التربية الإسلامية فصل ثاني

السادس

icon

الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ

نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ رضي الله عنها صَحابِيَّةٌ جَلِيلَةٌ، مِنْ أَوائِلِ مَنْ أَسْلَمَ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.

 

إِضاءَةٌ

الصَّحابَةُ: لَفْظٌ يَشْمَلُ الذُّكورَ وَالْإِناثَ مِمَّنْ لَقِيَ سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْلَمَ، وَبَقِيَ عَلى الْإِسْلامِ حَتّـى مــاتَ.

 

أَسْتَنيرُ

تُؤَدّي النِّساءُ الْمُسْلِماتُ دَوْرًا كَبيرًا في نَشْرِ الْإِسْلامِ وَالدِّفاعِ عَنْهُ، وَمِنْ هؤُلاءِ النِّساءِ:

الصَّحابِيَّةُ الْجَلِيلَةُ نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ رضي الله عنها.

 

أَوَّلًا: بِطاقَتُها التَّعْريفِيَّةُ

اسْمُها: نُسَيْبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ رضي الله عنها.

وِلادَتُها: وُلِدَتْ في الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.

كُنْيَتُها: أُمُّ عُمارَةَ.

وَفاتُها: تُوُفِّيَتْ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ عامَ 13هـ، وَدُفِنَتْ في مَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ.

ثانِيًا: إِسلامُها

  • تُعَدُّ الصَّحابِيَّةُ الْجَليلَةُ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها مِنَ السّابِقاتِ إِلى الْإِسْلامِ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ.
  •  فَقَدْ أَسْلَمَتْ عَلى يَدِ الصَّحابِيِّ الْجَليلِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رضي الله عنه قَبْلَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّريفَةِ.
  •  وَذلِكَ لَمّا بَعَثَهُ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ ﷺ إِلى الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ لِيَدْعُوَ أَهْلَهَا إِلى الْإِسْلامِ، وَيُعَلِّمَهُمْ أَحْكامَهُ.

 

ثالِثًا: دَوْرُها فِي خِدْمَةِ الْإِسْلامِ

  • سُجِّلَتْ لِأُمِّ عُمَارَةَ رضي الله عنها، مَواقِفُ كَثيرَةٌ في خِدْمَةِ الْإِسْلامِ، مِنْ أَهَمِّها:

أ. الْمُشارَكَةُ في بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ:

  • شارَكَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها مَعَ وَفْدِ الْمُسْلِمينَ الَّذينَ سافَروا في الْعَامِ الثَّالِثَ عَشَرَ لِلْبِعْثَةِ مِنَ الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ إِلى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ لِمُبايَعَةِ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ ﷺ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةَ.
    •  الَّتي تَعَهَّدَ فيها المُبايِعونَ بِأَنْ يَحْموا سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ ﷺ.
    •  وَأَنْ يُدافِعوا عَنْهُ وَعَنِ الْإِسْلامِ كَدِفاعِهِمْ عَنْ أَوْلادِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ.
    •  فَكانَتْ رضي الله عنها إِحْدى امْرَأَتَيْنِ شَارَكَتَا فِي تِلْكَ الْبَيْعَةِ.

ب. الدَّعْوَةُ إِلى الْإِسْلامِ وَتَرْبِيَةُ الْأَبْنَاءِ:

  • حَرَصَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها بَعْدَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ الثَّانِيَةِ عَلى دَعْوَةِ أَهْلِها.
    •  وَجيرانِها، وَنِساءِ الْمُسْلِمينَ إِلى الْإِسْلامِ، وَرَغَّبَتْهُنَّ فيهِ، وَعَلَّمَتْهُنَّ أَحْكامَهُ.
    •  وَرَبَّتْ ابْنَيْها (عَبْدَ اللَّهِ وَحَبيبًا رضي الله عنهما) عَلى الْأَخْلاقِ الْحَسَنَةِ.
    •  حَتّى أَصْبَحا مُجاهِدَيْنِ في سَبيلِ اللهِ تَعالى.

ج. الْجِهادُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى:

  • شارَكَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها في مُعْظَمِ الْمَعارِكِ الَّتي خاضَها سَيِّدُنا رَسولُ اللَّهِ ﷺ.
  •  وَسُجِّلَتْ لَها مَواقِفُ بُطولِيَّةٌ في كُلِّ مَعْرَكَةٍ حَضَرَتْها.
  •  مِثْلِ مَعْرَكَةِ أُحُدٍ، فَقَدْ خَرَجَتْ مَعَ زَوْجِها وَابْنَيْها رضي الله عنهم لِلْجِهادِ في سَبيلِ اللهِ تَعالى.
    •  وَكَانَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها في بِدايَةِ الْمَعْرَكَةِ تُعِدُّ الطَّعامَ لِلْمُجاهِدينَ.
    •  وَتَسْقي الْجَرْحى.
    •  وَتَعْتَني بِهِمْ.
    •  وَلَمَّا أَرادَ الْمُشْرِكُونَ قَتْلَ سَيِّدِنا رَسولِ اللَّهِ ﷺ.
    •  دافَعَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها عَنْهُ ﷺ بِنَفْسِها.
    •  وَتَصَدَّتْ مَعَ زَوْجِها وَابْنَيْها لِلْمُشْرِكينَ.
    •  وَمَنَعَتْ وصولَهُمْ إِلَيْهِ ﷺ.
    •  فَأُصيبَتْ رضي الله عنها، أَثْناءَ ذلِكَ بِجُروحٍ كَثِيرَةٍ.

 

صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ

  • في يَوْمِ أُحُدٍ رَأى سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ ﷺ أُمَّ عُمارَةَ رضي الله عنها تُحارِبُ بِشَجاعَةٍ.
  •  وَقَدْ وَصَفَ ﷺ مَوْقِفَها وَشَجاعَتَها في هذِهِ الْمَعْرَكَةِ قائِلًا: "ما الْتَفَتُّ يَمينًا وَشِمالًا إِلّا وَأَنا أَراها تُقاتِلُ دوني" (دوني: دِفاعًا عَنّي).
  •  وقَدْ دَعا سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ ﷺ لَها وَلِعائِلَتِها فَقالَ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ رُفَقائي في الْجَنَّةِ" [كِتَابُ طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدِ].

 

أَسْتَزيدُ

  • تَزْخَرُ سيرَةُ الصَّحابِيَّةِ الْجَليلَةِ أُمِّ عُمارَةَ رضي الله عنها بِالدُّروسِ وَالْعِبَرِ، مِنْ أَهَمِّها:

أ. الدَّوْرُ الْكَبيرُ لِلْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ في الدَّعْوَةِ إِلى اللهِ تَعالى وَالْجِهادِ في سَبِيلِهِ.

ب.حُبُّ الْخَيْرِ لِلنّاسِ:

  • فَقَدْ كَانَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها، تَنْصَحُ أَهْلَها وَجيرانَها، وَتَدْعوهُمْ إِلى الإسْلامِ.
  •  وَكانَتْ تَعْتَني بِالْجَرْحى، وَتُقَدِّمُ الطَّعامَ وَالْماءَ لِلْمُجاهِدينَ في الْمَعارِكِ.

ج. التَّحَلّي بالصَّبْرِ:

  • فَقَدْ صَبَرَتْ أُمُّ عُمارَةَ رضي الله عنها على اسْتِشْهادِ ابْنَيْها.
  •  وَعَلى الْجِراحِ الَّتي أُصيبَتْ بِها في الْمَعارِكِ.

 

أرْبِطُ مَعَ الْجُغرافيا

الْعَقَبَةُ: وادٍ يَقَعُ قُرْبَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ.