أتخيّلُ نفسي هناكَ: أعملُ في مجالِ التصويرِ الجوّيِّ، وأستخدمُ المُسيَّراتِ الّتي تحملُ آلاتِ تصويرٍ (كاميراتٍ) لالتقاطِ الصورِ منَ الجوِّ والتحكُّمِ بها عنْ بُعدٍ عنْ طريقِ أجهزةِ التحكُّمِ الأرضيةِ؛ بهدفِ تصويرِ المناطقِ السياحيةِ في الأردنِّ وعرضِها على مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ.
تُعَدُّ الصورُ الجوّيّةُ والمرئياتُ الفضائيةُ منْ أهمِّ الأدواتِ والتقنياتِ الجغرافيةِ الحديثةِ، إذْ تقدّمُ كمًّا هائلًا منَ المعلوماتِ الدقيقةِ والشاملةِ عنْ سطحِ الأرضِ وما عليها.
أوّلًا: الصورُ الجوّيّةُ: هيَ صورٌ تُلتقَطُ بواسطةِ آلاتِ تصويرٍ (كاميراتٍ) خاصّةٍ محمولةٍ على طائراتٍ، وتغطّي مساحاتٍ كبيرةً منَ الأرضِ؛ ليسهلَ عنْ طريقِها تعرُّفُ المظاهرِ الأرضيةِ. وتتميّزُ بالدقّةِ، ويمكنُ الاعتمادُ عليها في إنتاجِ الخرائطِ في وقتٍ أقلَّ منَ استخدامِ القياساتِ الميدانيةِ وبتكلفةٍ أقلَّ. ويمكنُ عنْ طريقِ الصورِ الجوّيّةِ متابعةُ التغيُّراتِ على المظاهرِ الجغرافيةِ عبرَ الزمنِ.
توضّحُ الصورُ المُلتقَطةُ بالأشعةِ تحتَ الحمراءِ بعضَ المعالمِ والخصائصِ الأرضيةِ الّتي لا يمكنُ رؤيتُها بالعينِ المُجرَّدةِ، وتُتيحُ تصويرَ المناطقِ الّتي يصعبُ الوصولُ إليها.
- أستخلصُ سماتِ الصورِ الجوّيّةِ.
تتميّزُ بالدقّةِ، ويمكنُ الاعتمادُ عليها في إنتاجِ الخرائطِ في وقتٍ أقلَّ منَ استخدامِ القياساتِ الميدانيةِ وبتكلفةٍ أقلَّ.
أنواعُ الصورِ الجوّيّةِ:
تُصنَّفُ الصورُ الجوّيّةُ إلى عدّةِ أنواعٍ بناءً على:
- زاويةِ التصويرِ (درجةِ المَيلِ).
- ارتفاعِ الطيرانِ.
- أبعادِ الصورةِ.
- مقياسِ رسمِ الصورِ.
ويُعَدُّ التصويرُ حسبَ زاوية التصوير (درجة الميل ) الأكثرَ أهميةً.
تُقسَمُ الصورُ الجوّيّةُ حسبَ زاويةِ التصويرِ (درجةِ المَيلِ) إلى نوعَينِ، هما:
- الصورُ الجوّيّةُ الرأسيةُ: يكونُ محورُ آلةِ التصويرِ (الكاميرا) في وضعٍ رأسيٍّ (عموديٍّ) معَ سطحِ الأرضِ، وتُعَدُّ الصورَ المُلتقَطةَ الأنسبَ والأكثرَ دقّةً في إنتاجِ الخرائطِ؛ لأنَّ الخصائصَ الهندسيةَ للصورةِ تكونُ متساويةً، فإذا تخيّلْنا عددًا منَ المربّعاتِ المتساويةِ على سطحِ الأرضِ فإنَّها ستظهرُ مربّعاتٍ متساويةً على الصورةِ الرأسيةِ.

- الصورُ الجوّيّةُ المائلةُ: يميلُ محورُ آلةِ التصويرِ (الكاميرا) بدرجةٍ كبيرةٍ عنِ الوضعِ الرأسيِّ بحيثُ يظهرُ الأُفُقُ في الصورةِ. ومنْ سماتِ هذِهِ الصورِ أنَّها تغطّي مساحاتٍ أكبرَ منْ سطحِ الأرضِ.

تفسيرُ الصورِ الجوّيّةِ: علمُ استخلاصِ المعلوماتِ والخصائصِ النوعيةِ للمعالمِ الجغرافيةِ على سطحِ الأرضِ منَ الصورِ الجوّيّةِ، وهوَ علمٌ مبنيٌّ على أُسُسٍ علميةٍ عنْ طريقِ برامجَ حاسوبيةٍ متخصّصةٍ.
ثانيًا: الصورُ الفضائيةُ
الصورُ الفضائيةُ (المرئياتُ الفضائيةُ) هيَ صورٌ تُلتقَطُ منَ الفضاءِ بواسطةِ مُستشعِراتٍ أوْ آلاتِ تصويرٍ (كاميراتٍ) محمولةٍ على الأقمارِ الصناعيةِ الّتي تدورُ في مداراتٍ مختلفةٍ تتراوحُ بينَ المنخفضِ والمتوسطِ والمدارِ الجغرافيِّ الثابتِ (المُتزامِنِ معَ دورانِ الأرضِ). وتستخدمُ الأقمارُ الصناعيةُ أنواعًا متعدّدةً منَ المُستشعِراتِ، منها:
- المُستشعِراتُ الضوئيةُ المرئيةُ: وتعتمدُ على انعكاسِ الضوءِ الساقطِ على الهدفِ المرادِ تصويرُهُ، وتظهرُ هذِهِ الصورُ بالألوانِ الحقيقيةِ.
- مُستشعِراتُ الأشعةِ تحتَ الحمراءِ: وتعتمدُ على استشعارِ اختلافِ الحرارةِ بينَ الهدفِ والمنطقةِ المحيطةِ، وتمتازُ بإمكانيةِ التصويرِ الليليِّ.
- الرادارُ: ويستخدمُ الموجاتِ الكهرمغناطيسيةَ.
- الليدرُ: ويستخدمُ الليزرَ لقياسِ المسافاتِ وإنشاءِ نماذجَ ثلاثيةِ الأبعادِ.
آليةُ التقاطِ المرئياتِ الفضائيةِ:
تسجّلُ المُستشعِراتُ المحمولةُ على الأقمارِ الصناعيةِ الأشعةَ المُرتدَّةَ عنْ سطحِ الأرضِ، إذْ تعتمدُ خلالَ النهارِ على الأشعةِ الشمسيةِ المُنعكِسةِ عنْ سطحِ الأرضِ، وخلالَ الليلِ على الأشعةِ الّتي تُرسِلُها أجهزةُ الاستشعارِ في الأقمارِ الصناعيةِ نحوَ الظاهرةِ لتسجّلَ الأشعةَ المُرتدَّةَ عنها، ثُمَّ تُرسَلُ البياناتُ إلى المحطاتِ الأرضيةِ الّتي تعالجُها وتُحوّلُها إلى مرئياتٍ فضائيةٍ، ومنْ ثمَّ يُستفادُ منَ المعلوماتِ المتعلّقةِ بالظاهرةِ، وتُستخرَجُ منَ المرئيةِ الفضائيةِ؛ للكشفِ عنْ معلوماتٍ جديدةٍ تُسهمُ في دراسةِ الظاهرةِ.
الاستشعارُ عنْ بُعدٍ: علمٌ يتمُّ بواسطتِهِ الحصولُ على بياناتٍ ومعلوماتٍ عنْ سطحِ الأرضِ والمُسطَّحاتِ المائيةِ منْ دونِ الاتصالِ المباشرِ بينَ جهازِ الالتقاطِ والظاهرةِ.

فوائدُ الصورِ الجوّيّةِ والمرئياتِ الفضائيةِ:
للصورِ الجوّيّةِ والمرئياتِ الفضائيةِ فوائدُ عديدةٌ، منها:
- رصدُ الأخطارِ الطبيعيةِ وتتبُّعُها، مثلُ: الأعاصيرِ، والبراكينِ، وحرائقِ الغاباتِ؛ لتقليلِ الخسائرِ البشريةِ والماديةِ.
- مراقبةُ التلوُّثِ على سطحِ الأرضِ أوْ في البحارِ والمحيطاتِ.
- تصنيفُ أنواعِ الطبقاتِ الجيولوجيةِ وإعدادُ الخرائطِ لها.
- حصرُ مناطقِ المحاصيلِ الزراعيةِ المختلفةِ، وتحديدُ أنواعِ الأمراضِ الّتي قدْ تصيبُها.
- دراسةُ المُناخِ والطقسِ، وتزويدُ أهلِ الاختصاصِ بالبياناتِ المُناخيةِ.
- إعدادُ خرائطِ استخداماتِ الأرضِ، ومتابعةُ مشاريعِ التوسُّعِ العمرانيِّ.
- التخطيطُ للمشاريعِ، مثلِ: شبكاتِ الطُّرُقِ، والجسورِ، والأنفاقِ، والسككِ الحديديةِ، ومراقبةِ الحركةِ المروريةِ.
- التطبيقاتُ العسكريةُ.

مرئية فضائية توضح عاصفة رملية في منطقة البحر المتوسط