الدراسات الإسلامية فصل ثاني

التوجيهي أدبي

icon
مفهوم القيم السياسية في الإسلام 

هي المبادئ والقواعد المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تضبط علاقة مؤسسات الحكم ببعضها، وعلاقتها بالأفراد، وتضبط علاقة الدولة بغيرها من الدول.

أهمية القيم السياسية

تظهر أهمية القيم السياسية في جانبين اثنين:

1- أنها تمثل المعايير التي تحدد السلوك المرغوب فيه من السلوك المرفوض

 فتحقيق العدل للناس جميعهم وذلك على اختلاف أصولهم وألوانهم ومعتقداتهم مطلوب.

والظلم والتمييز بين الناس لأي سبب كان مرفوضاً.

2- تنظم الحقوق والواجبات للأطراف جميعها في المجتمع.

 - فالحياة الكريمة حق للمجتمع على الدولة.

- واحترام النظام والالتزام بالقوانين حق الدولة على أفراد المجتمع جميعهم.

صور من القيم السياسية في الإسلام 

اشتمل نظام الحكم في الإسلام على مجموعة من القيم السياسية، منها:

1-طاعة الحاكم

تجب الطاعة لولاة أمر المسلمين وهم الحكام في غير معصية الله تعالى.

وتجب الطاعة لهم؛ لأن حفظ الدين والحقوق وحفظ الأمن والاستقرار، متعلق بطاعتهم والانقياد لهم؛ فطاعتهم طاعة لله تعالى.

2- العدل والمواساة

اتفقت  الشرائع السماوية على إقامة العدل بين الناس.

والعدل من القيم السياسية العليا في الإسلام، 

فالعدل:  يؤدي إلى إعطاء كل ذي حق حقه، وهذا يحقق أمن المجتمعات واستقرارها.

وأما المساواة: فتعني عدم التمييز بين المواطنين بناء على اختلاف العرق أو الجنس أو الدين أو الفكر أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

3- الشورى

هي الأخذ برأي أهل العلم وذوي الخبرة والاختصاص في الشؤون العامة والتشريعية ومراقبة السلطة التنفيذية في تسيير الأمور العامة للأمة وإبداء النصح لها.

والشورى حق للأمة على الحاكم.

وفيها مشاركة للحاكم في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.

4- الحرية

الحرية: هي حق منحه الله تعالى للإنسان بمقتضى فطرته الإنسانية وفق مقتضيات الشرع، فالله تعالى خلق الإنسان ومنحه العقل والإرادة، ليكون مسؤولا عن تصرفاته.

شريطة عدم الاعتداء على حرية الآخرين أو النظام العام،  لأن ذلك يؤدي إلى الفوضى والانحلال.

5-التعاون والتكافل

ويتمثل في الحفاظ على المجتمع، وتحقيق الأمن له، وحمايته من الأعداء.

وتحقيق السعادة للأفراد بتحقيق الحياة الكريمة ووسائل العيش الكريم،

فيجب على الناس جميعا التعاون على جلب الخير ودفع الأذى.

آثار القيم السياسية في الإسلام

تظهر للقيم السياسية آثار عظيمة في ممارسات الأفراد والمجتمع منها:

1- تحقيق المواطنة الصالحة

الشعور بالمسؤولية تجاه أفراد المجتمع جميعهم مع الشعور بالمحبة والانتماء للوطن

وتظهر المواطنة الصالحة لدى الأفراد في:

- حسن  التعامل مع الآخرين، والحرص على تقديم الخير لهم،- واحترام حريتهم، وتقبل وجهة النظر المخالفة،  واحترام الدولة ومؤسساتها والدستور والالتزام بالأنظمة والقوانين،  والمحافظة على الممتلكات العامة،  والانتماء للوطن بالدفاع عنه والاعتزاز به، والمشاركة في تقدمه ورقيه.

2-انتشار الأمن والاستقرار

تحقيق الأمن في الأوطان من أعظم النعم التي امتن الله تعالى  بها على الناس، فمن ثمار الأمن والاستقرار:

- تتحقق الغاية من خلق الإنسان به، وهي عبادته سبحانه وتعالى.

- ويشعر أفراد المجتمع بالسكينة والطمأنينة.

- وتستثمر الطاقات في تنمية المجتمع وتقدمه.

- ويسود التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع.

3- المشاركة السياسية

- تأتي أهمية المشاركة السياسية في مواقع  صنع القرار، ومواقع التأثير في السلطتين التشريعية أو التنفيذية في كونها تمكن الناس من الحصول على حقوقهم.

وتعد الانتخابات، من أبرز صور المشاركة السياسية 

وهي طريقة من الطرائق الجائزة للوصول إلى مراكز صنع القرار وإدارة البلاد،  فتدخل في مفهوم الشورى

- وتعد الانتخابات تزكية وشهادة، فيحرص من ينتخب ألا يزكي للمسؤولية العامة إلا من يتصف بالقوة، والأمانة.