ملخص الفصل الرابع: المخططات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس
يحاول الاحتلال الإسرائيلي تهويد مدينة القدس وطمس معالمها وتفريغها من العرب مستندين إلى مزاعم لا وجود لها. فبعد احتلال القدس عام 1967م شُكلت لها إدارة عسكرية، سعت إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتغير التركيبة السكانية عن طريق الاستيطان الإسرائيلي في القدس، باتباع سياسات وإجراءات منها بناء شريط من الكتل الاستيطانية حول القدس وتوفير تسهيلات لسكان البؤر الاستيطانية وتشجيعهم بمميزات كالدعم المادي والحراسة والمدارس والكنس والمعابد الدينية والبنية التحية التي تميزهم عن العرب، واستخدام قانون أملاك الغائبين، وشبكة طرق ومواصلات وجسور ، وتشجيع الشركات والمصانع الإسرائيلية اتخاذ القدس مقرًا لها، وسعت في محاولتها للتهويد السكاني للقدس، بإجراءات منها مصادرة الأراضي العربية، والشروط التعجيزية للحصول على تصاريح البناء، وبناء الجدار العازل، وسحب الهويات واتباع سياسة الإفقار والتجهيل لأهل القدس، وتقيد الحركة بإقامة الحواجز، واستخدام العنف المفرط، ومنع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من زيارة القدس، أما الحفريات والأنفاق، فتستغلها بتدمير الآثار وسرقتها بالإضافة إلى تزيف الحقائق التاريخية عن طريق حفريات عند أساسات المسجد الأقصى، والأنفاق التي شقتها إسرائيل بباطن أرض القدس بين مناطق مختلفة في مدينة القدس منها سلوان والقصور الأموية وساحة البراق وتلة المغاربة، كما قام الاحتلال ببناء القبور اليهودية الوهمية منذ عام 2000م في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنع أهل القدس من دفن موتاهم في مقابرها كما سعى الاحتلال لإزالة مقابر إسلامية موجودة كمقبرة (مأمن الله) التي دفن بها الكثير من الصحابة وقادة الإسلام واستخدام أراضيها بمشاريع استيطانية .
يسعى الاحتلال الإسرائيلي لإحكام سيطرته على المسجد الأقصى بالتدريج كما حدث بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل وتظهر النوايا لهدم المسجد الأقصى أو تحويل جزء منه إلى كنس يهودي. ومن صور الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى فرض سيادتها عليه، وإحراقه عام 1969م، والتي التهمت النيران كل موجودات الجامع القبلي بما في ذلك منبر صلاح الدين، وطالت النيران قبة الجامع الأثرية، والتي أعيد إعمارها بتوجيهات من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال في نفس العام ، وأُعيد تركيب منبر صلاح الدين مكانه عام 2007م في عهد الملك عبد الله الثاني بن الحسين. ومن صور الاعتداء أيضًا الحد من وصول المصلين إليه وتمركز قوات الشرطة لمنع من هم دون سن الأربعين من المصلين دخول المسجد الأقصى، وتركيب كاميرات المراقبة، والتقسيم المكاني والزماني.
وأمام ذلك لا بد من مقاومة التهويد من خلال، دعم صمود المقدسيين والمرابطين، وتأصيل قضية الأقصى في نفوس أبنائنا وعقولهم، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لهم، وتسليط الأضواء على جرائم اليهود والاستعانة بالمنظمات الدولية.