الغزو المغولي
أولاً: أصل المغول
المغول ( التتار ) قبائل رعوية ذات طابع قبلي كانت تعيش في آسيا الوسطى ونظامهم قائم على طاعة رؤسائهم ، يعبدون الكواكب ، ويميلون إلى الحروب والسلب والنهب .
ثانياً: التوسع المغولي
استقرت قبائل المغول في آسيا الوسطى شمال الصين ومنغوليا وبدأ تاريخهم الفعلي بظهور قائدهم المشهور جنكيز خان – ولمعرفة موقع دولة المغول تأمل الخريطة الشكل (4-15) - تمكنت هذه القبائل من تأسيس إمبراطورية في الأجزاء الشمالية من الصين ، وفي أواسط آسيا ولرغبتهم في توسيع حدود هذه الإمبراطورية ، توجهت أنظارهم غرباً نحو الدولة العباسية ، وقد ساعدهم على ذلك حالة الضعف التي كانت تعيشها الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات إسلامية في المشرق الإسلامي وفي مقدمتها الدولة الخوارزمية خلال القرن ( السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي).وتمكن القائد المغولي هولاكو من السيطرة على بلاد فارس ، وكانت الفرصة مناسبةً له لإخضاع الدولة العباسية واحتلال بغداد .
ثالثاً: سقوط بغداد(656هـ/1258م)
بعد أن سيطر هولاكو على بلاد فارس ، جرت بينه وبين الخليفة العباسي المستعصم بالله عدة مراسلات لم تُسفر عن نتيجة حاسمةٍ. فأرسل هولاكو جزءاً من جيشه لمحاصرة مدينة بغداد ، وكانت الحملة بقيادة أحد قادته ويدعي بيغو الذي سار بنفسه على رأس قوة كبيرة لمحاصرة بغداد من جهة الشرق ؛ فتمكن الجيش المغولي من عبور نهر دجلة ومهاجمة بغداد من جهة الغرب فحلت الهزيمة بالجيش العباسي في العاشر من محرم سنة (656هـ/1258م) ، وتمكن هولاكو من دخول بغداد من جهة الشرق ورفعت رايات المغول على أسوارها ، وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم بالله ، آخر الخلفاء العباسيين لتنتهي بذلك الخلافة العباسية في بغداد إلى أن قام السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بإحيائها مجدداً في القاهرة.
ولمعرفة ما حل ببغداد بعد أن دخلها المغول اقرأ النص الآتي :
(( وقد أعمل جند المغول السيف في رقاب أهل بغداد أربعين يوماً سلبوا فيها أموالهم وأهلكوا كثيراً من رجال العلم وقتلوا أئمة المساجد وعاثوا فيها فساداً وهدموا مساجدها وأتلفوا كتبها القيمة )). |
رابعاً: سقوط بلاد الشام بيد المغول
بعد أن احتل هولاكو بغداد توجه نحو بلاد الشام التي كانت تحت حكم السلاطين الأيوبيين ، الذين فشلوا في تأليف جبهة موحدة للتصدي للمغول بسبب انقسامهم وتنافسهم على الحكم .
وبعد أن سيطر المغول على عدة مدن، توجهوا إلى حلب التي حاصروها مدة شهر ، فتمكنوا من احتلالها سنة (658هـ/1260م)، ثم اتجه هولاكو بجيشه إلى حمص التي استسلمت ومنها أكمل طريقه إلى دمشق .
أخذت دمشق بالاستعداد بقيادة الملك الناصر الأيوبي لمواجهة الغزو المغولي ، فالتف حوله عدد كبير من المدافعين ، وما أن اقترب من دمشق حتى لجأ المدافعون إلى قلعة دمشق ، فدخل هولاكو مدينة دمشق فعاثوا فيها فساداً وقتلاً وتخريباً مثلما فعلوا في مدينة بغداد ومدينة حلب .
ولمعرفة خط سير المغول إلى دمشق تأمل الخريطة الشكل (4-16) ص (33)
كانت أنباء اجتياح المغول للمدن الشامية الواحدة تلو الأخرى قد وصل إلى السلطان المملوكي في مصر ، كما وصل خطاب تهديد من هولاكو إلى السلطان المملوكي قطز يطلب منه الاستسلام. فرد السلطان قطز يطلب منه الاستسلام . فرد السلطان قطز بأن جهز جيشه وخرج به إلى بلاد الشام، وكان المغول قد وصلوا غزة ، ولما وصل جيش المماليك غزة انسحب المغول منها ودخلها قطز ومنها اتجه إلى طبرية. ودارت بينهم معركة عين جالوت، وهي من المعارك الفاصلة في تاريخ الإسلام والعالم، وقد انتهت بانتصار المسلمين، وتوقف الزحف المغولي.
وكان من نتائج معركة عين جالوت ما يلي:
1- انتصار المسلمين وهزيمة المغول.
2- حماية بلاد الشام ومصر من الغزو المغولي.
وقد اعتنق المغول الدين الإسلامي لاحقاً، وأنشأوا دولاً تركت عدداً من المنجزات الحضارية في العراق وبلاد فارس وجنوب روسيا والهند وأسسوا حضارة مزدهرة في شبه القارة الهندية .
ارجع الى ( الشكل4-17) رسم توضيحي لمعركة عين جالوت (ص 34)
وللتعرف أكثر إلى المغول اقرأ النص الآتي، ثم أجب عما يليه:
اتسم حكام الإمبراطورية المغولية بالهند بالتسامح والعدل بين الرعية، وأدى ذلك إلى اقتراب الناس منهم، ومصاهرتهم، وإلى انتشار الإسلام في ربوع دولتهم، وقد تجلى هذا التسامح في أبهى صوره في عهد السلطان جلال الدين أكبر، الذي نادى بأن تكون الهند لأهلها من المسلمين والهندوس. ولعل العِمارة كانت من أبرز مظاهر الحضارة في الإمبراطورية المغولية في الهند ؛ إذ اهتموا بها اهتماماً بالغاَ ، وعمدوا إلى تعمير المدن ، وأصبح لهم طرازهم المعماري المميز ، الذي كان مزيجاً من فنون المسلمين والهندوس ، ويعد تاج محل من روائع الفن المعماري ، ومن عجائب الدنيا التي أقامها المغول في الهند . |
كيف ساهم المغول في نشر الإسلام في الهند ؟
بالتسامح والعدل بين الرعية وأدى ذلك إلى اقتراب الناس منهم، ومصاهرتهم، وإلى انتشار الإسلام في ربوع دولتهم،
قارن بين وضع المغول في صورة الدمار وصورة الإعمار.
كان المغول عندما غزوا بغداد أمة همجية دمروا الحضارة في بغداد ولكن عندما أسلموا عمدوا إلى تعمير المدن ،وأصبح لهم طرازهم المعماري المميز ، الذي كان مزيجاً من فنون المسلمين والهندوس ويعد تاج محل من روائع الفن المعماري ، ومن عجائب الدنيا التي أقامها المغول في الهند .