الفكرةُ الرئيسةُ: عملَتِ القيادةُ الهاشميةُ بحكمِ مكانتِها الدّينيَّةِ والتّاريخيةِ - لأنهم من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم - على توضيحِ صورةِ الإسلامِ، والدِّفاعِ عنهُ في المحافلِ والمنابِرِ الدّوليّةِ والإقليميّةِ المتعددةِ. وآلُ البيتِ: هُمْ أبناءُ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وبناتُهُ، وأحفادُهُ، وزوجاتُهُ، وأقاربُهُ، الذينَ آمنوا برسالةِ الإسلامِ مِنْ آلِ هاشمٍ وبَني المُطَّلبِ جميعًا. |
أستنيرُ
- الهاشميونَ عائلةٌ كريمةٌ، فَهُمْ أشرافُ مكةَ قبلَ الإسلامِ، ومنهُمْ بُعِثَ النبيُّ الكريمُ سيّدُنا محمَدٌ صلى الله عليه وسلم، قالَ صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ اصْطفى كِنانةَ مِنْ ولَدِ إِسماعيلَ، واصْطَفى قُريْشًا مِنْ كِنانَةَ، واصْطفى مِنْ قُريْشٍ بَني هاشِمٍ، واصْطفاني مِنْ بَني هاشِمٍ » [رواه مسلم].
- وقَدْ مدحهُمُ اللهُ تعالى بقولِهِ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. [الأحزاب: 33]، ولما نزلَ قولُهُ تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}. [آل عمران: 61 ]، دعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمةَ وحسنًا وحسينًا فقالَ: « اللهمَّ هؤلاءِ أهلي »[رواهُ مسلم].
- ولقدِ استمرَّ الهاشميونَ في حملِ مشروعِ النّهوضِ بالأمّةِ، على أساسِ المساواةِ والعدالةِ وتكريسِ حريةِ العقيدةِ، وقدّموا الشهداءَ والعلماءَ والقادةَ لأمةِ الإسلامِ. وإيمانًا مِنَ القيادةِ الهاشميةِ بضرورةِ توضيحِ صورةِ الإسلامِ المشرقةِ للنّاسِ وتصحيحِ المفاهيمِ المغلوطةِ عنهُ، فقَدْ قامَتْ بأعمالٍ ومبادراتٍ عدّةٍ، مِنْها:
أولاً: إنشاءُ مؤسسةِ آلِ البيتِ المَلَكِيّةِ للفكرِ الإسلاميِّ
|
ثانيًا: رسالةُ عمّان
نتيجةَ ما سادَ مِنْ أفكارٍ وممارساتٍ مغلوطةٍ تُخالفُ سماحةَ الإسلامِ، وضعَ جلالةُ الملكِ عبدُ اللهِ الثّاني حفظَهُ اللهُ عامَ 2004 بيانًا يمثلُ رؤيةً حضاريّةً شاملةً لحقيقةِ الإسلامِ، أُطلقَ علَيْهِ (رسالةُ عماّنَ)، وقَدْ وقّعَ على هذا البيانِ مئاتُ العلماءِ المسلمينَ مِنْ مختلفِ أنحاءِ العالمِ.
وَمِنْ أهمِّ الأفكارِ التي تضمنَتْها رسالةُ عمّانَ:
- تأكيدُ تكريمِ الإسلامِ الإنسانَ مِنْ دونِ النّظرِ إلى لونِهِ أَوْ جنسِهِ أَوْ دينِهِ، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}. [الإسراء: 70].
- الدَّعوةُ إلى المحافظةِ على النّفسِ البشرّيةِ، قال تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}. [المائدة: 32].
- نشرُ ثقافةِ التّوازنِ والوسطيّةِ والاعتدالِ، قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}.
- نبذُ الإرهابِ أَيًّا كانَ مصدرُهُ وغايتُهُ، قال تعالى: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
- دعوةُ المسلمينَ للمشاركةِ في بناءِ الحضارةِ الإنسانيّةِ، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
أُناقشُ زملائي
في العواملِ التي ساعدَتْ على انتشارِ الأفكارِ والمفاهيمِ التي تشوّهُ حقيقةَ الإسلامِ.
1. الجهلُ بأصولِ الإسلامِ ومبادئهِ.
2. الابتعاد عن المنهج القويم للدين.
ثالثًا: مُبَادرةُ «كلمةٍ سواءٍ».
- وَهِيَ مبادرةٌ أطلقَتْها مؤسسةُ آلِ البيتِ للفكرِ الإسلاميِّ عامَ 2006.
- ووقّعَ علَيْها مئةٌ وثمانيةٌ وثلاثونَ شخصيةً إسلاميةً.
- وتدعو المبادرةُ إلى التعاونِ والحوارِ البنّاءِ بَينْ المسلمينَ والمسيحيّينَ، دونَ المساسِ بالمعتقداتِ الدينيةِ الخاصةِ بكِلا الدينَينِ؛ انطلاقًا مِنْ أمرَينِ مشتركَينِ بَين الإسلامِ والمسيحيةِ وهُما:
- حبُّ اللهِ تعالى.
- وحبُّ الجارِ.
رابعًا: مُبادرةُ الوئامِ بَيْن الأديانِ
|
خامسًا: الخِطاباتُ المَلَكِيَّةُ
كانَ لخطاباتِ جلالةِ الملكِ في المحافلِ الدّوليّةِ، وفي زياراتِهِ ولقاءاتِهِ مَعَ قادةِ العالمِ، أثرٌ كبيرٌ في توضيحِ صورةِ الإسلامِ المشرقةِ للنّاسِ.
أُحَلِّلُ
أقرأُ النّصين الآتيَينِ مِنْ خطاباتِ جلالةِ الملكِ حفظَهُ اللهُ، ثُمَّ أُجيبُ عَنِ الأسئلةِ التي تليهِما:
1. وردَ في خطابِ جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثّاني أمامَ البرلمانِ الأوروبيِّ بفرنسا عامَ 2015 م:
"نتذكرُ أيضًا أنَّ للمسلمينَ دورًا حاسماً في إرساءِ التّفاهمِ والتّسامحِ العالميِّ، ودينُنا كما هُوَ دينُكُمْ، يأمرُ بالرَّحمةِ والسَّلامِ والتّسامحِ، ودينُنا كما هُوَ دينُكُمْ أيضًا، يأمرُ بحفظِ كرامةِ كلِّ إنسانٍ بلا استثناءٍ، مِنْ رجالٍ ونساءٍ وجيرانٍ وغرباءَ".
2. وفي خطابِ جلالتِهِ أمامَ الجمعيّةِ العموميّةِ للأممِ المتّحدةِ عامَ 2016 م، قالَ:"الإسلام يعلّمُنا أنَّ البشَر متساوونَ في الكرامةِ، ولا تمييزَ بَينَ الأممِ والأقاليمِ والأعراقِ، ويرفضُ الإسلامُ الإكراهَ في الدّينِ، ولكلِّ مواطنٍ الحقُّ في أَنْ تحفظَ الدَّولةُ حياتَهُ وأسرتَهُ وممتلكاتِهِ وعِرضَهُ وحُرِّيَّتَهُ الدِّينيّةَ".
أ. ما القيمُ الإنسانيّةُ المشتركةُ الواردةُ في النَّصَّينِ؟
- التسامح وحفظ كرامة الإنسان.
ب. ما دِلالةُ ذكرِ الرِّجالِ والنّساءِ والجيرانِ والغرباءِ والأممِ والأقاليمِ والأعراقِ في الخطابَينِ؟
- الإسلام دين يدعو إلى التسامح وحفظ كرامة الإنسان على اختلاف ألوانهم وأعراقهم.
ج. ما علاقةُ الإسلامِ بحقوقِ الإنسانِ كما جاءَ في خطابَ جلالةِ الملكِ؟
- الإسلام يدعو إلى حفظ حقوق الإنسان.
أستزيدُ مُنِحَ جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني - حفظَهُ اللهُ - جائزةَ "تمبلتون" للسّلامِ عامَ 2018 م؛ تكريماً لدورِهِ الحقيقيِّ في إحلالِ السَّلامِ، وصونِ مفاهيمِ الإسلامِ الحقّةِ مِنْ محاولاتِ إلصاقِ تُهَمِ الإرهابِ بالدِّينِ الإسلاميِّ |
أربط مع التربية الوطنية
- كانَتِ القيادةُ الهاشميةُ وراءَ القرارِ المهمِّ الصادرِ عَنِ (اليونسكو) باعتبارِ "المسجدِ الأقصى" مكانًا خاصًّا بالمسلمينَ، ولا علاقةَ لليهودِ بهِ، واعتمادِ التسميةِ الإسلاميةِ: "المسجدُ الأقصى/ الحرمُ الشريفُ" لا التسميةَ اليهوديةَ: "جبلُ الهيكلِ".
- بالإضافةِ لإدانةِ (اليونسكو) أعمالَ الحفرياتِ وكلَّ الممارساتِ التي تقومُ بها سلطاتُ الاحتلالِ ضدَّ المقدساتِ الإسلاميةِ والمسيحيةِ في القدسِ.