خضعت بلاد الشام، ومنها الأردن، للحكم اليوناني بعد انتصار الإسكندر الأكبر (المقدوني) على الفرس، وطردهم نهائيا من بلاد الشام عام ٣٣٢ ق.م، باستثناء مملكة الأنباط.
الإسكندر الأكبر (المقدوني) (356-323 ق.م)
هو أحد أشهر ملوك اليونان، أسس أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ القديم، تتلمذ للفيلسوف اليوناني الشهير (أرسطو)، وقد توفي في أثنـاء غزواته ولم يبلغ الخامسة والثلاثين من عمره، وبموته انقسمت الإمبراطورية البونانية بين قادته، إذ أسس القائد بطليموس دولة البطالمة التي حكمت مصر وشمال إفريقيا، بينما أسس القائد سلوقس الدولة السلوقية التي حكمت بلاد الشام والعراق.
وقد استفاد الأنباط من الصراع بين السلوقيين والبطالمة فتوسعوا غربا إلى غزة. وجنوبا إلى أيلة (العقبة)، وسيطروا على طريق التجارة المتجهة إلى مصر التي كانت تحت حكم البطالمة.
وقد اتسمت الحضارة اليونانية في بلاد الشام بشكل عام والأردن بشكل خاص بمظاهر عدة، أهمها:
أ- فن العمارة: برع اليونان في فن البناء والرسم والـنحـت، فأقامـوا الهياكل الفخمة، وجددوا
بناء بعض المـدن، وطبعوها بالطابع اليوناني
ب- اللغة: نشر اليونان لغتهم وثقافتهم وتقاليدهم في بلاد الشرق ومنها الأردن.
ج- الديانة: عبد اليونان الإله (زيوس) الذي يرمز له بقرص الشمس، فقد نُحت في المثلث الموجود على وجه الخزنة في مدينة البترا.
د -العملة: أثرت العملة اليونانية في العملة النبطية، فظهـرت قطـع نقدية مسكوكة على الطراز
اليوناني (الهلينستي).
الحضارة الهلينستية هي حصيلة تفاعـل الحضـارة اليونانية واختلاطها بالحضارات الشرقية بشكل عام، وحضارة بلاد الشام بشكل خاص، وتمتد من فتوحات الإسكندر المقدوني حتى ظهور الرومان.
ونظرا لكثرة النزاعـات والصراعات بيـن خلفاء الإسكندر أنفسهم، وبروز قـوة أخرى تنافسـهـم ممثلة بالرومان، فقد بدأ الحكم اليوناني بالضـعف التدرجي ليحل مكانه الحكم الروماني
أصبح الأردن تحت حكم الرومان، عندما تمكن القائد الروماني ( بومبي ) من السيطرة على بلاد الشام جميعها عام 63 ق. م، لكن الرومان لم يحكموا السيطرة على الأردن تماما إلا بعد زوال حكم الأنباط
ومن أهم الأعمال التي قام بها الرومان في الأردن.
1. إعادة تعمير المدن اليونانية القديمة التي دمرتها الحرب، حيث وضع بومبي أسس لحلف عسكري واقتصادي لحماية الإمبراطورية الرومانية، وأعاد إحياء المدن اليونانية باسم حلف الديكابوليس.
2. انتشرت الديانة المسيحية في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، بين سكان الأردن في ذلك الوقت، وأصبحت الديانة الرسمية الإمبراطورية الرومانية الشرقية بعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين
3. اهتم الرومان بطرق المواصلات في الأردن، إذ وسع الإمبراطور " تراجان " الطريق الملوكي؛ طريق تراجان"، وجدده عام ١٠٨م
4. الاهتمام بالزراعة والتجارة: استغل الرومان طبيعة التربة الخصبة والأمطار الوفيرة خاصة في شمال الأردن، فاهتموا بزراعة أشجار الزيتون