التربية الإسلامية فصل أول

المواد المشتركة توجيهي

icon

القرآن الكريم: كلام الله تعالى المُعجِز الذي نُزِّل على سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحيًا مُفرَّقًا بوساطة سيِّدنا جبريل عليه السلام، وهو المُتعبَّد بتلاوته، والمنقول بالتواتر، والمبدوء في المصحف بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس.
وقد أنزله الله
عزوجل؛ لأسباب منها:

1) لكي يهدي الناس إلى الإيمان بالله وعبادته.

2) ليكون منهجًا لحياتهم، يُرشِدهم إلى الخير، ويُحذِّرهم من الشَّرِّ وعواقبه.

3) لكي يدعو الناس إلى الاعتبار بما حَلَّ بالأُمم السابقة.

ما أساليب القرآن وطرائقه في مخاطبة الناس؟
1) القصص.

2)أخبار الأُمم السابقة.

3)ضرب الأمثال.

4) الترغيب والترهيب.

الإجابات: 

1. الترغيب.

2. الترهيب.

3. الأمثال.

أعلل: خاطب القرآن الكريم الناس بأساليب مُتنوِّعة.

الإجابة: لِما لهذا التنوُّع من أثر في نفوس المخاطبين.

مفهوم القصص القرآني 

القصص القرآني: أسلوب استخدمه القرآن الكريم في الإخبار عن الأنبياء السابقين عليهم السلام، وأحوال الأُمم الغابرة، والحوادث التي وقعت في الماضي.
أنواع القصص في القرآن الكريم:
أ . قصص الأنبياء
عليهم السلام:

تضمَّن هذا النوع:

* دعوة الأنبياء عليهم السلام لأقوامهم.

* المعجزات التي أيَّدهم الله تعالى بها.

*موقف المُعاندِين لهم، وجزاء المؤمنين، وعاقبة المُكذِّبين.

من الأمثلة على قصص الأنبياء عليهم السلام:

قصَّة سيِّدنا نوح، وقصَّة سيِّدنا إبراهيم، وقصَّة سيِّدنا موسى، وقصَّة سيِّدنا عيسى عليهم السلام.

ب. قصص الأُمم الغابرة:

يتضمَّن هذا النوع: * جانبًا من أخبار الأُمم الغابرة، ومصائرها.

مثل: قصَّة أهل الكهف، وقصَّة ذي القرنين، وقصَّة أصحاب الأخدود، وقصَّة أصحاب الجَنَّة.

أَتْلو وَأُحَدِّدُ

أَتْلو سورة الكهف، ثمَّ أُحَدِّدُ نوع القصص القرآني الوارد فيها.

قصص الأنبياء / قصص الأمم الغابرة

أهداف القصص القرآني

أ . تثبيت قلب سيِّدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم؛ لتحمُّل ما كانوا يلاقونه من أذى في أثناء تبليغ دعوة الله عزوجل. 
ففي ذكر أخبار المرسلين، وتكذيب أقوامهم لهم، تخفيف على قلب سيِّدنا محمد
صلى  الله عليه وسلم، وتصبير له وللمؤمنين والدعاة من بعده على ما يلقونه من أذى المشركين. قال تعالى: ﴿وكلًا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك(هود: 120).
ب. إثبات صِدْق النبي
صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به عن رَبِّه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أخبار السابقين، ولم يَطَّلِع عليها. فإخبار القرآن الكريم بها دليل على أنَّه وحي من عند الله سبحانه، وأنَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله. قال تعالى: ﴿تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا(هود: ٤٩).
ج. الاعتبار من الحوا دث ال سابقة؛ فذِكْر القصص القرآني جاء لأخذ الدروس والعِبَر والاستفادة ممّا أصاب الأقوام والأُمم السابقة؛  بُغْيَةَ تقويم السلوك الفردي والجماعي، وإعمال العقول للنجاة من العذاب. قال تعالى: ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب
(يوسف: ١١١).
 

أُفَكِّرُ وَأُعَبِّرُ

أُعَبِّرُ بكلماتي الخاصَّة عن أثر إيجابي لقصَّة قرآنية في سلوكي.

الإجابة: تهذب القصة النفس البشرية وتقودها لتقويم السلوك
 

أَتَدَبَّرُ وَأَسْتَنْتِجُ

أَتَدَبَّرُ الآيتين الكريمتين الآتيتين، ثمَّ أَسْتَنْتِجُ منهما هدفًا آخرَ من أهداف القصص القرآني:

قال تعالى:(وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون)(الأعراف:65).

قال تعالى:(وإلى ثمود أخاهم صالحًا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره)(هود:61)

الإجابة: بيان وحدة دعوة الأنبياء إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبودية.

خصائص القصص القرآني

أ . الواقعية: القصَّة القرآنية حقيقية، لا خرافة فيها، ولا خيال، ولا تناقض؛ فكلُّ قصَّة من قصص القرآن الكريم هي حقائق تاريخية صادقة؛ سواء أكانت من أخبار الأنبياء مع أقوامهم، أم من قبيل المعجزات وخوارق العادات.

مثل: انفلاق البحر، وكلام الهدهد والنملة. قال تعالى: ﴿إن هذا لهو القصص الحق(آل عمران: 62).

ب. الاقتصار على موضع العِبْرة: اقتصر القصص القرآني على ذِكْر الأحداث والمواقف التي تحمل العِبَر، وتُحقِّق الأهداف من إيرادها؛ إذ لم يُعْنَ بذِكْر أسماء الأشخاص والأماكن وتحديد الأزمنة إلّا بالقدر الذي يُحقَّق الهدف المراد، ولو كان في ذِكْرها فائدة لذكرها.

مثل: معرفة أسماء أصحاب الكهف أو مكانهم.

ج. التكرار: ورد ذِكْر بعض القصص في القرآن الكريم أكثر من مَرَّة.

فائدة التكرار: 

1) جاء هذا التكرار في كلِّ موضع بصورة مختلفة تتناسب مع سياق السورة.

2) نوَّع من الفوائد المُستنبَطة في كلِّ قصَّة.

ومن الأمثلة على ذلك، قصة نبي الله موسى عليه السلام؛ هي أكثر القصص ذِكْرًا في القرآن الكريم؛ إذ ذُكِرت في سور عديدة، منها: سورة البقرة، وسورة الأعراف، وسورة طه، وسورة القصص؛ لأنَّها من أكثر القصص عِبْرة وفائدة. فقد ذكر القرآن الكريم ولادته مَرَّة، ونشأته مَرَّة، وكذا ذهابه إلى مدين، وكذلك تكليفه بالرسالة، ولقاؤه فرعون، وخروجه ببني إسرائيل من مصر، فجاءت القصَّة في كلِّ مَرَّة بعِبْرة وعِظَة وهدف مختلف.

توجد قصص أُخرى ذُكِرت فقط في موضع واحد، مثل: قصَّة سيِّدنا يوسف عليه السلام، وقصَّة أصحاب الكهف.

أُفَكِّرُ

أُفَكِّرُ: لم تكن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر السِّيَر تكرارًا في القرآن الكريم.

لأن الأحداث التي حدثت في حياته صلى الله عليه وسلم وردت في السنة النبوية وفي السيرة الشريفة. 

نماذج من القِيَم في القصص القرآني

   

القيمة المثال عليها العبرة من القصة الدليل من القرآن الكريم
ال صبر قصَّة سيِّدنا نوح عليه السلام

توجِّه المسلم إلى:

1) التمسُّك بالدعوة.

2) الصبر على المدعوين.

3) عدم الوقوع في اليأس والإحباط.

فقد دعا سيِّدنا نوح عليه السلام قومه مئات السنين، ولم يُؤمِن معه إلّا قليل.

قال تعالى:(ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)(العنكبوت:14).
العِفَّةُ قصَّة سيِّدنا يوسف عليه السلام

1)قصته تُعلِّم الشباب المسلم العفاف.

2) تُبيِّن لهم كيف يُمكِن ضبط الشهوات.

3)تُشعِرهم بمراقبة الله تعالى.

4) تَحُثُّهم على لزوم طاعته، سبحانه والاستعانة به عند التعرُّض للفتنة.

 

 

قال تعالى:(قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)(يوسف:23).
الثبات على الدين قصَّة أصحاب الأخدود عقدوا العزم على التمسُّك بدينهم، بالرغم من الابتلاءات والفتن. قال تعالى:(وشاهد ومشهود *قتل أصحاب الأخدود* النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود* وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود* وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد*)(البروج:3-8).
الإيجابية  قصَّة ابنة شعيب وسيدِّنا موسى عليهما السلام

توجيه المسلم إلى:

1) التحلّي بالإيجابية.

2) المبادرة.

3) التطوُّع لفعل الخير؛ فقد ضرب سيِّدنا موسى عليه السلام مثلً في بذل المعروف والخير من دون انتظار أيِّ مُقابلِ.

قال تعالى: (فسقى لهما ثم تولّى إلى الظل) (القصص:24).
برُِّ الوالدينِ قصَّة سيدِّنا إسماعيل عليه السلام استسلم لله تعالى طوعًا ومَحبَّةً، واستجاب لطلب أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام.

قال تعالى: (قال يا أبي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) (الصافات:102).

ثمَّ جاء الفرج من عند الله تعالى بنزول الملَك جبريل عليه السلام بكَبْش عظيم؛ فداءً لسيِّدنا إسماعيل عليه السلام،ن قال تعالى:(وفديناه بذبح عظيم) (الصافات:107).

 

الإثراء والتوسع

الإسرائيليات: روايات وردت  في بعض كتب التفسير وفيها تفصيلات عن بعض القصص القرآني التي لم تُذكَر في القرآن الكريم، أو السُّنَّة النبوية، وهي منقولة عن أهل الكتا ب.

حُكمها:  أجمع العلماء على عدم اعتماد هذه الروايات مصدرًا لسَِنِّ الأحكام، أو أساسًا  يُعتمَد عليه في التفسير؛ نظرًا إلى الشكِّ في صِحَّة ما جاء فيها. ومن ثَمَّ يجب على المسلم الأخذ فقط بما جاء في القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية الصحيحة.

من المؤلفات التي تدحض روايات الإسرائيليات، وتُحَذِّر منها: كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) لمُؤلِّفه الدكتور محمد أبو شَهبة.