ما مصادر التشريع الإسلامي ؟
القرآن - السنة النبوية - الإجماع - القياس - الاجتهاد
سنتناول في هذه الوحدة أحاديث نبوية من مصدر التشريع الثاني ونتعرف ما جاء بها من تشريعات وقيم وأخلاق .
ما معنى الحديث لغة واصطلاحًا ؟
الحديث لغة : تبادل الكلام بين شخصين وأكثر
الحديث اصطلاحًا : ما ورد عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .
اقرأ الأحاديث النبوية الشريفة بتمعن :
1 "من كانت له مظلمة لأخيه في عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه البخاري
2- "حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرًا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال:" قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه" رواه مسلم
3- "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم
4- "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه الترمذيّ
الشرح والتحليل :
الحديث الأول : من كانت له مظلمة لأخيه في عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" رواه البخاري
هذا الحديث يصوِّر مظهرًا من مظاهر العدالة الاجتماعية التي يحرص الإسلام على بثِّها بين صفوف أبنائه، فقد أخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت له مظلمة) أي: ما أخذه الظالم أو تعرض له. قوله: (لأخيه) أي: في الدين. وهذه الجناية شاملة لأمور متعددة من: (عِرضه) : بيان للمظلمة وهو جانبه الذي يصونه من نفسه ونسبه وحسبه ويرفض أن ينتقص. أو(شيء) أي: أمر آخر كأخذ ماله أو المنع من الانتفاع به، أو هو تعميم بعد تخصيص. فما عليه إلا أن (يتحلله) أي: فليطب الظالم حل ما ذكر (منه) أي: من المظلوم ومما يؤكد التعجيل قوله: (اليوم) أي: في أيام الدنيا لمقابلته بقوله: (قبل أن لا يكون) أي: لا يوجد (دينار ولا درهم) : وهو تعبير عن يوم القيامة وفي التعبير به تنبيه على أنه يجب عليه أن يتحلل منه، ولو بذل الدينار والدرهم في بذل مظلمته، لأن أخذ الدينار والدرهم اليوم على التحلل أهون من أخذ الحسنات أو وضع السيئات على تقدير عدم التحلل كما أشار إليه بقوله: (إن كان له عمل صالح) أي: بأن يكون مؤمنًا ظالمًا غير معفو من مظلومه، فالنتيجة: (أُخِذ): أي: عمله الصالح (منه) أي: من صاحبه الظالم على غيره، ويحصل هذا الأخذ والاقتصاص: (بقدر مظلمته) : ومعرفة مقدار الطاعة والمعصية كمية وكيفية مفوض علمها إلى الله سبحانه، هذا ، وأما إن كان الجاني من المفلسين يوم الحساب، فقد قال فيه عليه الصلاة والسلام: (وإن لم تكن) أي: لم توجد (له حسنات) أي: باقية أو مطلقًا، فإنه سيحاسب حسابًا يثقل كاهله ويزيد في عذابه: (أخذ من سيئات صاحبه) أي: المظلوم (فحُمِل عليه) : أي: فوضع على الظالم.
الحديث الثاني : "حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرًا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال:" قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه" رواه مسلم
الشرح :
حُوسِب رجُل" أي حاسبه الله -تعالى- على أعماله التي قدمها. "ممن كان قَبْلَكُمْ" من الأمم السابقة، "فلم يُوجد له من الخَيْر شَيء" أي: من الأعمال الصالحة المقربة إلى الله -تعالى-. "إلا أنه كان يُخَالط الناس وكان مُوسِرًا" أي يتعامل معهم بالبيوع والمداينة وكان غنيًّا. "وكان يأمُر غِلْمَانَه أن يَتَجَاوَزُوا عن المُعْسِر" أي: يأمر غلمانه عند تحصيل الديون التي عند الناس، أن يتسامحوا مع المُعسر الفقير المديون الذي ليس عنده القدرة على القضاء بأن ينظروه إلى الميسرة، أو يَحطوا عنه من الدَّين. "قال الله -عز وجل-: نحن أحق بذلك منه؛ تَجَاوزُوا عنه" أي: عفا الله عنه، مكافأة له على إحسانه بالناس، والرفق بهم، والتيسير عليهم.
الحديث الثالث: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" رواه مسلم
الشرح والتحليل : الرِّفقُ : لينُ الجَانب وهو خِلَافُ العُنف . يقال منه رَفَق يرفُقُ ويرفِق
( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ) إذ هو سبب لكل خير ( ولا ينزع من شيء إلا شأنه ) أي عابه ( لم يكن ) أي لم يوجد ( إلا زانه ) أي زينه وكمله ( ولا نزع ) بصيغة المجهول أي لم يفقد ولم يعدم ( إلا شانه ) أي عيبه ونقصه وهذا يدل على عظم شأن الرفق وأهميته، والترغيب فيه، والحث عليه، وأنه فيه الفوائد بخلاف العنف فإنه يأتي بعكس ما هو مطلوب.
في الحديث حث على أن يكون الإنسان رفيقًا في جميع شؤونه رفيقًا في معاملة أهله، وفي معاملة إخوانه وفي معاملة أصدقائه وفي معاملة عامة الناس يرفق بهم، فإن الله تعالى رفيق يحب الرفق .
ولهذا فإن الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذة وانشراحًا وإذا عاملهم بالشدة والعنف ندم ثم قال ليتني لم أفعل لكن بعد أن يفوت الأوان أما إذا عاملهم بالرفق واللين والأناة انشرح صدره ولم يندم على شيء فعله .
الحديث الرابع : "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه الترمذيّ
الشرح والتحليل
« الراحمون » لمن في الأرض من آدمي وحيوان بنحو شفقة وإحسان ومواساة والإحسان إليهم والتفضل عليهم ، والرحمة مقيدة باتباع الكتاب والسنة ، فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله لا ينافي كل منهما الرحمة وجاءت في الحديث بصيغة العموم ليشمل جميع أصناف الخلق فيرحم البر والفاجر ، والناطق والبهم ، والوحوش والطير .
القضايا اللغوية:
ما نواصب الفعل المضارع ؟
أن ، لن ، كي ، لام التعليل ، حتى
كيف ينصب الفعل المضارع المعتل الآخر ( الناقص ) ؟
لنتدبر الأمثلة الآتية :
الأمثلة (1):
بالنظر إلى الأمثلة أعلاه تجدها جميعاً معتلة الآخر ، بالألف ، والياء ، والواو وتجدها جميعاً معربة لخلوها من نوني التوكيد والإناث وجميعها مرفوعة لخلوها من أدوات النصب والجزم .
ولكن ما السبب في عدم ظهور الضمة التي هي علامة الرفع في أواخرها ؟ لأن حرف العلة إن كان ألفاً تعذر ظهور الضمة عليه ، وإن كان واواً أو ياءً كان ضمه مستثقلاً ، ومن هنا كان لا بد من بقاء حرف العلة ساكناً وتقدير الضمة عليه في جميع الأحوال . |
الأمثلة(2):
انظر إلى الأفعال تجدها نفسها مرة ثانية ، ولكنها تغيرت من الرفع إلى النصب لدخول أدوات النصب عليها ، وإذا بحثنا في أواخرها لم نجد للنصب أثراً ظاهراً في الأفعال التي آخرها ألف . بخلاف الأفعال التي آخرها واو أو ياء .
والسبب هو أن الألف يتعذر تحريكها ولذلك تقدر عليها الفتحة في حال النصب . أما الواو والياء فمن السهل النطق بهما مفتوحتين ولذلك تظهر عليهما الفتحة عند النصب . |
الأمثلة(3) :
تأمل أواخر هذه الأفعال فنجدها محذوفة ، وقد كانت ثابتة في القسمين السابقين ، وإذا بحثنا عن السبب في ذلك لم نجد سبباً سوى دخول الأدوات الجازمة ، فهي التي حذفت هذه الأواخر ، وبذلك يكون هذا الحذف علامة الجزم . |
الكتابة :
اكتب في واحد من الموضوعات الآتية :
1- قصة عن حق الجار على جاره مع مراعاة عناصر القصة ( الشخوص ، المكان ، الزمان ، الأحداث ، العقدة ، الحل )
2- مقالة عن أهمية مساعدة الملهوف ذي الحاجة مع مراعاة معايير كتابة المقالة وعناصرها
تتكون المقالة من العناصر الأساسية الآتية:
المقدمة: تتكوّن المقدمة من الملخّص العام للأفكار والنظريّات التي يريد الكاتب عرضها وشرحها وإثباتها أو تفنيدها. وهي البوابة الأساسية للمقال، وتهدف إلى تمهيد القارئ ولفت انتباهه إلى موضوع المقال، وتشوّقه إلى المتابعة للوصول إلى الحقائق المطروحة. تتميّز المقدمة بحجمها المتواضع الذي لا يزيد على عشرة أسطر، وتتكوّن من فِقْرة واحدة، تُعطي للقارئ الانطباع العام عن أهميّة المقال، وعلاقته عمّا يبحث عنه من معلومات وأفكار. يُفضّل صياغة المقدمة بلغة أدبية موجزة وواضحة وبسيطة، وأن تحتوي على عبارات تُسهّل عملية الانتقال من الأفكار الرئيسة إلى تفاصيل الموضوع، لهذا، لابد أن يربط الكاتب بين المقدمة والفقرة الأولى، ثم الأولى بالثانية، وهكذا.
العرض: وهو موضوع المقال الرئيس، يتكوّن من مجموعة من الفقرات، كل فقرة تتحدّث عن فكرة منفصلة، إلا أنّ الفقرات جميعها تتّصل بنفس الموضوع ومتّصلة معاً ضمن تسلسل منطقي للأفكار دون انقطاع أو تشتّت. يحتوي العرض على الأدلّة والبراهين التي يوردها الكاتب لإقناع القارئ بوجهة نظره. يتميّز العرض باحتوائه على الأساليب اللغوية المُنمّقة القادرة على جعل القارئ يُنهي قراءة المقال إلى آخره، فيشعر من خلاله أنّه ينتقل في رحلة فكرية ثقافية شيّقة يتعلّم منها الكثير، وتكون مختصرة وواضحة، فلا تكون طويلة فيملّ من المتابعة، ولا قصيرة يشعر فيها بالتنقّل غير المنطقي دون إشباع بحثه الأدبي عن المعلومة.
الخاتمة: وهي الملخّص الرئيس للمقال بأكمله، فيه يخرج القارئ بجميع المعلومات التي يسعى للحصول عليها من قراءته للمقال، كما تضمّ حلّاً للمشكلة التي يتحدّث عنها المقال، ومن المهم أيضاً أن تكون الخلاصة جيّدة الصياغة، وقوية الألفاظ، وسلسة، وخالية من التعقيد، بحيث يسهل على القارئ حفظها واقتباسها عند الحاجة.