي استحقوا المغفرة).، وكان جيش معاوية رضي الله عنه أول من غزا البحر.

 دور معاوية له في خدمة الإسلام

كان لمعاوية رضي الله عنه أدوار في خدمة الإسلام ومن ذلك:

1 - عصر النبي ﷺ ، وعهد الخلفاء الراشدين

 شهد معاوية رضي الله عنه مع النبي ﷺ غزوة حنين، وشارك في غزوة تبوك.

وشهد حرب المرتدين مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،.

 وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهد اليرموك، وفتح دمشق، وفتح بيت المقدس، وكان قائد فتح شمال فلسطين، وقد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأردن، وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان، ولاه دمشق وما يتبع لها من بلدان.

  عثمان بن عفان رضي الله عنه  ولاه الشام كلها.

2-  خلافته رضي الله عنه

بويع معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين في عام (41) للهجرة، وسمي هذا العام بعام الجماعة، وهو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لمعاوية حفاظاً على وحدة المسلمين،.

وقد استمرت خلافة معاوية رضي الله عنه تسع عشرة سنة، وقد قام بمنجزات كثيرة، منها ما يأتي:

1- نشر الإسلام باتجاه بلاد الروم (تركيا) حاليا، وبلاد السند وتشمل (باكستان وأجزاء من شمال غرب الهند)، وشمال أفريقيا.

2- الاهتمام بالأسطول البحري، وذلك بناء مراكز الصناعة السفن الحربية على سواحل بلاد الشام ومصر، حماية لبلاد المسلمين من أي تهديد بحري.

3- تطوير الدواوين المركزية مثل: ديوان الجند والخراج التي أنشئت في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، واستحداث دواوين مركزية مثل ديوان الرسائل، وديوان البريد، وديوان الخاتم.

مواقف ذات عبرة من سيرة معاوية رضي الله عنه

اتصف معاوية رضي الله عنه بصفات حميدة منها، الحلم وسعة الصدر، والفطنة والذكاء، وخشية الله تعالى، وكان عالما فقيها، وفيما يلي بيان ذلك:

1 - الحكمة والذكاء

كان معاوية رضي الله عنه غاية في الذكاء والفطنة، وكانت العرب تضرب به المثل، ومن ذلك العبارة المشهورة (شعرة معاوية) التي تدل على حكمته في كسب الآخرين وحسن التصرف معهم.

٢ - الحلم والعفو

 اشتهر معاوية رضي الله عنه بالحلم والعفو، ومن أمثلة ذلك: روى أن رجلا قال له: يا معاوية رضي الله عنه لتستقيمن أو لأقومنك، فقال معاوية رضي الله عنه: كيف تقومني؟ فقال الرجل: بالخشب، فقال معاوية  رضي الله عنه: إذن أستقيم..... فلم يعنف معاوية رضي الله عنه الرجل رغم قسوة رده.

3- خشية الله تعالى

 ذكر في مجلسه أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة: " .................. الحديث"، وعندما سمع معاوية رضي الله عنه ذلك، قال: " قد فعل بهؤلاء هذا فكيف يفعل بغيرهم من الناس؟" ثم بكى بكاء شديدا حتى ظن من حوله أنه هالك، ثم أفاق ومسح عن وجهه، وقال: "صدق الله ورسوله.

وفاته 

 لما حضرت الوفاة معاوية رضي الله عنه ، وضع خده على الأرض، ثم أخذ يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }، اللهم اجعلني ممن تشاء أن تغفر له. وتوفي في دمشق سنة ( 60هـ)، رحمه الله تعالى.