الفصل الثالث : حركة عدم الانحياز
تعود فكرة عدم الانحياز إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, حيث أظهرت بعض الدول النامية والمستقلة حديثًا عدم رغبتها في الانضمام لأي من المعسكرين الشرقي أو الغربي, والتزام سياسة الحياد الإيجابي في سعي من بلدان العالم الثالث للتكتل لمواجهة مشكلاتها بعيدًا عن تأثير القوى الكبرى في العالم.
ويقصد بعدم الانحياز الوقوف على الحياد في الصراع بين الكتلتين اللتين يتزعمها الاتحاد السوفييتي والـولايات المتحـدة, وأطلق عليه اسم: ”الحياد الإيجـابي“, بمعنى أنـه: موقف سياسي تتخذه الدول للابتعاد عن المشاركة في صراع المعسكرين مع عدم الامتناع عن التعاون معهما في المجالات المختلفة.
أولًا : نشأة كتلة عدم الانحياز
يعد مؤتمر باندونغ المنعقد في إندونيسيا في عام 1955م
- المؤتمر التأسيسي لحركة عدم الانحياز,
- وكان الهدف الرئيس من عقده هو تحديد موقف كل من الدول الآسيوية والأفريقية تجاه العالم
الحديث, وإسهام كل منها في قضية السلام والتعاون الدولي.
وشارك في مؤتمر باندونغ (26) دولة آسيوية أفريقية, وضم ممثلين عن(65%)من سكان العالم, ومن أبرز الذين تزعموا سياسة الحياد الإيجابي: رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو, والرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو, والرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو, والرئيس المصري جمال عبد الناصر, والزعيم الصيني شوان لاي، ومن أهم القرارات التي صدرت عن المؤتمر:
1 -تأكيد الـتضامـن الأفريقي الآسيوي.
2 -شجب الاستعمار والعنصرية والدعوة إلى المساواة بين البشر.
3 -دعم حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال.
4 -تأكيد انتهاج سياسة مستقلة, وعدم التحالف مع أي من المعسكرين الشرقي أو الغربي.
وفي عام 1956م عقد مؤتمر بريوني لدول عدم الانحياز في يوغسلافيا طالبوا فيه - بحظر التجارب النووية
- ووقف التسلح
- ودعم نضال الشعبين الجزائري والفلسطيني.
وفي عام 1961م عقد في القاهرة المؤتمر التحضيري لرؤساء دول عدم الانحياز والذي تحددت عن طريقه معايير العضوية في حركة عدم الانحياز,
وعُقد مؤتمر في الجزائر في عام 1973م - مطالبة إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة
- ومساندة الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة
- وطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقف عن تقديم الدعم لإسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني. - ومنح منظمة التحرير الفلسطينية صفة العضو الكامل بعد أن كانت بصفة عضو مراقب.
ثانيا : مبادئ حركة عدم الانحياز وأهدافها
تجسدت مبادئ الحركة في مؤتمر بلغراد في يوغسلافيا في عام 1961م, حيث أكد أن الدولة التي تتبع سياسة عدم الانحياز يجب أن تلتزم بالمبادئ الخمسة الآتية:
1 - انتهاج سياسة مستقلة على أساس التعاون مع الدول ذات الأنظمة السياسية والاجتماعية المختلفة.
2 - مساندة الشعوب المستعمرة التي تناضل من أجل التحرر والاستقلال.
3 - عدم الانضمام للأحلاف العسكرية الناشئة عن الصراع بين الدول الكبرى.
4 - ألا تكون أي من دول الحركة طرفًا في اتفاقية ثنائية مع دول كبرى.
5 - عدم إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها بإرادتها.
ومن الأهداف الرئيسة التي سعت الحركة إلى تحقيقها:
1 - تسوية الخلافات الدولية بالطرائق الدبلوماسية, وتخفيف حدة التوتر الدولي.
2 - تنمية المصالـح المـتبادلـة والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
3 - مساندة الشعوب المستعمرة لنيل استقلالها.
ثالثا : رابعا التحديات التي تواجه حركة عدم الانحياز
واجهت حركة عدم الانحياز كثيرًا من التحديات, وأصبحت قدرتها على البقاء والاستمرار مرتبطة بمدى قدرتها على القيام بدور أكثر فاعلية في مواجهة هذه التحديات, ومن أهمها:
1- تحدي التنمية الاقتصادية والاجتماعية, ومواجهة الأخطار المتمثلة بـ (الفقر, والأمية, والبطالة, والتدهور البيئي, والإرهاب, وتدني مستوى المعيشة, والمخدرات).
2- القدرة على تدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية بين الدول النامية وتقويتها.
3- مجابهة الصراعات الداخلية والإقليمية المتصاعدة, وتحديات الديمقراطية وحقوق الإنسان.
4- القدرة على تثبيت الذات في ظل وجود التكتلات السياسية والاقتصادية الدولية.
رابعا : دور الأردن في حركة عدم الانحياز
حرص الأردن على حضور مؤتمرات قمة دول عدم الانحياز ودعم القرارات التي تتخذ لصالح الحركة والعالم, وأكد باستمرار ضرورة الالتزام بمبادئ الحركـــة، والسعي لإيجـــاد الحلــول لمواجهة العقبات التي تواجهها. وكان لجلالة الملك الحسين بن طلال - رحمه الله- دور بارز في دعم الحركة منذ تأسيسها، واستمر جلالة الملك عبد الله الثاني في السير على النهج نفسه.
اقرأ النص الآتي من كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني في قمة حركة عدم الانحياز في مدينة طهران في عام 2012م ( ألقاها سمو الأمير الحسن بن طلال نيابة عن جلالته), ثم أجب عن الأسئلة التي تليه:
إن سياسة الأردن ستبقى مستندة على التعاون مع المجتمع الدولي على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين, ودعم البرامج والسياسات التي تدعم التنمية والسلام لجميع شعوب الأرض. وإن العالم يشهد أزمات وتحديات وتحولات غير مسبوقة، ما يدعونا لمراجعة ما تحقق منذ تأسيس الحركة في عام 1955م إلى يومنا هذا، وبحث سبل النهوض بواقعنا لتحقيق ما نصبوا إليه؛ حيث جاءت حركة عدم الانحياز بمبادئ وأهداف من شأنها إيجاد بيئة دولية متوازنة, إلا أنه وعلى الرغم من مرور ما يقارب ستة عقود من تأسيس الحركة، وحرص الجميع على التمسك بمبادئها، فإن مشاكل وتحديات دول الحركة تعاظمت، وأصبحنا نواجه أزمات غير مسبوقة لا يمكن مواجهتها إلا من خلال العمل الجماعي والتعاون والتنسيق والعمل المشترك مع شركائنا في الأسرة الدولية“. من خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في قمة حركة عدم الانحياز في طهران في عام 2012م |
- من كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني وضح السياسة التي ينتهجها الأردن تجاه المجتمع الدولي.
إن سياسة الأردن ستبقى مستندة على التعاون مع المجتمع الدولي على أسس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين, ودعم البرامج والسياسات التي تدعم التنمية والسلام لجميع شعوب الأرض.
- بين رؤية جلالة الملك لحل المشكلات التي تواجه الحركة.
مراجعة ما تحقق منذ تأسيس الحركة في عام 1955م إلى يومنا هذا، وبحث سبل النهوض بواقعنا لتحقيق ما نصبوا إليه
- اقترح اسمًا جديدًا للحركة يتناسب مع دورها بعد انتهاء الحرب الباردة.