- يشهد العالم اليوم تغيرات عالمية كثيرة ، وتحديات في مجالات الحياة المختلفة ، أثرت في طبيعة المجتمعات وثقافتها وجغرافيتها ومسيرتها
- من أكبر التحديات التي تواجه الأمة اليوم التحدي الفكري ، مما أدى بالبعض بالمناداة بزيادة الوعي بالثقافات الأخرى
- في حين ينادي الآخرون بضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية والخصوصية الحضارية في ظل هذا الانفتاح حيث بات العالم أشبه بالقرية الكونية الصغيرة التي ذابت فيها الحدود بين الدول
أولا :مفهوم العولمة :
يشير هذا المفهوم إلى الانفتاح بين شعوب العالم وسهولة الاتصال والتواصل بينها نتيجة التقدم العلمي في تكنولوجيا الاتصالات الحديثة
- ظهر هذا المصطلح في الجانب الاقتصادي المالي الذي يشير إلى ما يجب أن يكون بين الدول من إزالة الحواجز والحدود وحرية انتقال السلع
- ثم توسع استخدام هذا المصطلح ليشمل مجالات الحياة السياسية والثقافية والتربوية والاجتماعية جميعها
ثانيا : صور العولمة وآثارها :
- حظي مفهوم العولمة باهتمام المفكرين ، وقد تباينت مواقفهم من العولمة بين مؤيد ومعارض بالنظر إلى صورها والآثار المترتبة عليها ، حيث إن لهذه الصور آثارا إيجابية وأخرى سلبية ، وفي الجدول الآتي بيان ذلك :
الصورة | الآثار الإيجابية | الآثار السلبية | كيفية التعامل معها |
---|---|---|---|
العولمة الفكرية العلمية | _ تسهيل انتقال الأفكار والمعلومات عن طريق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة كالانترنت | _ وضع شعوب العالم في قوالب فكرية تنبع أساسا من ثقافة الدول الكبرى الأجنبية المهيمنة مع تهميش الثقافات الأخرى في العالم |
- المحافظة على هويتنا الإسلامية ومعتقداتنا مع - الإفادة من أفكار الآخرين وقيمهم التي لا تتعارض مع ثقافتنا وقيمنا الإسلامية |
العولمة الاقتصادية |
_ تحرير أسواق التجارة بعدم وضع قيود على حركة السلع التجارية بين الدول _ وهذا يؤدي إلى النمو الاقتصادي على المستوى العالمي وإلى توسيع فرص المنافسة في تقديم السلع والخدمات |
_ استيلاء الدول الكبرى والشركات الكبرى العابرة للقارات على اقتصاد العالم عن طريق تطويق الإنتاج القومي للدول الفقيرة والضعيفة وإدخالها في منافسات غير متكافئة وهذا يؤدي إلى زيادة البطالة وتدمير الاقتصاد في هذه الدول | _ضرورة العمل الجاد لإقامة الأسواق الاقتصادية الإسلامية المشتركة وتشجيع المشروعات والاستثمارات الاقتصادية بين الدول العربية والإسلامية |
العولمة السياسية | _ حرية التعبير عن الرأي وحرية الانتخاب والاختيار واحترام حقوق الإنسان وتحقيق السلام | تحكم الدول الكبرى في مراكز القرار السياسي وإضعاف دور الدولة وسيطرتها على مقدراتها | العمل على تقوية العلاقات بين الدول الإسلامية والعمل على وحدتها وتماسكها واستقلالها واحترام سيادتها |
العولمة الثقافية والاجتماعية |
_ حل المشكلات الإنسانية ، مثل مشكلات البيئة والأمراض - والحد من انتشار الجريمة والمخدرات والتهديدات النووية لأنها أصبحت مشكلات عالمية وليست على مستوى دولة واحدة فقط فكان لا بد من اشتراك العالم جميعه في حلها |
_ تدمير الأسرة والعمل على تدمير النسيج الاجتماعي للشعوب _ إلغاء الهوية والخصوصيات الثقافية |
_ المحافظة على القيم والمبادئ والتراث المادي والمعنوي _ تعميق التعاون بين الدول الإسلامية جميعها لمحاربة التخلف والفقر وذلك بإنشاء مؤسسات إسلامية عالمية تعنى بالزكاة والتكافل الاجتماعي كمؤسسة الزكاة العالمية |
ثالثا :عالمية الإسلام :
- يتميز الإسلام بالعالمية في أهدافه وغاياته ووسائله
- يركز القرآن الكريم على توجيه رسالة عالمية للناس كافة ، قال الله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
- هذه الرسالة ليست خاصة بجنس دون جنس أو قوم دون قوم
- حققت الحضارة الإسلامية صورة واقعية صادقة لمفهوم العالمية الذي يقوم على مبدأ العدل وإنصاف المظلوم ورفض الاعتداء والاعتراف بحق الآخر في الدين والرأي المخالف من غير فرض سياسة التبعية التي نرى فيها أثرا واضحا للعولمة
** ومن مظاهر عالمية الإسلام ما يأتي :
- تأكيد أن الله تعالى هو رب كل الناس والمخلوقات
- أن شريعة الإسلام شريعة ذات طابع عالمي وتعالج مشكلات وأزمات الحياة والعصر وتتماشى مع التغيرات في حياة الناس وقابلة لأن تطبق في الظروف المختلفة والمجالات الحياتية المختلفة من غير عنصرية أو انحياز لأحد على حساب غيره
** ويمكن تحقيق عالمية الإسلام عن طريق ما يأتي :
- التعريف بالإسلام وما يقدمه من حلول للمشكلات البشرية وفق منهج علمي موضوعي
- السعي إلى بناء الشخصية الإسلامية المعاصرة القادرة على مواجهة التحديات التي يواجهها المسلم على أساس من الفهم العميق للإسلام