تاريخ العرب فصل ثاني

التوجيهي أدبي

icon

ملخص الفصل الخامس : البرازيل

 البرازيل من الدول النامية، التي تمكنت من التغلب على مشكلاتها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بفضل خططها التنموية واستثمار ثرواتها الطبيعية، فتحولت في مدة وجيزة إلى إحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.

تقع البرازيل في شرق قارة أمريكا الجنوبية، وتبلغ مساحتها (8,5 مليون كم 2)، وتشكل نصف مساحة القارة، ما ساعد على التنوع المناخي فيها، ويبلغ عدد سكانها 200 مليون نسمة، غالبيتهم من أصول أوروبية بالإضافة إلى السكان الأصلييـن (الهنود الحمر) والمهـاجـرين الأفـارقة والآسيويين والعـرب، الأمـر الذي ساعد على التنوع الثقافي والحضاري فيها.

تتألف جمهورية البرازيل من اتحاد فدرالي يضم (26) ولاية، يحكمها رئيس منتخب يشغل منصب رئيس الوزراء في الوقت نفسه، وتعد اللغة البرتغالية هي اللغة الرسمية.

* الهجرة العربية إلى البرازيل بدأت في عام 1835م، واستقر أغلب المهاجرين العرب في ولاية ساو باولو وولاية ريو دي جانيرو، وقد اشتغل معظمهم بالتجارة والصناعة وخاصة صناعة الأقمشة، وقد استطاع العرب الاندماج والتعايش في المجتمع البرازيلي، وكان لهم دور فعال في القطاعات جميعها؛ ما أكسبهم التقدير والاحترام، وتقلد بعضهم مناصبًا عليا في الدولة منهم ميشيل تامر الذي أصبح رئيسًا مؤقتًا للبرازيل في عام 2016م.

خضعت البرازيل للاستعمار البرتغالي الذي استمر قرابة ثلاثة قرون واستقلت في عام 1827م،  شهدت بعدها إصلاحات سياسية وعسكرية واجتماعية، كان من أبرزها إنهاء تجارة الرقيق في عام 1888م، الأمر الذي دفع المتضررين من ذلك إلى الإطاحة بالملكية، وإعلان النظام الجمهوري في عام 1889م.

ومنذ إعلان الجمهورية دخلت البلاد في مرحلة سيطرة الحكومات الاستبدادية التي تحكم بها كبار تجار البن، وتراجعت الحريات، وانتشرت الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية، وفي أواسط السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي مرت الدولة بتحولات سياسية تم فيها الانتقال بالتدريج من الحكم الاستبدادي إلى الحكم الديمقراطي المؤسسي.

الرئيس لولا دي سيلفا

رئيس جمهورية البرازيل في المدة بين (2003-2010م). دفعه الفقر إلى عدم استكمال تعليمه الابتدائي فانخرط في سوق العمل، وانضم للعمل النقابي، فأصبح رئيساً للنقابات العمالية، ومن ثم استطاع الوصول إلى الحكم في عام 2002م‘ وكان له الدور الأكبر في النهضة الاقتصادية في البرازيل، إذ استطاع أن يسدد في أواخر عام 2005م مستحقات صندوق النقد الدولي جميعها قبل عامين من موعدها المحدد، وأصبحت البرازيل في عهده من الدول التي تقدم القروض للصندوق.

 

ارتبطت النهضة في البرازيل بتولي (لولا دي سيلفا) الرئاسة فيها، إذ اعتمد في سياسته الاقتصادية على توجيه البلاد نحو اقتصاد السوق المتمثل بالانفتاح والتحرر الاقتصادي، وقد رافق ذلك برامج إصلاحية داخلية أسهمت في تحقيق نمو اقتصادي ملحوظ، ظل مستمرًا بالرغم من الأزمات الاقتصادية العالمية في الأعوام 2004م، 2008م؛ حيث سجل الاقتصاد البرازيلي معدل نمو مقداره (5,1%)، وهذا يدل على أن الاقتصاد البرازيلي أصبح أقل تأثرًا بالأزمات الاقتصادية الخارجية، وأكثر اعتمادًا على السوق المحلي.

وقد ارتكزت سياسة سيلفا على محاور عدة منها:

1 - تهيئة المناخ التشريعي والقانوني الجاذب للاستثمار.

2 - تنفيذ برنامج صارم للتقشف، ودعوة الشعب لتحمل ذلك، حتى يتعافى الاقتصاد بوصفه الحل الأمثل للمشكلات الاقتصادية.

3 - التوسع في الصناعات القائمة على التعدين والصناعات الغذائية والجلود والغزل والنسيج والصناعات التقنية المتقدمة.

4 - تشجيع المشاريع الاستثمارية، حيث خفضت سعر الفائدة من(13%) إلى (8%).

5 - وضع مخطط إستراتيجي لمحاربة الفقر والحد من التفاوت في الدخل، ومنح معونات مالية مشروطة للأسر الفقيرة مع التزامها بتعليم أبنائها وتطعيم أطفالها بصورة منتظمة.

6 - توسيع دائرة التعاون الاقتصادي عن طريق الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية والدولية وأهمها البريكس، وتوثيق العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي .

7 - تشجيع القطاعين الخاص والعام على الاستثمار في المناطق الفقيرة، ودعم صغار المزارعين عن طريق منحهم القروض وشراء إنتاجهم.

تتمتع البرازيل بموارد اقتصادية كبيرة، تتمثل بوفرة المسطحات المائية العذبة والمالحة، وتوافر المواد الخام، والأراضي القابلة للزراعة، والأراضي الرعوية والتنوع البيئي.

وقد اتبعت البرازيل سياسة تقوم على تشجيع القطاعات الاقتصادية كلها من أجل النهوض باقتصادها، ومن أهم القطاعات الاقتصادية ما يأتي:

1 -الصناعة: تعد البرازيل من الدول المتقدمة في مجال الصناعة، ومن أهم منتجاتها صناعة النسيـج والكيماويـات والأسمنت والحديـد والصلب والقصديـر والسيـارات والآلات والمعدات والأسلحة.

وعلى مستوى الخامات المعدنية تحتل البرازيل المرتبة الثانية عالميًّا في إنتاج الحديد، والمرتبة الثالثة في إنتاج معدن البوكست، مـا ساعدها على تصديـر الصناعـات المعـدنيـة وزيـادة صادراتهـا مـن السلع العالية والمتوسطة التقنية، حيث أصبحت شركة إمبريير(Embraer) البرازيلية من أكبر شركات تصنيع الطائرات في العالم.

ويعد إنتاج غاز  الإيثانول من قصب السكر أحد المشروعات الناجحة في البرازيل، إذ تم إطلاق هذا المشروع في السبعينيات من القرن الماضي بوصفه برنامجًا لمصادر الطاقة البديلة. وتعد البرازيل حاليًّا ثاني أكبر دولة منتجة للنفط في أميركا الجنوبية بعد فنزويلا.

2 - الزراعة : أدى استخدام التكنولوجيا الزراعية إلى زيادة الإنتاج الزراعي في البرازيل، ففي عام 2006م أنفقت الحكومة (41%)من مجموع ما تنفقه دول قارة أمريكيا الجنوبية على الأبحاث الزراعية؛ ما أسهم في زيادة الإنتاج الزراعي إلى أربعة أضعاف. ونظرًا لمساحات الأراضي الزراعية الكبيرة تحتل البرازيل مراتب متقدمة عالمًا في إنتاج كثير من المحاصيل الزراعية مثل البن وفول الصويا والقمح والأرز والذرة والقطن.

3 - السياحة: كــان للاهتمــام بـالقطــاع السياحي في البرازيـل أثـر في زيـادة التنمية الاقتصادية، وخاصة أنها تمتلك مقومات سياحية ضخمة مثل الغابات الواسعة والشـواطئ الطويلـة والبيئـة الطبيعية المتنوعة، وقد أسهم تنوع التراث الثقافي في البرازيل إلى ظهور سياحة المهرجانات التي أسهمت في تنشيط السياحة، حيث تستقبل البرازيل قرابة (5) مليون سائح سنويًّا.

ينقسم التعليم العام في البرازيل إلى ثلاث مراحل وهي: مرحلة التعليم ما قبل المدرسة (رياض الأطفال) وهي اختيارية دون سن السادسة، - ومرحلة التعليم الإلزامي من سن (6-14) عامًا،  - تليها مرحلة التعليم الثانوي، وتستمر ثلاث سنوات.

  ويلقى التعليم في البرازيل اهتمامًا واسعًا من الحكومة المركزية، حيث تسعى للنهوض به عن طريق مشاريع تطويرية منها :

1 - سن قوانين لزيادة عدد أيام الدراسة، وإجراء دورات تدريبية إضافية للطلاب في مراحل التعليم جميعها.

2 - اعتماد معايير الجودة التعليمية التي وضعتها منظمة اليونسف التابعة للأمم المتحدة منذ عام 2012م.

3 - دمج تكنولوجيا التعليم في المناهج الدراسية، وربطها بالبيئات المحلية.

4 - التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مدارس ومراكز تدريب متخصصة للطلاب في أنحاء الدولة جميعها، وخاصة المناطق الفقيرة.

5 - تعد البرازيل من أكثر الدول إنفاًقا على التعليم.

6 - التعاون مع المنظمات الدولية، خاصة البريكس، ومنظمة اليونسكو من أجل دعم التعليم العالي على الصعيد العالمي عن طريق إطلاق برنامج الحشد العلمي في عام 2011م الذي سمح لأكثر من 100,000 طالب برازيلي إتمام تعليمهم العالي.

ومن التحديات  التي تواجه البرازيل :

1 - تضخم الجهاز الحكومي، وذلك لأن الوظيفة العامة تتمتع بإقبال كبير عليها بسبب الرواتب العالية.

2 - زيادة العبء الضريبي على الأفراد والشركات.

3 - ارتفاع معدل الجريمة والفقر والبطالة.

4 - قلة أعداد المتعلمين من ذوي الخبرة والمهارة التي يحتاجها سوق العمل.

5 - اختلال النظام البيئي في حوض الأمازون نتيجة إزالة الغابات.