فن أدبي نثري يتناول حكاية ما تعالج قضايا الإنسان ومشكلاته وتطلعاته وآماله.
يرى كثير من الباحثين أن القصص الأوروبية في عصر نهضة أوروبا تأثرت بالأدب الفارسي المتمثل في كتاب «كليلة ودمنة» الذي ترجمه ابن المقفع إلى العربية وكانت فكرته الأساسية القصص التي تقال على ألسن الحيوان.
ظهرت القصة القصيرة فنا أدبيا عربيا في العصر الحديث في بدايات القرن العشرين، وتذهب بعض الآراء إلى أن أول قصة قصيرة عربية بالشكل المتعارف عليه كانت قصة «في القطار» لمحمد تيمور. ومن أشهر كتّاب القصة القصيرة زكريا تامر، ويوسف إدريس، ومحمود سيف الدين الإيراني.
1- القصّة القصيرة في الأردن
تتحدد بدايات القصة القصيرة الأردنية بظهور المجموعة القصصية «أغاني الليل» (1922م) لمحمد صبحي أبو غنيمة. أما مجموعة «أول الشوط» (1937م) لمحمود سيف الدين الإيراني فتعدّ بداية شوط قصصي طويل لكاتب تمكّن من متابعة تجربته وتطويره طوال العقود المتتالية، وأسهم عن طريق شخصيته وثقافته وإنتاجه المتصل في تأكيد مكانة القصة القصيرة بين الفنون الأدبية.
وثمة عوامل ساعدت على تطور فن القصة القصيرة في الأردن، أهمها عاملان: سياسي، وثقافي:
أ- العامل السياسي
ب- العامل الثقافي
2- عناصر القصة القصيرة
أ- الحدث: وهو مجموعة من الوقائع والأفعال التي يرتبط بعضها ببعض ويتبع بعضها بعضا، وعليه تقوم القصة القصيرة؛ لأنه يتصف بالوحدة لا التعدد، ويستقطب انتباه القارئ.
ب- الشخوص: هي التي يقع لها الحدث أو يحدث معها الفعل المرتبط به وتتفاعل معه. وتعد الشخصية الإنسانية مصدر إمتاع وتسويق في القصة، لعوامل كثيرة؛ منها أن هناك ميلا طبيعيّا عند كل إنسان إلى التحليل النفسي ودراسة الشخصية.
جـ- البيئة (الزمان والمكان): بيئة القصة هي حقيقتها الزمانية والمكانية؛ أي كل ما يتصل بوسطها الطبيعي .
د - الحوار: هو كل كلام يجري بين شخصين أو أكثر من شخوص القصة. وهو من أهمِّ الوسائل التي يعتمدها الكاتب في رسم الشخوص وبناء حبكته القصصية، وبواسطته تتصل شخوص القصة في ما بينها اتصالًا صريحا مباشرا.
والحوار في القصة نوعان:
هـ- الحبكة (العقدة): هي سلسلة الأحداث التي تجري في القصة، حيث تتأزم وصولًا إلى الذروة، مرتبطة عادة برابط السببية. وهي لا تنفصل عن الشخوص، وبداية الصراع في القصة هو بداية الحبكة، والحادث المبدئي هو المرحلة الأولى في الصراع، ونهاية الصراع هي نهاية الحبكة.
و- الحل (النهاية): تنتهي القصة القصيرة بإحدى النهايتين الآتيتين:
١. النهايات المفتوحة: يترك الكاتب في نهاية قصته مجالًا للتفكير كأن يختم قصته باستفهام في ختام الصفحة الأخيرة، فتكون النهاية أكثر إثارة للقارئ ودفعا لفضوله، وحثا لمخيلته كي تنشط وتجهد، فيبقى النص معلقا متأرجحا لاحتمالات متعددة.
٢. النهايات المغلقة: يكون الكاتب قد أوجد الحل في نهاية قصته. فهي لا تترك وراءها سؤالًا أو استفهاما، بل ترد في صيغة إخبارية تقريرية.