الفكرة الرئيسة: تميَّزتِ الحضارةُ الإسلاميّةُ بأنَّها تقومُ على العلِم والإيمانِ، وكانَ للمؤسّساتِ التعليميّةِ، مثلَ المساجدِ والجامعاتِ والمدارسِ دورٌ كبير في ازدهارِها. والحضارةُ الإسلاميّةُ: هي كلُّ ما قدَّمَهُ المسلمونَ منْ علومٍ وقيمٍ مستمَدَّةٍ منَ القرآنِ الكريمِ والسنّةِ النبويةِ، إضافةً إلى خبراتِ الأممِ الأخرى؛ للإسهامِ في بناءِ الإنسانِ |
المؤسسات التعليمية في ظل الحضارة الإسلامية
شهِدَتِ الحضارةُ الإسلاميّةُ عَديدًا منَ المؤسّساتِ التعليميّةِ، منْها:
أ. المساجِدُ:
- منْ أَهمِّ أَماكنِ التعليمِ منذُ عهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم إلى وقتِنا الحاضرِ، حيثُ ارتبطَ تاريخُ التعليمِ في المجتمعِ الإسلاميِّ بالمسجدِ.
- اتّخذَ رسولُنا صلى الله عليه و سلم المسجدَ النبويَّ مكانًا للتعليمِ؛ فكانَ يجتمعُ معَ الصَّحابةِ رضي الله عنهم يتلو عليهِمْ ما ينزلُ منَ القرآنِ الكريمِ، ويُعَلّمُهمْ أَحكامَ الدينِ.
- اشتُهِرَ كثيرٌ منْ حلَقاتِ العلمِ في المساجدِ، نحوَ حلقةِ حَبْرِ الأمّةِ عبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما في المسجدِ الحرامِ.
- كما أُقيمَ عديدٌ منْ حلَقاتِ العلمِ في المسجدِ النبويِّ والمسجدِ الأقصى وغيرِهِا منَ المساجدِ.
ب. الكتاتيبُ:
- اعتنى الإسلامُ بتعليمِ الأطفالِ القراءةَ والكتابةَ، وحفظَ القرآنِ الكريمِ، حيثُ خُصِّصتْ لذلكَ أَماكنُ بجوارِ المسجدِ سُمِّيَتِ الكتاتيبَ.
ج . المدارسُ:
- كانَ لها دورٌ كبيرٌ في:
- تعليمِ أَحكامِ الإِسلامِ.
- وإِعدادِ الإنسانِ الصالحِ.
- واكتسابِ الخبراتِ الجديدةِ منْ أجلِ ممارسةِ الأعمالِ المختلفةِ.
د . الجامعاتُ:
- كانَ الإِسلامُ سبّاقًا إلى إنشاءِ الجامعاتِ.
- وكانَ التعليمُ فيها مجّانيًّا.
- وكانَ فيها مكتباتٌ ومناماتٌ للطلبةِ.
- ومنْ أقدمِ الجامعاتِ في العالمِ:
- جامعةُ القرويّينَ في المغربِ.
- وجامعةُ الزيتونةِ في تونسَ.
- وجامعةُ الأزهرِ في القاهرةِ.
هـ. المكتباتُ:
- عرَفَتِ الحضارةُ العربيّةُ الإسلاميَّةُ أَنواعًا عديدةً منَ المكتباتِ التي انتشرَتْ في أَنحاءِ العالمِ الإسلاميِّ كلِّهِ.
- ومنْ أَشهرِ تلكَ المكتباتِ مكتبةُ دارِ الحكمةِ التي أسّسَها هارونُ الرَّشيدُ في بغدادَ.
علماء في ظل الحضارة الإسلامية:
قدّمَتِ المؤسّساتُ التعليميّةُ في التاريخِ الإسلاميِّ نخبةً بارزةً منَ العلماءِ والعالماتِ في مختلفِ مجالاتِ الحياةِ، ومنْ هؤلاءِ:
أ. أبو القاسمِ الزَّهراويُّ:
- وُلِدَ في مدينةِ الزهراءِ في الأندلسِ.
- وعاشَ في قرطبةَ.
- طبيبٌ برعَ في الجراحةِ.
ب. الحسنُ بنُ الهيثمِ:
- وُلِدَ في البَصرةِ في العراقِ.
- وعاشَ في مِصرَ.
- عالِمٌ واسعُ المعرفةِ في علومٍ متعدّدةٍ أبرزُها علمُ البصريّاتِ.
- ومنْ إنجازاتِهِ اكتشافُ أقسامِ العينِ، ووظيفةِ كلِّ جزءٍ منْها.
ج. عبّاسُ بنُ فِرناسَ:
- وُلِدَ في الأندلسِ وعاشَ فيها.
- برعَ في الفَلسَفَةِ والكيمياءِ والفلَكِ.
- ولُقِّبَ حكيمَ الأندلسِ.
- وهوَ أوّلُ مَنْ حاولَ الطيرانَ في التّاريخِ.
د. مريمُ الأُسْطُرْلابيّةُ:
- منْ مدينةِ حلبَ في سوريا.
- عالمةُ فَلَكٍ.
- طوّرَتِ الأُسْطُرْلابَ، وهوَ آلةٌ دقيقةٌ تُصوَّرُ عليها حركةُ النُّجومِ في السَّاءِ، وتُستخدَمُ في تحديدِ الوقتِ.
هـ. ابنُ النَّفيسِ:
- نشأَ في دِمشقَ.
- وعاشَ في القاهرةِ وماتَ فيها.
- طبيبٌ لهُ إسهاماتٌ كثيرةٌ في الطِّبِّ.
- ويُعدُّ مُكتشفَ الدَّورةِ الدمويّةِ الصُّغرى.
أربط مع اللغة التاريخ:
أَوّلُ جامعةٍ أُنشِئَتْ في الحضارةِ الإِسلاميّةِ جامعةُ القرويّينَ في مدينةِ فاسَ في المغربِ عامَ 245 هـ الموافق 859 م، بنَتْها فاطِمةُ الفِهْريّةُ القُرَشيّةُ على نفقتِها الخاصّةِ، ودرسَ فيها الفقيهُ ابنُ العربيِّ، وبابا الفاتيكانِ سلفستر الثاني.